المنتخب للجميع.. بقلم: صفوان الهندي

المنتخب للجميع.. بقلم: صفوان الهندي

تحليل وآراء

الجمعة، ٨ فبراير ٢٠١٩

كثيرة هي التحليلات والانتقادات والآراء التي تباينت حول نتائج المنتخب السوري في مشاركته الأخيرة بنهائيات كأس آسيا، وهي ظاهرة صحية تنم عن وعي وفكر رياضي بدآ ينموان لدى شريحة محبي النسور الحمر، فالمنتخب للجميع ولا يجوز لأحد أن يسفه رأياً أو انتقاداً أو فكراً ولطالما تغنينا بحرية الفكر .
من واجب اتحاد الكرة أن يكون منصتاً ومراقباً ومتابعاً لكل الآراء المطروحة، وألا يضع نفسه في موقف الدفاع فقط، بل الانتقال إلى الشارع الرياضي والمشاركة فيه وطمأنة الجماهير المحبة إلى معالجة الوضع القائم، فليس من شك في أن هناك مشكلة يجب أن نعترف بها ونسعى جميعاً لحلها .
والتطمينات المجردة من التحرك العلمي والعملي وترويض العاصفة الصاخبة، ومحاولة تجاوز ملاحظات الجماهير وتهدئة الوضع بتمرير الوقت ونسيان المشكلة، إنما هي المشكلة بعينها التي تفاقمت بفعل الملفات المفتوحة منذ سنوات والتي لم تغلق بعد .
فالمدرب قد يكون سبباً ولكنه ليس السبب الوحيد، فطالما كان المدرب هو الضحية الأولى والشماعة التي نعلق عليها إخفاقاتنا الكروية، وعدد المدربين الذين تناوبوا على تدريب المنتخب يعانق عمر الاتحاد وإن كان المدرب الألماني تشانغه يتحمل جزءاً من المسؤولية وتكفي تصريحاته المتناقضة التي تجعله أيضا في قلب المشكلة .
فاللاعبون يتحملون المسؤولية أيضاً من نواح عدة، ويكفي أن تشكيلة المنتخب تحوي أفضل اللاعبين وعدد من النجوم المحترفين الذين تراجعت مستوياتهم في المشاركة الأخيرة وهم يمثلون ثروة وطنية، وهذه قضية أخرى في حد ذاتها تتشارك فيها الأندية والاتحاد المسؤولية .
الأسباب كثيرة ولا يمكن حصرها في مقال أو مشاركة، بل إننا بحاجة إلى دراسة علمية لعلنا نصل إلى الطريق الصحيح، وننهي بذلك حالة الجدل العقيمة التي تقول قاعدتها “إن الله إذا أراد بقوم سوءاً منحهم الجدل ومنعهم العمل” .
علينا أن نستثمر هذا الفكر المتوقد وأن نعززه بشيء من الاستجابة من قبل مسؤولي الاتحاد، لتكون المسؤولية جماعية وأن يبقى باب الاجتهاد والتفكير مفتوحاً دوماً، وليس من حاجز بين الرئيس والمرؤوس والجمهور، فكلنا ننشد غاية واحدة والمنتخب للجميع كما أن النجاح للجميع .
هي كلمة
نرجو منكم أيها الزملاء... أن لا تكرسوا القلق والتهويل من أجل غايات شخصية لبرامجكم ولكم... حتى لا يكون الخوف من ردود الأفعال العامة يحاصرنا دوماً في أي استحقاق كروي قادم، حتى أننا نتمنى أن لا تأتي هذه الاستحقاقات أبداً ولا نعيشها حلماً لن يتحقق.. دعوا الأمور تسير بلا تهويل وبلا تضخيم وبلا مبالغة، وبلا إثارة أو دموع التماسيح...وعندها يأتي الفوز والخسارة أيضاً سيان في مفهوم ثقافة الرياضة...وهل بإمكاننا أن نتصور كرة القدم والرياضة بلا فائز ومغلوب!!!