الرابحون والخاسرون من مونديال البرازيل 2014...ميسي... نصف نجاح وخيبة كبيرة

الرابحون والخاسرون من مونديال البرازيل 2014...ميسي... نصف نجاح وخيبة كبيرة

كأس العالم 2014

الخميس، ١٧ يوليو ٢٠١٤

وانتهى عرس كرة القدم العالمية وانفض سامر مونديال البرازيل 2014 بتتويج المانشافت الألماني بطلاً للعالم لأربع سنوات قادمة بانتظار النسخة 21 لبطولة كأس العالم في روسيا 2018، وخرج رابح كبير واحد تمثل بالماكينات الألمانية ورابحون صغار مقابل خاسرين كثر على صعيد المنتخبات والنجوم.
 
وكما جرت العادة جاءت مسألة اختيار ميسي كأفضل لاعب في البطولة مثيرة للجدل حول أحقية الكابتن الأرجنتيني للكرة الذهبية الخاصة بالمونديال ولاسيما أنها ترافقت مع خسارة راقصي التانغو للقب ومع أداء لم يكن بالقمة للبرغوث الذي مثل حالة خاصة في البطولة.
 
قبل المونديال
قبل انطلاق البطولة عاش ليونيل ميسي موسماً مضطرباً مع برشلونة فقد فيه لقبه كبطل الليغا ولم ينجح بخطف كأس الملك وخسر بالنهائي من الريال بالذات وفشل باسترداد عرشه الأوروبي أمام مواطنه اتلتيكو مدريد والأهم من ذلك كله خسر لقبه الشخصي كأفضل لاعب في العالم لمصلحة كريستيانو رونالدو بعدما نالت منه الإصابة وعاد للتألق على استحياء وأرجع الخبراء حرصه الكبير على شخصه من أجل المونديال الذي يشكل عالماً خاصاً به لأسباب كثيرة.
فقد تمثلت أهداف البرغوث بتسجيل إنجاز مع منتخب بلاده الأرجنتين لما يمثل له المونديال من قيمة شخصية وجماعية ولاسيما أن كل المراقبين والمحبين وحتى الحاسدين ينتقدون مسيرته مع راقصي التانغو وهو الذي شارك في نسختين سابقتين لم يستطع خلالهما تجاوز ربع النهائي.
 
نصف إنجاز
دخل ميسي بطولة البرازيل باحثاً عن مجد شخصي وجماعي ليدخل ضمن أساطير المونديال على غرار مواطنه الأسطورة دييغو مارادونا الذي لم يحقق نصف مايتضمنه سجل ميسي الشخصي أو مع الأندية إلا أن فوز مارادونا باللقب العالمي ووصوله إلى النهائي جعل منه قديساً في بلاده ونجم النجوم في البطولة في كل أنحاء المعمورة ولا ينقص ليونيل سوى الفوز باللقب العالمي ليقارن به أو يصل إلى حظوته بين أفراد الشعب الأرجنتيني.
هناك في البرازيل لم يختلف الوضع كثيراً بالنسبة للمنتخب الأرجنتيني الذي لم يقدم الكثير على صعيد الأداء إلا أنه سار بخطوات متثاقلة نحو الأدوار المتقدمة، ويحسب لميسي أنه لعب دور البطولة في مباريات الدور الأول فسجل 4 أهداف كانت كافية لحصد النقاط الكاملة.
وفي الدور الثاني تكفل ميسي بإهداء كرة الفوز على سويسرا لزميله دي ماريا وسارت الأمور على هذا المنوال حتى النهائي الذي تأهل الألبيسيلستي لخوضه للمرة الأولى منذ ربع قرن فجاءت الفرصة للنجم الأرجنتيني من أجل كتابة تاريخه الخاص وقيادة التانغو إلى اللقب الأول.
 
لوحة ناقصة
رسم أهل بلاد الفضة حلمهم الخاص باستعادة اللقب العالمي الذي مثل أكثر من كأس خاصة أنه يحدث في البرازيل بالذات ورشح الجميع ليونيل للعب الدور الأكبر في الصعود إلى منصة التتويج لكن الذي حدث أن ماكينات المانشافت خطفت الفوز قبل 7 دقائق من الركون إلى ركلات الترجيح وسقط الحلم الأرجنتيني على مشارف منصة الماراكانا وذهبت أحلام ميسي أدراج الرياح وبقيت لوحته الخاصة ناقصة من أهم إنجاز بالقميص الأبيض والسماوي.
حل منتخب التانغو وصيفاً للمانشافت واختير ميسي أفضل لاعب في البطولة متقدماً على كل لاعبي الماكينات الألمانية وسواهم من النجوم الذين برعوا في النهائيات.
 
لقب مثير للجدل
اختيار ميسي لهذا اللقب أثار جدلاً في أوساط البطولة خاصة أن الكأس ذهبت للاعبي يواكيم لوف ووجه الاعتراض هو فرضية اختيار لاعب من المانشافت وليكن الهداف توماس موللر أو لاعب الوسط توني كروس أو القائد فيليب لام وهذا الثلاثي قدم بطولة كبيرة على الصعيد الفردي أو الصعيد العام، وفي حال الابتعاد عن الألمان هناك نجم الطواحين الهولندية أرين روبن الذي تألق بشكل لافت في معظم مباريات فريقه وشكل حالة فردية رائعة وسط رفاقه وكان ملهماً لهم في الوصول إلى المركز الثالث.
 
اختيار منطقي
بالمنطق لا يمكننا الجزم بأحقية ميسي باللقب على اعتبار أنه لم يقدم الصورة المثالية المعروفة عنه لأكثر من سبب وأهمها أن المثل القائل (اليد الواحدة لا تستطيع التصفيق) ينطبق على ميسي الذي لايزال لا يجد المساعدة اللازمة في المنتخب على عكس ما يلقاه في برشلونة.
إلا أنه في النهاية كان فاعلاً في البطولة وهو إن لم يتوج بالكأس فقد أسهم بفاعلية بوصول منتخب بلاده إلى النهائي وكان قريباً من التتويج وهذا أمر مهم فلم يسبق للفيفا أن اختار لاعباً لم يخض النهائي للقب أفضل لاعب سوى مرة واحدة في 2010 عندما اختير الأورغوياني دييغو فورلان.
وعليه فإن لاعبي ألمانيا والأرجنتين هم المرشحون لهذا اللقب وبما أن ميسي تفوق باختياره رجل المباراة في 4 مناسبات فإن كفته كانت الأرجح على الرغم من أن توماس موللر سجل خماسية وصنع 3 أهداف وزميله كروس مرر 4 كرات حاسمة بالمركز الأول على هذا الصعيد وسجل هدفين في حين ميسي سجل 4 أهداف ومرر كرة واحدة حاسمة وساهم بتسجيل ركلة ترجيح في نصف النهائي.
 
ترضية
يرى الكثير من المراقبين أن جائزة ميسي أعطيت كترضية أو تعويض عن خسارة النهائي خاصة أن لاعبين آخرين كانوا أحق بها ولاسيما الهولندي أرين روبين في حال لم يكن الانتقاء ألمانياً ويذهب البعض إلى الوراء قليلاً فيضع الكولومبي جيمس رودريغيز في مقدمة المستحقين للجائزة وهو الهداف الفعلي للبطولة ولاسيما أن النجم الشاب صنع تاريخاً جديداً للكرة الكولومبية وتمتع بفاعلية كبيرة وسط منتخب البطولة وسجل في كل مباريات فريقه الخمس وأظهر مستوى رفيعاً استحق عليه الإشادة، وهناك بعض الأصوات التي أعلنت عن أحقية زميله ماسكيرانو الذي لعب دور القائد الفعلي للفريق على أرض الملعب وشكّل رمانة الميزان لأدائه في البطولة.
الغريب في الأمر أن جوزيف بلاتر رئيس الفيفا أعلن دهشته من اختيار ميسي مثلما أعلن الكثيرون عن استغرابهم للأمر.