على أعتاب الاستعادة الكاملة.. بقلم: موفق محمد

على أعتاب الاستعادة الكاملة.. بقلم: موفق محمد

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٧ أغسطس ٢٠١٨

فعلاً وليس مجرد أقوال، سورية باتت على أعتاب إنهاء الإرهاب والتمرد المسلح، واستعادة كامل أراضي البلاد. نعم كذلك تؤكد الوقائع على الأرض، لا بل تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، إفشالها لمشاريع نسجتها في مخيلتها دول عالمية وإقليمية، لإسقاط البلاد.
فعلاً وليس قولاً، سيطر الجيش العربي السوري على كامل محافظة درعا، إثر عملية عسكرية واسعة النطاق، دحر خلالها إرهابيين ومسلحين من تنظيمات ومليشيات طالما دعمتهم أميركا و«إسرائيل» ودول إقليمية.
واقع وليس مجرد تخرصات، تم القضاء على تنظيم داعش في «حوض اليرموك» بريف درعا الغربي. جيوب صغيرة مازال محاصراً فيها التنظيم شمال شرق محافظة السويداء، لكنها أيام وستتم إبداته هناك، فمن قضى على التنظيم في دير الزور وفي حمص وفي جنوب دمشق لن يبقي له أي جيوب تذكر في البلاد.
«جبهة النصرة» ومليشيات متحالفة معها في القنيطرة، أُرغمت أمام مدحلة الجيش على الانصياع لاتفاقات تسوية تنص على خروج الرافضين لها إلى إدلب، وإلا ستباد، ليكون بذلك كامل الجنوبي تحت سيطرة الدولة.
تحول إستراتيجي كبير ومهم، خلقه الجيش في الجنوب، بالسيطرة على كامل المنطقة المحاذية لخط فك الاشتباك مع العدو «الإسرائيلي» في الجولان المحتل. تحول أعاد الجيش إلى تماس مباشر مع هذا العدو وربط الحدود مع لبنان من جهة شبعا، حيث كان الجيب الحدودي تحت رعاية إسرائيلية، وتنسيق ميداني يومي مع التنظيمات الإرهابية والمليشيات المنتشرة هناك، منها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، وذلك عبر البوابات الحدودية التي كانت تفتح بشكل دوري حين إطلاق غرفة «الموك» أي عملية عسكرية ضد الجيش السوري جنوباً.
نعم تحول إستراتيجي مهم، فسيطرة الجيش على «حوض اليرموك»، وعلى كامل المنطقة المحاذية لخط فك الاشتباك، جعلت مشروع الحزام الأمني «الإسرائيلي» الذي طالما سعت لتشكيله له تل أبيب، في خبر كان، وولى معه مشروع وصل المناطق الممتدة ما بين القنيطرة وغوطة دمشق الغربية، وبالتالي وصل سلسلة جبال الحرمون بسلسلة جبال القلمون.
كل ذلك يأتي، بعد سيطرة الجيش على غوطتي دمشق الشرقية والغربية وعلى مناطق جنوب العاصمة دمشق التي كان ينتشر فيها تنظيما داعش و«النصرة» الإرهابيين، وكذلك على مناطق ريف العاصمة الجنوبي يلدا، ببيلا وبيت سحم التي كانت تنتشر فيها ميلشيات مسلحة، بعد أن كان سيطر على مدن حمص وحلب ومعظم أريافها، وكذلك على جزء كبير من محافظة دير الزور.
الإنجازات الكبيرة والمتسارعة للجيش، وتخلي الولايات المتحدة الأميركية عن حلفائها من الميليشيات المسلحة في جنوب البلاد، جعلت الكرد الذين يسيطرون على مساحات شاسعة في شمال شرقي البلاد تضم الكثير من ثروات البلاد النفطية والغاز وأهم المحاصيل الزراعية والسدود، يستشعرون بوادر لتخلي واشنطن عنهم فهرولوا صاغرين باتجاه الوطن. باتجاه الحكومة السورية، وأجروا محادثات معها تعتبر الأولى العلنية بين الجانبين، في خطوة أقل ما يقال فيها إنها تهدف لحفظ ماء وجههم، بعد أن طردهم الاحتلال التركي من العديد من المناطق وتهديدات يطلقها بين الحين والآخر بطردهم من مناطق أخرى.
الخذلان الأميركي للكرد الذين تجرعوا مرارته مرات عديدة، يبدو أنه أوقد صحوة في تفكيرهم، محورها إنجاز اتفاق مع الدولة يفضي إلى سيطرتها على المناطق التي يسيطرون عليها، لتصبح الدولة بذلك تسيطر على 90 بالمئة من مساحة البلاد.
محافظة إدلب فقط، ما تبقى تحت سيطرة «جبهة النصرة» الإرهابية ومليشيات متحالفة معها، لكن تحركات الجيش على الأرض، تؤكد أن معركة استعادتها لن تكون ببعيدة، وهي فقط بانتظار إنهائه لمعركة جنوب البلاد بشكل كامل.
فعلاً وليس مجرد أقوال، باتت سورية بعد ثماني سنوات من افتعال أعتى حرب إرهابية عرفها التاريخ، على أعتاب إنهاء الإرهاب والتمرد المسلح، واستعادة كامل أراضي البلاد. استعادة لم تكن تخطر في بال أو تفكير كل من تآمر عليها من دول وقوى شر في العالم، لكنهم رضخوا لها.