اوهام ترامبيه... بقلم صالح صالح

اوهام ترامبيه... بقلم صالح صالح

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١٢ فبراير ٢٠١٩

مضى سنتان من ولاية دونالد ترامب في رئاسة امريكا ،بدا فيها وكأنه لاعب ملاكمة في حلبة فارغة يقفز في مكانه ويوجه لكماته في كل الإتجاهات دون أن يصيب مقتلاً من عدو يفترض أنه موجود امامه.
من المؤكد أن ترامب سيسقط وينهار مترنحا عندما يفقد توازنه على حلبة الكرة الأرضية بعد أن ينتهي من لكم اعدائه الوهميين وينهكه التعب ويكتشف الحقيقة المرة،بأن كل من أعتقدهم أعدائه ليسو سوى اشباحا من نسج خياله ولم يكونوا في أي لحظة يشكلون خطراً حقيقيا على بلاده ،بل هم مجرد أوهام صنعهم عقله المريض.
المشكلة الأساسية عند ترامب أن أي من دول العالم لا ترغب وليس لها مصلحة أصلا أن تكون في مواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية، فلا روسيا ولا الصين ولا أوربا ولا إيران ولا سورية يريدون شرا بالشعب الأمريكي،ولا حتى فنزويلا التي يحاول جرها إلى حلبة الصراع ليجعل منها كيس رمل يفرغ فيه حقده الدفين ضد كل من يقول لا لسياساته الغبية...
مايريده ترامب فعلا هو خلق دور استعماري جديد للولايات المتحدة بصورة متطورة ، الهدف الرئيسي له هو تعبئة خزائن بلادة بكل ما يستطيع نهبه من ثروات دول العالم وشعوبها بأي طريقة كانت ، حتى لو أقتضى الأمر تدميرها بالكامل ، وهذا يفسر لنا قيامه بإشعال الحرائق اينما حل في هذا العالم.
الجيد في ترامب خصلة واحدة فقط هي انه يقول ما يدور في فكره، ويعبر عما في خلده بوضوح، دون خجل أو مواربة، وهو بذلك يتفوق عمن سبقوه في رئاسة امريكا منذ نشأتها إلى الآن.
الرجل صادق مع ذاته ويحاول أن يترجم برنامجه الإنتخابي الذي وعد به مناصريه إلى واقع ولكن بإسلوب جنوني...
الرغبة الدفينة لديه هي أن يدخل التاريخ من بوابة صراع حقيقي مع عدو قوي، يضعه في مصاف الرؤساء العظام اللذين مرو على حكم الولايات المتحدة الأمريكية، وتركو بصمات خلدتهم بأفعالهم وأقوالهم ، وهو ما لم يتحقق له حتى الآن ، وقد بدأت ولايته الأولى على الأفول ولم يبق له إلا عام واحد ليحقق أحلامه، فالعام الأخير سيكون عام الجمود والحسابات الدقيقة،بعيدا عن تهورات "الكابوي " الأخرق، لضمان أربع سنوات أخرى ،ستكون الأسوء على العالم إذا ما فاز بها ، لأنه سيري فيها الجنون على أصوله كما يقولون ...