«معركة» بين برشلونـة وأتلتيكو..سيميوني جاهز لإسقاط فالفيردي

«معركة» بين برشلونـة وأتلتيكو..سيميوني جاهز لإسقاط فالفيردي

الأخبار الرياضيــة

الخميس، ٩ يناير ٢٠٢٠

سيميوني جاهز لإسقاط فالفيردي

تستضيف المملكة العربية السعودية الليلة ثاني مباراة نصف نهائي لبطولة كأس السوبر الإسباني، والتي ستجمع بين كل من حامل لقب الليغا الموسم الماضي برشلونة، وأتلتيكو مدريد صاحب المركز الرابع في الدوري الاسباني (الساعة 21:00 بتوقيت بيروت). هي تجربة جديدة من نوعها، وسابقة تاريخية، أنفقت من أجلها السعودية أرقاماً كبيرة من الملايين. المال السعودي تستفيد منه الرياض لتلميع صورتها، بينما تستفيد الكرة الإسبانية من أجل أن تطوير نفسها.
 
في شباط/فبراير من عام 2019 الماضي، قرر الاتحاد الإسباني لكرة القدم إدخال تعديلات كبيرة متعلقة بالقوانين المنظمة لبطولة كأس السوبر الإسباني بعضها مالي والآخر إداري. من بين أبرز هذه القرارات إقامة البطولة بعيداً عن إسبانيا للسنة الثانية على التوالي، بعد أن أقيمت مع بداية الموسم الماضي في مدينة طنجة المغربية. لم تتوقّف التغييرات أو التعديلات عند هذا الحد، فمن بين القرارات المتّخذة من قبل الاتحاد الاسباني، زيادة عدد المشاركين في البطولة إلى أربعة أندية. في النسخة الحالية، يشارك كل من حامل لقب «الليغا» الاسبانية برشلونة، إلى جانب صاحبي المركزين الثاني والثالث في ترتيب الدوري، وهم كل من ريال مدريد وغريمه أتلتيكو مدريد. أما بالنسبة إلى النادي الرابع والأخير المشارك ضمن هذه البطولة، فيتمثل بحامل لقب كأس ملك إسبانيا، نادي الخفافيش فالنسيا.
 
 
 
مما لا شك فيه، أن المملكة العربية السعودية ستكون أكثر المستفيدين من إقامة هذه البطولة والتي تعتبر الأولى من نوعها على أراضيها. السعودية تواجه عدداً كبيراً من الدعاوى القضائية في ملفات كثيرة، كما أن عدداً من المنظمات الحقوقية والهيئات والجمعيات تعتبر أن الرياض «لا تحترم حقوق الإنسان»، ومنها قناة «أر تي في أي» الإسبانية التي رفضت التقدم بطلب الحصول على حقوق النقل لهذا السبب، لذلك فهي تسعى من خلال هذه البطولة الى تلميع صورتها، وجعل الرأي العام ينسى التجاوزات التي قامت بها خلال الفترة الماضية، وتلك التي تقوم بها اليوم.
فاز برشلونة بـ6 مباريات من أصل 13 خارج أرضه هذا الموسم
 
هذا المشروع ليس جديداً، بل ان عملية التلميع عبر الرياضة بدأت قبل فترة، وتحديداً حين استضافت السعودية «كلاسيكو العالم» بين كل من المنتخبين الأرجنتيني والبرازيلي خلال أواخر العام الماضي في العاصمة الرياض (2019).
بالنسبة إلى نظام البطولة الجديد، سيقص الشريط عن أربع مباريات ستشاهدها الجماهير السعودية في مدينة جدة. من بينها مباراتان لنصف النهائي (لعبت واحدة يوم أمس)، مباراة نهائية، ولقاء آخر يحدد المركزين الثالث والرابع. وفي هذا الإطار، تحدد هوية الأندية المشاركة في البطولة من خلال الموسم السابق للمسابقة، حيث يشارك كل من بطل الدوري الإسباني ووصيفه، إضافة لبطل كأس ملك إسبانيا ووصيفه أيضاً. وبما أن بطل الليغا هو برشلونة، وهو عينه وصيف فالنسيا بطل الكأس المحلي، فمن الطبيعي أن يشارك كل من الأتلتي وريال مدريد اللذين أنهيا الموسم الماضي، وهما قابعان في المركزين الثالث والثاني توالياً في ترتيب الدوري الإسباني.
 
 
 
فنياً، سيستفيد ريال مدريد كثيراً من هذه البطولة من أجل خلق انسجام أكبر بين اللاعبين (حتى لو لم يتوّج باللقب). يعيش نادي المدرب الفرنسي زين الدين زيدان إحدى أبرز فتراته وأكثرها راحة منذ بداية الموسم الحالي ونهاية الموسم الماضي الكارثي. ثبات في التشكيلة الأساسية، وتغييرات طفيفة و«خلق» لاعبين جدد في الفريق، وضعت الـ«ميرينغي» في المركز الثاني بفارق الأهداف فقط عن صاحب المركز الأول برشلونة (40 نقطة لكل منهما). فبناءً على مستوى الأندية الأربعة المشاركة في البطولة، وتحديداً في الشهرين الماضيين، يمكن القول إن ريال مدريد سيحاول أن يستفيد من هذه البطولة لتطوير نفسه والنهوض أكثر بالمستوى. وما لا يختلف عليه اثنان، هو أن الفريق يتطور أسبوعاً تلو الآخر، ويقدم أداءً جيداً في غالبية مبارياته هذا الموسم، خصوصاً على الصعيد التكتيكي، وهو الذي ساعده في تكوين خط دفاعي متماسك وصلب. يعاني النادي الملكي من غيابات عديدة، أبرزها لاعب تشيلسي السابق البلجيكي إيدن هازار، لكن في الوقت عينه، يملك المدرب الفرنسي حلولاً كثيرة لتعويضه. وما يدعو جماهير الريال إلى التفاؤل أيضاً، هو مستوى بعض اللاعبين الذين يمرون بفترات جيدة في الآونة الأخيرة، والحديث هنا عن كل من المهاجم الفرنسي كريم بنزيما، ولاعب خط الوسط الألماني توني كروس، والبرازيلي كاسيميرو، وحارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا وأخيراً اللاعب المفاجأة هذا الموسم الأوروغواياني فيدريكو فالفيردي الذي سيكون له دور مهم.
يبدو أتلتيكو مدريد جاهزاً للمنافسة على اللقب هذه المرة
 
على الورق، ونسبة إلى مجموعة الأسماء الموجودة لدى مدرّبي الأندية المشاركة في البطولة الإسبانية، لا شك في أن برشلونة يحتل المركز الأول في قائمة المرشحين للفوز باللقب، لكن عندما يكون هناك رجل يجلس على دكة بدلاء الفريق يدعى ارنستو فالفيردي، فهنا يجب توخّي الحذر كثيراً في ما يتعلّق بالتوقعات. برشلونة، ورغم سوء نتائجه هذا الموسم مع فالفيردي، إلا أنه لا يزال من بين أكثر الأندية رعباً عندما يخوض المباريات على ملعبه الكامب نو، ومن الصعب جداً أن يخسر (لم يتعرض النادي الكاتالوني لأي خسارة على أرضية ميدانه الكامب نو خلال عام 2019 بأكمله). لكن، ولسوء الحظ، البطولة ستقام في مدينة جدة، والجميع من متابعين وجماهير ونقّاد على دراية بكمّ معاناة نادي برشلونة عندما يلعب خارج ملعبه، حتى لو كان هذا الملعب ملعباً محايداً (ستقام المباريات الثلاث على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية المعروف بـ«الجوهرة المشعة»، والذي يتسع لـ62،345 متفرجاً). خاض النادي الكاتالوني هذا الموسم 13 مباراة خارج ملعبه في مختلف البطولات، لم يحقق سوى 6 انتصارات فقط، رغم أن معظم المباريات كانت أمام خصوم من الصفين الثالث والرابع، بينما تلقّى 3 خسارات وتعادل في 4 مواجهات.
هي بطولة يمكن وصفها بالـ«تجريبية» على الأراضي السعودية، نظراً إلى كونها الأولى من نوعها، ومن الممكن أيضاً أن تتّصف ببطولة «الملايين»، وذلك بسبب الأموال الكبيرة التي سيدفعها البلد المضيف. لا يمكن التنبّؤ بمن سيكون حامل هذا اللقب التاريخي الأول من نوعه، فرجال المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني متربّصون وواضعون نصب أعينهم اللقب الذي لا يزال غائباً عن خزائنهم في السنوات الماضية.