ضاعت الأحلام.. والإعلام غاب مرافقاً وحضر متابعاً!.. بقلم: خالد الشويكي

ضاعت الأحلام.. والإعلام غاب مرافقاً وحضر متابعاً!.. بقلم: خالد الشويكي

تحليل وآراء

السبت، ١٩ يناير ٢٠١٩

لا ندري من أين نبدأ ولا نستطيع أن ننهي على ما يبدو ما بدأنا به؟ فكرة القدم واتحادها هما الهاجس الوحيد في رياضتنا وما لمسناه بعد خروج منتخبنا الوطني من الدور الأول لبطولة آسيا الذي لم يفاجئنا بعد الأداء الباهت للمنتخب ولكن وضعنا من خلاله إشارات استفهام كثيرة لأن ما أصبح يتردد في اتحادات الألعاب هو على عكس ما كنا نسمعه أثناء تحضير ومشاركة منتخبنا في البطولة، فالجميع كان مشجعاً ومتحمساً ليكون الفوز حليف منتخبنا وليتأهل للدور الثاني من البطولة أو لأكثر من ذلك, ولكن ما جرى هو أن أكثر الكوادر الرياضية والعديد من القائمين على اتحادات الألعاب كانوا في دهشة من أمرهم وأصبحوا يقولون من الآن فصاعداً لا أحد يحاسبنا على نتائجنا التي نحصل عليها لأننا نشارك دوماً بأقل التكاليف وببعثات مضغوطة العدد من أجل توفير المال وذلك على عكس كرة القدم التي تأكل الأخضر واليابس من ميزانية الاتحاد الرياضي ولاعبها تكون له مكانته في جميع الأوساط الرياضية ومرحباً به وحاجاته ملباة، ورغم ذلك خرج منتخبنا الوطني لرجال الكرة بخفي حنين وبنقطة يتيمة لم تجعله بين الكبار الذين تحدثت عنهم القيادة الرياضية بأنه سيكون بينهم ولم يصل للمربع الذهبي الذي وضعه المعنيون من خلال كلامهم وتصريحاتهم في خزائن المنتخب قبل أن تنطلق البطولة, وللأسف نقول إن تحدثنا عن منتخبنا فالكلام مردود علينا لأنه يمثلنا وإن صمتنا فالكل سينظر بازدراء لصمتنا وهذا ما أوقعنا به جهل العمل في اتحاد الكرة الذي لم يكن منذ تسلمه زمام الأمور على قدر من المسؤولية ولا يدري ما كان يفعله واتجه رئيسه مباشرة للمكوث في قصر عاجي والذي أبعده عن الجميع ومن كان يريد رؤيته عليه أن يدخل عبر «المصباح السحري» أو على مبدأ «مغامرات سندباد» عندما كان يكتشف الكلمة التي تخوله دخول «المغارات» وكانت «افتح يا سمسم»، أما في اتحاد الكرة فعلى ما يبدو تعددت الكلمات وضاعت مع الأحلام لأننا لم نستطع طوال الفترة الماضية معرفة ما يدور داخل اتحاد الكرة الذي شكل جميع لجانه برئاسة رئيس اتحاد اللعبة وحتى الإعلامية منها, ولا ندري كيف سيدار الاتحاد بهذه المركزية وفقدانه عمل المؤسسات فإذا كان الأمر بهذا الشكل فلا داعي لبقية الأعضاء بدءاً من نائب رئيس الاتحاد وانتهاء بآخر عضو في الاتحاد الذي فاز رئيسه بالتزكية ناسفاً من طريقه جميع الخبرات الكبيرة في عالم كرة القدم ليس لأن هذه الخبرات لا تريد الترشح، بل لأن الأندية ولاسيما التي تخص رئيس الاتحاد الحالي كي لا يكون هناك أي أحد يمكن أن يقف في وجهه ويدخلهم في متاهة الانتخابات التي ربما إذا جرت فستعطي كل ذي حق حقه.
وبما أننا صحفيون فما نود الإشارة إليه هو أن تشكيل لجنة إعلامية للاتحاد على الرغم من سلبيته إلا أنه يحمل إيجابيات كثيرة فيما لو عملت اللجنة كما يجب لأنها وبوجودها ستكون قريبة من الجميع في اتحاد الكرة وتتابع مؤتمراته الصحفية واجتماعاته وتنقلها عبر وسائل الإعلام التي تتبع إليها بمصداقية وأمانة, وللأسف لم نكن نقرأ إلا العمل الايجابي للاتحاد من دون الاشارة إلى أي سلبية على الرغم من وجود الكثير منها ونحن من خارج اللجنة نراها بأم العين وعذرا من زملائنا فنحن لا نشكك -لا سمح الله- بعملهم ولكن هم لم يكونوا يريدون أن يتحدثوا عن أي شيء لكون منتخبنا كان يتحضر للمشاركة في بطولة آسيا ونحن معهم ولو كان العكس لكانت تحولت الهجمة من الاتحاد إلى الإعلام و الاتحاد هو من كان سيوجهها.
وسبق أن تحدثنا بزاوية عن غياب الإعلام وعدم تشكيل وفد إعلامي إلى الامارات لحضور ومتابعة منتخبنا الوطني خلال مشاركته في بطولة آسيا وهذا لم يحصل مع العلم أنه كان يستطيع الاتحاد تشكيلها من اللجنة الإعلامية الخاصة به.. ولو توقفنا قليلا عند العديد من الأمور منذ تكليف المدرب الأجنبي بقيادة المنتخب والذي سمعنا عنه وقرأنا الكثير عن أنه ليس من المدربين الذين يمكن لمنتخبنا أن يتجاوب معه لكون مستوى لاعبنا أعلى من المستوى الذي من الممكن أن يقدمه هذا المدرب الذي اتجه لإقامة معسكرات لا مبرر لها وللعب مباريات ودية مع منتخبات لا تقدم للمنتخب شيئاً بل على العكس سحبت من طاقته وحماسته التي كان يحملها بعد انتهاء مشاركته بالملحق الآسيوي وكان وقتها بكامل طاقته التي تحمل معها التفاؤل لهذا المنتخب الكبير باسمه لكونه منتخباً سورياً هز أرض الملاعب بمبارياته خلال التصفيات لكأس العالم 2018.
وبكلامنا هذا لا نتشفى من اتحاد الكرة- لا سمح الله- بل نتكلم بأمور كانت من أسباب الإخفاق وعدم التأهل حتى للدور الثاني من بطولة آسيا, ونحن نتحدث عن هذا الموضوع لا بد لنا من الاشارة إلى أن اتحاد الكرة والقائمين عليه هم الأدرى بجميع المجريات التي أدت إلى هذا المصير الذي أحزننا نحن السوريين لأنه خالف جميع التوقعات التي سبقت هذه المشاركة، وبالتأكيد فجميع الأنظار متجهة الآن إلى المكتب التنفيذي وإلى اتحاد الكرة، وكذلك اللاعبون فهؤلاء مجتمعون هم السبب بنظر المتابعين والجماهير السورية عن إخفاق منتخبنا ولكن لو دققنا بالأمر ربما نجد بأن كلامهم صحيح ولكنهم لا يتحملون أي مسؤولية فهم وجدوا بمواقعهم سواء عبر انتخابات ولو كانت مرتبة ومفصلة على أشخاص معينة أو من خلال الدعم والتعيين والترميم والتشكيل فهؤلاء استلموا كل حسب موقعه ومنصبه ليؤدوا واجبهم بالعمل، فمنهم من كان يستحق نظير خبرته وعمله أن يكون بهذا الموقع ولم يستطع أن يفعل شيئاً وهذا أمر محير طبعاً, ومنهم من لا دراية له بالعمل الرياضي أو تحديداً بكرة القدم من قريب ولا من بعيد ويستطيعون أن يفعلوا كل شيء من دون حسيب ورقيب وهم السبب في وصول منتخب كرتنا لهذا المستوى بعد تصفيات كأس العالم.
ولو توقفنا عند المشاركة السورية في بطولة آسيا لوجدنا أن البعثة تضمنت كادراً إدارياً كبيراً, وحملت معها هذه البعثة / 100 / يورو كسلفة للبعثة, والإعلام تمثل بالمنسق الإعلامي للمنتخب وبآخر رافق البعثة, وبعدد تدبروا أمورهم بشكل خاص بعيداً عن البعثة وسمعنا منهم أنهم حتى هم ، كسوريين، جاؤوا من سورية لمتابعة منتخب الوطن لم يستطيعوا لقاء أي لاعب سوري أو الحصول على أي تصريح من البعثة والسبب كان الحظر الذي طبقته البعثة الادارية على اللاعبين والفنيين وذلك على عكس بقية المنتخبات التي كانت منفتحة على الإعلام بشكل كبير والذي كان يلازمهم خطوة بخطوة وهو ما جعلهم قريبين جداً من الجمهور.
وفعلاً من يستحق كأس البطولة هو الجمهور الكبير الذي شجع وهتف وبكى، فما أجمل الجمهور السوري في سورية وفي العالم أجمع وعلى مدرجات الملاعب خلال البطولة وهو يحمل علم الوطن ويهتف باسم سورية وبصوت هادر هز أرجاء المدن التي أقيمت فيها المباريات وكان مع المنتخب على «الحلوة والمرة» إلا أن البعثة حرمت الجمهور حتى من ملاقاة اللاعبين الذين كانت معنوياتهم سترتفع لو أنهم كانوا كبقية المنتخبات منفتحين على الإعلام والجمهور ولا ندري حقيقة ما جرى ولماذا عومل لاعبونا بهذه الصورة, والسؤال هنا: أين دور التغطية الإعلامية وبالأخص من المرافقين للبعثة باسم الإعلام.. ولماذا لم يكونوا على قدر المسؤولية الملقاة عليهم في نقل الصورة الحقيقية لما كان يجري؟ أسئلة تستوجب الإجابة عنها بوضوح و من دون لف أو دوران.!!.
وللمعنيين بالأمر نقول: الإعلام لا يمكن أن يفصل على شخص معين فالإعلام مهنة وصناعة وهو يتطور بشكل دائم, والمطلوب هو ألا يقتصر الأمر على مرافقة إعلامي واحد يتم اختياره كل حسب الوساطة التي يحملها, لا بل أن يكون هناك أكثر من إعلامي لأن منتخب الوطن يستحق أن يرافقه وفداً إعلامياً يكون معه فعلاً ع «الحلوة والمرة», ولاعبو منتخبنا مثلهم مثل بقية لاعبي المنتخبات فهم حاجة للإعلام المرافق وليس للإعلام المتابع, لأن اللاعب يتشوق ليكون مرافقاً للبعثة أكثر من إعلامي يتابعهم لأن ذلك يلعب دوره في رفع معنويات اللاعبين كبقية المنتخبات التي يرافقها عادة جميع المتطلبات المعروفة بشكل عام وهي المعالج الفيزيائي والنفسي والطبيب, فمادام اتحاد الكرة أعطى الأوقات التي يظهر المنتخب فيها للإعلام أثناء تدريباته أو لالتقاط الصور التذكارية معه فهو وضعه في خانة المنتخبات الكبيرة وهو منها فعلاً, فكان عليه هنا أن يطبق ما تطبقه المنتخبات الكبيرة على لاعبيها وبعثاتها.