سلفة على الفساد!.. بقلم: وصال سلوم

سلفة على الفساد!.. بقلم: وصال سلوم

تحليل وآراء

السبت، ٢٣ مارس ٢٠١٩

قلة قليلة من الموظفين لم يقوموا بتفعيل ورقة «الجوكر» (سلفة على الراتب) لفتح أبواب الشدة بكسر الشين والتخفيف من مصاعب الحياة وهموم العائلة، ما أمكن وما استطاعوا لذلك سبيلاً. سلفة صارت ثقافة تشبه سيارات الأجرة (العمومية) تجمع أغلبية الموظفين، تشرح صدورهم المشحونة بفعل الأقساط والفواتير وتيسر أمورهم الآنية عربون راتب مضمون يفي بتسديد الدين لشهور، ومن الطبيعي عموميتها مادامت حال الموظفين متشابهة حد القص واللصق من دون أية فروق تذكر، حتى إنها علامة إيجابية تشي بأن الموظف الذي في سجله الخدمي (سلفة!) نزيه وشريف ويستعين براتبه على تلبية متطلباته وحوائج منزله من غاز ومازوت ومعاينة دكتور وجامعات ومدارس وبقالية وهدية عيد الأم!! وتعد السلفة من الناحية القانونية (ديناً) ويسمى من يأخذها (مديوناً) أما المسلف فاسمه (الداين).. أما في المعجم فلها الكثير من الدلالات والمعاني، وأبلغها ما جاء في المعجم الوسيط: «قليل من الطعام يتناوله الجائع قبل الغداء» وعلى سيرة الجائع، جديد جديد السلف، سلفة على الفساد وهي قيمة مادية متفق عليها ما بين المديون (الفاسد) الداين الذي هو المفسد أو محراك الشر، على قولة ستي، وهذه القيمة تؤخذ كحركة استباقية من المفسد والضمان خدمة وحاجة مستقبلية، وإلى ذلك الحين لابد من إسكات بطن الجائع أخلاقياً بسلفة مقبلات ضرورية لفتح شهية التجاوزات والمخالفات واللامسؤولية ما قبل «التشمير لنهش الوليمة بأريحية».
سلفة على الفساد أولى سلبياتها أن تتشارك مع سلفة الراتب صفة العمومية، أما أهم إيجابياتها فأنها تقلل من استخدامها وتصير حكراً لمستحقيها من النزيهين والشرفاء وأصحاب الأقلام البيضاء، لكون الفاسدين صاروا من أصحاب «الكروش» ولا تكفيهم صكوك ذوي الدخل المحدود. لذلك، وبمناسبة عيد الأم هنيئاً لكم بأم أنجبت موظفاً مديوناً استلف على مرتبه ليحقق شروط الاحتفالية بميسور عيدية برغم ما يعانيه من ظروف.