هموم الأولمبياد.. بقلم: صفوان الهندي

هموم الأولمبياد.. بقلم: صفوان الهندي

تحليل وآراء

الجمعة، ١٥ فبراير ٢٠١٩

كانت مشاركة سورية في دورة أتلانتا الأولمبية 1996 مشاركة فارقة بفضل الإنجاز الأولمبي الرائع الذي تحقق من خلال ذهبية العداءة غادة شعاع في ألعاب القوى ومن آنٍ إلى آخر نستعيد ذكراها مثل الحلم الجميل ونتساءل: هل من الوارد أن نصادف مثلها مجدداً أو لا ؟ دعونا نتفق على شيئين:
الأول: إن رياضتنا التي شاركت في الدورات الأولمبية عانت كوابيس مزعجة فيها جميعاً باستثناء دورة أتلانتا حيث تفتح الملفات وتقوم الدنيا ولا تقعد بهدف إصلاح الحال وإثبات الوجود أولمبياً ولكن ما إن تهدأ الأمور ويتلهّى الناس في شؤون وشجون المسابقات المحلية وبخاصة كرة القدم تعود حليمة إلى عادتها القديمة ولا نفيق إلا على كابوس جديد في دورة أولمبية جديدة .
الثاني: إنه إذا ظلت الأمور على هذا الحال في انتظار موهبة استثنائية وبطلٍ (عصاميّ) من عيّنة غادة فربما تنقضي عقود من الزمان من دون نتيجة لأن لمنصات التتويج الأولمبي وميدالياتها سبيلاً واضحاً ونحن لم نسلكه بإرادة واعية وبنيّة صادقة إلى الآن.
الهموم التي يثيرها الأولمبياد كثيرة وكبيرة والسر في ذلك أن هذه الدورة بالذات تمتحن إمكانات وقدرات الدول وشعوبها كل 4 سنوات وهي تظاهرة رياضية حقاً لكنها في الوقت نفسه تعكس حضارةً وثقافةً واقتصاداً وتقدماً وأموراً أخرى كثيرة يعرفها جيداً العالم كله وفي محفل كهذا تتبارى فيه الدول لتعكس صورتها من خلال الرياضة لا بد أن يكون لرياضتنا مكان لها على خارطة الرياضة العالمية خصوصاً أنه لا يمكن الركون إلى أعذار واهية أو أسباب بلا أساس من تلك التي تلوكها ألسن بعض القائمين على اتحادات ألعابنا وكأن رياضتنا تفتقد الإمكانات والمواهب والكفاءات.
الموضوع بحاجة إلى وقفة حقيقية إذا ما أردنا لرياضتنا الإقلاع وحصد المزيد من الميداليات الأولمبية.
عكس الاتجاه
لا أحد يستطيع أن يجبرني على التفاؤل بمستقبل كرة القدم السورية سواء أقلنا هذا المدرب أو ذاك أو استقدمنا المدرب الأجنبي.. أم بقينا بلا مدرب وحتى بلا منتخب لأن الداء مزمن والدواء مفقود كما علمتنا السنوات الماضية... المشكلة من وجهة نظر خاصة جداً ليست مشكلة مدرب ولا حتى لاعب.. وإنما مشكلة إدارية وفكرية تتقاطع معها آليات عمل غير صحيحة ومتراكمة في جميع مفاصل العمل القيادي الكروي وحتى يرجع هذا التفاؤل يجب إزالة أسباب غيابه.