قمة الدوري في اللاذقية فهل يحسم البحارة اللقب؟ … مباريات ثأرية للمهددين والكرامة يستعد بدمشق

قمة الدوري في اللاذقية فهل يحسم البحارة اللقب؟ … مباريات ثأرية للمهددين والكرامة يستعد بدمشق

الأخبار الرياضيــة

الأربعاء، ١٤ أبريل ٢٠٢١

ناصر النجار
جولة حاسمة من مباريات الدوري الكروي الممتاز تقام اليوم في الثالثة عصراً في الجولة الثالثة والعشرين.
قمة الدوري سيشهدها ملعب الباسل في اللاذقية بين المتصدر تشرين ووصيفه الجيش، وهي قمة غير عادية لأنها ستحسم اللقب بشكل كبير، لذلك تتجه الأنظار كلها لمراقبة هذه المباراة المهمة ضمن احتمالات مفتوحة، الاحتمال الأهم الذي ينتظره البحارة هو فوز فريقهم وهذا يعني أن اللقب صار بحوزتهم بانتظار التتويج مع آخر الدوري، أما إن فاز الجيش، فإن الأمور ستنقلب رأساً على عقب وسيشعل فارق النقطتين ما تبقى من مباريات لكلا الفريقين، والتعادل مريح لصاحب الصدارة، ويقلل حظوظ الجيش باللقب إلى أسوأ درجة.
في أسفل الدوري مباريات لا تقل أهمية عن مباراة القمة، فالهبوط أمر جد خطير وهو ما يسعى إلى النجاة من هذا الشؤم أكثر من فريق، وربما كان الأكثر خطراً فريق الحرية الذي وضع قدمه في أعتاب الهبوط وباتت آماله ضعيفة وقد يهبط رسمياً إن خسر لقاء اليوم أمام حطين بحلب، الصراع الرسمي على الهروب من بطاقة الهبوط الثانية سيكون بين الفتوة والساحل بدرجة أولى، وقد يلحق بهما حرجلة إن ساءت أموره، والمباريات الأربع المتبقية لحرجلة صعبة للغاية لكن يكفيه منها القليل ليتجنب الهبوط.
هناك ثلاث مباريات ستجمع الفتوة والساحل والحرية وجهاً لوجه في مباريات صعبة سيكون لها القرار النهائي في النجاة والهبوط، وستكون المباريات الأصعب بين الفتوة والساحل في دمشق، لذلك فإن هذه الفرق تحاول جمع ما قدر لها أن تجمع من نقاط قبل لقاءات النقاط المضاعفة، وإن كان البعض يرى أن فوز الفتوة والساحل سيدخل تحت مبدأ الممكن من كل النواحي.
لكن الخوف الذي أبداه أحد مدربي هذه الفرق وفضّل عدم ذكر اسمه لحراجة الموقف أن يكون هناك مجاملات وخصوصاً من الفرق الآمنة التي لم يعد يهمها الهبوط أو اللقب، واستشهد على خوفه هذا بنتائج مباريات السبت التي وصفها بالمشبوهة! وهذا فعلاً ما يعلق عليه الكثير من المراقبين على صفحات التواصل الاجتماعي ويغمزون من هذا الباب، وقد أضحت بعض المباريات سخيفة فقدت مضمونها وقدسيتها، ومن هذا المبدأ نجد أن من يقول عن الدوري ضعيف معه كل الحق.
الساحل سيستقبل على ملعبه الاتحاد، والفتوة سيحل ضيفاً على الوحدة، والفريقان (الاتحاد والوحدة) لم يقدما الأسبوع الماضي العرض الذي يشفع لهما بالعراقة والتاريخ وهما بوضع لا يسر عشاقهما.
بقية المباريات ستكون تحصيل حاصل أو لرد الاعتبار أو لتحسين المواقع، وتبرز في مقدمتها مباراة جبلة مع حرجلة وهذه المباراة لها خصوصيتها لأن جبلة خسر أمام حرجلة في الذهاب صفر/3 بحادثة الاعتداء على الحكم، وبات الأمر كما ينظر إليه البعض شخصياً، والقضية أخذت جدلاً واسعاً وعمليات اعتراض واستئناف، وما زالت الأمور عندما انتهت إليه في مكاتب اتحاد كرة القدم دون أن يُؤخد بما تضمن الاستئناف من المكتب التنفيذي، وهذه عادة اتحاد كرة القدم الذي يؤجل قراراته المصيرية حتى يحين الموعد المناسب، والموعد المناسب قد يكون بعد نهاية الدوري، وبعد أن يُعرف البطل والهابطان، ووقتها لن يؤثر أي قرار سيتخذه اتحاد كرة القدم في هذا الشأن، فجبلة غير مهدد وغير منافس، وحرجلة صحيح أنه قريب من التهديد إلا أنه ما زال حتى الآن في الأمان، وعندما تفصل الأمور سيتضح لنا الموقف الحقيقي.
جبلة على أرضه صعب لكنه ليس بالضرورة أن يفوز في هذه المباراة، حرجلة رغم مشاكله المالية إلا أن عوده قوي وقادر على المنافسة، المهم أن نرى مباراة جميلة بعيدة عن أي حساسية لا داعي لها من أجل كرة القدم، ومن يطلب الفوز يجب أن يناله بجهد وتخطيط وإخلاص لكرة القدم.
من المباريات غير المؤثرة مباراة الشرطة والكرامة، وهي لتحسين الموقع بالنسبة للشرطة وللحفاظ على المركز الثالث بالنسبة للكرامة، مهما كان وضع الكرامة فهو أفضل تقنياً وبدنياً من الشرطة وقد تكون هذه المباراة بمنزلة الاستعداد لمباراة نصف نهائي الكأس مع جبلة التي ستقام الاثنين القادم، إذاً جبلة والكرامة في الدوري يستعدان لنصف نهائي الكأس بلقاءي حرجلة والشرطة على التوالي.
المباراة الأخيرة في حمص بين الوثبة والطليعة وهي أشبه بالديربي، وفيها يحاول الفريقان الظفر بالمباراة وتحقيق الفوز إرضاء لكرة القدم فقط، الفريقان يلعبان بلا ضغوط ومن المفترض أن يقدما العرض السهل السلس المملوء باللمحات الفنية والأهداف الجميلة إلا إذا أرادا التأثر بالصيام فيصومان عن كل شيء، وتنتهي المباراة مثلما بدأت بلا أهداف ولا هم يحزنون.
مباراة القمة
الحديث عن مباراة القمة ينصب في جمال كرة القدم ولمحاتها الفنية، فالفريقان يضمان في صفوفهما أفضل نجوم الكرة السورية ومواهبها، إضافة إلى صف احتياطي جيد.
وعلينا أن نذكر أن الصف الاحتياطي في تشرين أفضل، والمدرب يملك خيارات أوسع في وضع التشكيلة المناسبة واختيار البدلاء وشاهدنا في مباراة الاتحاد تناغماً متميزاً بين اللاعبين يحسدون عليه وإذا أضفنا إلى ما سبق عامل الأرض، والثقة الكبيرة بالنفس التي فرضتها الصدارة وفارق النقاط الخمس، فإننا من هذه العوامل نجد أن تشرين أقرب لحسم المباراة إما بالفوز وإما بالتعادل على أقل تقدير.
 
من سلبيات البحارة أنهم سريعو النرفزة والعصبية، وخصوصاً إذا تعرضوا للضغط أو كانت النتيجة في غير مصلحتهم، فهناك العديد من اللاعبين مزاجيون ومتقلبون.
 
لا أعتقد أن الغرور سيأخذ دوره في لاعبي الفريق، بل سيكون الحذر والحرص في مستويات عالية فالمباراة تشكل بطولة بحد ذاتها.
 
فريق الجيش لا يقل عن مستضيفه بكل ما سبق، وهو يملك الحافز والتصميم والروح المعنوية العالية ومن لاعبي الخبرة القادرين على مسك المباراة والسيطرة على المجريات، وكما قلنا فإن البدائل المتاحة أمام المدرب ليست كقوة البدائل عند مدرب البحارة.
 
يمتاز فريق الجيش بالهدوء أكثر على أرض الملعب وهذا يعود لطبيعة اللاعبين وأسلوب اللعب المعتاد عليه، وبالنسبة لأرض الملعب فقد لا يتأثر الجيش كثيراً بغربته حاله كحال بقية الفرق التي لا تملك الكثافة الجماهيرية.
 
في الواقع العام فإن الفريقين مكشوفان للعيان تماماً، فأوراقهما ليست سرية، وكل لاعب بالفريقين محفوظ أسلوبه وإمكانياته عن ظهر قلب، لكن يمكننا ترك الباب مفتوحاً لعامل المباغتة التي يجب أن نراه من أحد الفريقين أو كليهما، وهو مطلوب من الضيف أكثر.
 
ظروف المباراة قد تتحكم فيها لذلك لابد من الحذر من الوقوع بالأخطاء القاتلة التي تكلّف أحد الفريقين غالياً، فالمباراة قد تكون معلقة على هدف يأتي من خطأ حارس أو خطأ دفاعي، ولابد من تجنب البطاقات حتى لا يفقد أحد الفريقين لاعباً مهماً، وكذلك تجنب الحالات التي تؤدي إلى ركلات جزاء.
 
طاقم التحكيم المكلف بالمباراة عليه مسؤولية كبيرة في نجاح المباراة وإيصالها إلى شاطئ الأمان، من خلال اللياقة البدنية العالية لأن المباراة تتطلب سرعة انفجارية لا يمكن التغاضي عنها، والتركيز العالي الذي يفرض على الحكم حضوراً ذهنياً بكل تفاصيل المباراة وخصوصاً الالتحامات والاختراقات، ولابد من الدقة بالتعامل مع الفريقين ضمن منطق واحد ومبدأ واحد، فليس لأي فريق خصوصية على حساب غيره، والكلام هذا ينطبق على كل الطاقم، ونأمل أن نجد المساعدين في أوج عطائهما منسجمين مع الحكم الرئيسي ومتناغمين معه.
 
من جهة أخرى فإن صورة التحكيم المحلي سيرسمها حكام هذه المباراة، والمسؤولية تقع على عاتق لجنة الحكام باختيارها الطاقم المناسب لهذه المباراة.
 
أكثر المراقبين كانوا حذرين بشأن توقعاتهم للمباراة، والكثير منهم مال إلى التعادل كسيد الأحكام، والبعض الآخر رجّح كفة تشرين، وهذه التوقعات تخص هذه المباراة فقط، بينما انصبت أغلب التوقعات على بطولة الدوري في مصلحة تشرين، ولو فاز الجيش بالمباراة، ففارق النقطتين وقتها سيمنح البحارة حظوظاً أكبر في المباريات الثلاث المتبقية مع عدم إغلاق الباب أمام بعض المفاجآت التي قد تفجرها بعض الفرق في لقاءاتها مع الفريقين.
 
نتائج الذهاب
 
تعادل الجيش مع تشرين في الذهاب 1/1، سجل للجيش مؤمن ناجي ولتشرين ماهر دعبول، وقاد المباراة الحكم صفوان عثمان الذي عوقب على أثرها لعدم احتسابه ركلات جزاء كان يستحقها تشرين.
في لقاء الذهاب بين الكرامة والشرطة، فاز الكرامة بهدفي علي رمضان وتعادل الطليعة مع الوثبة بلا أهداف، وفاز الاتحاد على الساحل بهدف زكريا عزيزة.
الوحدة فاز على الفتوة 4/1، سجل للوحدة عدي جفال ومازن العيس وعبد الرحمن بركات ومدافع الفتوة الليث علي بمرماه، وسجل هدف الفتوة أسعد خضر من ركلة جزاء.
حطين هزم الحرية بأربعة أهداف نظيفة، سجل لحطين أنس بوطة هدفين ومحمد قلفاط ومرديك مردكيان، وشهدت المباراة إضاعة ثلاث ركلات جزاء كحالة غريبة من النادر حدوثها، فأضاع لحطين أنس بوطة ومرديك مردكيان وأضاع للحرية سامر السالم، وشهدت المباراة طرد مدافع الحرية عبد المعطي كياري.
 
مباراة حرجلة مع جبلة توقفت في الدقيقة 71 للاعتداء على الحكم والنتيجة كانت تشير إلى التعادل 1/1، سجل لحرجلة ياسين سامية ولجبلة مصطفى الشيخ يوسف، واتحاد كرة القدم قرر فوز حرجلة قانوناً 3/صفر.