المواطنة وحب الوطن.. بقلم: د.رولا الصيداوي

المواطنة وحب الوطن.. بقلم: د.رولا الصيداوي

تحليل وآراء

الجمعة، ١ مارس ٢٠١٩

المواطنة مصطلح ينبثق عنه مصطلحٌ آخر هو 
(المواطن الفعّال)، ويعني الفرد الذي يقوم بمشاركة الأفراد الآخرين على رفع المستوى الحضاري لمجتمعه، من خلال العمل التطوّعي
وحبه والتفاني لرفع مستواه وتقدمه
فأساس الانتماء هو المشاركة، وحث الآخرين على التعاون معهم لمواجهة المشكلات، ووضع البرامج المناسبة لمواجهتها.
ويبدأ الانتماء تصاعديًّا بانتماء الإنسان لنفسه، من خلال سعيه لأن يكون الأفضل؛ بتنمية مهاراته وقدراته، وإثبات نجاحه وتفوُّقه، باعتبار أن هذا النجاح والتفوق وسيلة مثلى للتواصل مع الغير، ولتطوير المجتمع  ..
  ومن ثم بالانتماء إلى أسرته
 (وطنه الصغير)، من خلال الترابط العائلي وتنمية روح المشاركة بودٍّ وحب وتآلُفٍ وتناغم، وبداية الإحساس بالمسؤولية الجماعية،...وتأتي بعدها مرحلة الانتماء إلى المجتمع الصغير وهو المدرسة والجامعة للطالب، والوظيفة والعمل فتتجلى المواطنة  في الولاء للوطن وتقديسه و تقديم كل معاني  الحب له  
هذا الحب الذي زُرع في قلوبنا ونشأ معنا في كل مرحلة من مراحل العمر وترعرع في عقولنا ،حتى بدت
 الروح الوطنية والولاء للوطن عندنا   كالهواء الذي نحيا  به. 
 فلا بد أن نعمل سوياً يداً بيد، وعقلاً بعقل، وقلباً بقلب لاستئصاله بطرق عقلانية منطقية.
 
والسؤال هنا من يتحمل مسؤولية زرع حب الوطن في نفوس الشباب بصورة عامة؟
 ونجيب على ذلك في أن  
 الدور الأبرز يبدأ من  الأسرة وتأتي المدارس والمعلمين ثانياً وثم ياتي دور المنظمات الشبابية التي تعنى بالشباب وتؤهلهم علمياً و تربوياً وثقافياً .
وننوه هنا أن
 غياب الولاء الوطني وحب الوطن هي  مسؤولية يتحمل تبعاتها  أسر الشباب وتتحملها المدارس من الروضة حتى الثانوية ومن ثم الجامعات ولوسائل الإعلام المقروءة والمرئيةدور أيضاً في ذلك 
والحقيقة أن  المسؤولية يتحملها كل أولئك الذين يمثلون منظومة متكاملة لغرس ولاء حقيقي لدى الشباب بدءاً من الطفولة حتى تخرجهم من دراستهم الجامعية.
 والمواطنة بصورة عامة عند أي مواطن مؤمن بوطنهو, هي مسألة مهمة . فبغيابه يغدو بالإمكان تمرير كل مخططات الهدم وتدمير الوطن وإيذاء المواطنين والنيل من إنجازاته وخيراته... فغياب هذا الولاء يمثل فجوة يجيد استغلالها أعداء الوطن والحاقدون عليه .
 ولا بد أن نسلط الضوء على المواطنة   لأن القضية  قضية وطن، وقضية جيلٍ بأكمله، ومن لا يحمي وطنه لا يستحق أن يعيش على أرضه.
ونبدأ بالأسرة 
 فهي الدائرة الأولى التي ينشأ  الطفل فيها ، ويتأثر منها وتلعب دوراً كبيراً في توجيهه وتكوينه،وبالقدر الذي تقدمه الأسرة للطفل من مميزات تربوية بقدر ما تصقل شخصيته،
فالأب والأم هما لبنة الأساس في بذل الجهد وإضفاء العطف والحنان في تنمية وتنشئة الأولاد ، كذلك لهما الأثر كبير  في تشكيل شخصية الأبناء ، وهم القدوة والعتبة الأولى التي من خلالها ينطلق الأبناء إلى المجتمع فيبدأوا بالتأثر والتأثير الايجابي  فيه 
فعندما يُعلم الأباء أبناءهم أن حب الوطن عقيدة وأن التواصل مع الأرض انتماء يكونوا قد أكسبوهم تراثاً عريقاً وقيماً تربويةً 
ومبادئ أخلاقية ثابتة ليسودجواً من  الألفة والمحبة بين أبناءه
ولاننسى أن للمعلم الدور الأبرز و الجلي والواضح في تأسيس جيل معطاء متفاني لوطنه ومضحياً من أجله فبه يُصان المرء ويكرمُ.
ونذكر هنا أن 
الدور الهام الذي يؤثر في شبابنا وتربيتهم أيضاً هو منظماتنا الشبيبة التي كانت ولا زالت لها بصمتها الايجابية في تعزيز قيم المواطنة لدى أفرادها حيث عززت قيم المشاركة الفعالة في المجتمع   من خلال إقامة النوادي الرياضية
 والثقافية والندوات التربوية والتثقيفية وتجهيزها للرحلات الترفيهية الخارجية 
كما وساهمت في تعزيز فكرة العمل التطوعي من خلال جمعياتها الشبابية التي تُعنى بجيل الشباب وتثقفهم  اجتماعياً وتربوياً وتدخلهم في نطاق العمل ليقفوا يداً بيد وقفة عز في وطنهم  فيتعزز لديهم حب الوطن وتقديسه.
 
وبكلمة
 علينا وضع قواعد وأسساً واضحة ومتينة لتحصين جيل شبابنا من الانحراف  ولتحافظ على قيم حب الوطن في نفوسهم من خلال اتاحة فرص عمل للشباب وتعزيز العمل المهني لذوي الاحتياجات الخاصة وتعزيز دورهم في المجتمع 
كما ونؤكد على دور وسائل الاعلام التي تعتبر المؤثر الحقيقي في الشباب  ذلك من خلال افتتاح  محطات تلفزيونية خاصة بفئة الشباب  مهمتها  إقامة الندوات الثقافيه والتربوية
لتغذي عقول الشباب بحب الوطن وحب الانتماء له.