الحليف التركي!.. بقلم: المهندس بشار نجاري

الحليف التركي!.. بقلم: المهندس بشار نجاري

تحليل وآراء

الخميس، ٢٣ مايو ٢٠١٩

يصعب على الكثير فهم الدور التركي المخيف في عملية الدمار الكبير التي تحدث اليوم للعالم العربي وفِي عملية التشويه الكبير للدين الإسلامي، فأغلب الناس البسطاء يتعاملون مع السياسة والسياسيين الأتراك على أنها سياسة إسلامية يديرها إسلاميون يخافون الله !!
ولكن هل تعمق أحد منّا في تفاصيل السياسات التركية وعلاقاتها مع حلف الناتو ليفهم ما يجري خلف الستار وبين السطور ؟
وهل وضع أي منا تلك الحقائق التي سنذكرها نصب عينيه ليصل إلى حقيقة الدور التركي في عملية دمار الأمة وتشويه الإسلام ؟
•    تركيا عضو أساسي و مهم في حلف الناتو، العدو الأول للعرب والمسلمين والداعم الأساسي لدولة الاحتلال إسرائيل.
•    تركيا تحتل أراض كبيرة من سورية وتدعم، وبالتعاون مع المخابرات الغربية والموساد، كل القوى التي تسعى لإسقاط الدولة السورية والدول الوطنية الأخرى في المنطقة العربية.
•     تركيا هي ثاني دولة في العالم بعد الاتحاد السوڤييتي السابق اعترفت بدولة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
•    كما أنّ تركيا الدولة الإسلامية الوحيدة التي ألغت الأحرف العربية (لغة القرآن) ووضعت بدلاً عنها الأحرف اللاتينية.
•    وهي الدولة الإسلامية الوحيدة التي لا تعترف بيوم الجمعة كعطلة رسمية للبلاد وتعتمد يومي السبت والأحد عطلة رسمية !
•    تركيا التي تدعي حماية الإسلام والمسلمين والغيرة عليهما، كما يروج الإعلام التركي، إلا أنّ قانونها علماني بالكامل، فمثلاً منعت تعدد الزوجات بينما تسمح بمسابح العراة و نوادي الشذوذ الجنسي وبيوت الدعارة المرخصة وغيرها من المحظورات الإسلامية والأخلاقية .
•    وهي الدولة الإسلامية الوحيدة، ومن القلائل من دول العالم، التي تسمح للمثليين وأصحاب الشذوذ الجنسي بافتتاح نواديهم واحتفالاتهم ومهرجاناتهم العلنية.
•    والنظام المصرفي فيها نظام غربي بالكامل تتم إدارته من لوبي المال العالمي وليس له أية علاقة بالقيم والمعايير الإسلامية، كما أنّ عملية تطوير الاقتصاد التركي تمت بضوء أخضر وتمويل كامل من النظام المصرفي العالمي والمعروف للقاصي والداني من يسيطر عليه ويسيره ولذلك وعندما حاول خليفة المسلمين اردوغان! أن يلعب بذيله أستطاع هذا اللوبي المالي، وبساعات قليلة، أن يسقط من قيمة الليرة التركية بشكل أرهب الاقتصاديين ورجال الأعمال الأتراك، وهذه العملية التي نفذها اللوبي المالي العالمي ضد تركيا بساعات أحتاج مع سورية للحصول على نتائج مشابهة إلى سنوات من الحروب الطاحنة ومن المؤامرات والخيانات والانشقاقات ومن أعلام عربي متصهين أو إعلام صهيوني مستعرب .
•    السفارة الإسرائيلية والعلم الإسرائيلي متواجدان في وسط العاصمة انقره وفِي وسط إستانبول وبعض المدن الأخرى ولَم تقطع العلاقات مع إسرائيل رغم كل جرائمها بحق الفلسطينيين والعرب والمسلمين ورغم كل عنتريات الخليفة أردوغان وصرخاته الغاضبة والمحذرة .
•    في تركيا أقوى القواعد العسكرية منذ عشرات السنين والمتواجدة على الأراضي التركية للتجسس على الدول العربية والإسلامية ولتقديم الدعم اللوجيستي لإسرائيل.
أنا لا أستطيع أن افهم كيف يستطيع أن يجمع خليفة خوّان المسلمين بين حبه للقدس الشريف وفلسطين كما يدعي وبين تواجد أكبر القواعد الأمريكية على أرضه.. طبعاً المنافقون والأفاقون جاهزون للتبرير والإجابة عن كل سؤال عويص؟!
•    كما تقيم تركيا مناورات عسكرية مشتركه مع الإسرائيليين وغيرهم تحت غطاء حلف الناتو المذكور، وكما أنني لم افهم المعادلة السابقة، فإنني لا أفهم هذه المعادلة كذلك.
•    تركيا (الدولة المسلمة) التزامها القانوني والسياسي والعسكري تجاه حلف الناتو أهم  وأقوى بكثير من التزاماتها الإسلامية و الدينية والأخلاقية نحو دول الجوار العربية والإسلامية .
•    لتركيا دور خطير و أساسي فيما سمي (الربيع العربي) لتدمير العالم العربي والإسلامي عبر مساعدتها لحلفائها في أجهزة مخابرات الناتو والموساد في عملية تجنيد الشباب المسلمين ضمن تنظيمات إرهابية راديكالية لصالح أجندة تتعارض ومصالح أهل البلاد ودول الجوار وليكون هؤلاء الشباب الذين يتم تجنيدهم سيفاً مشهوراً في وجه الدول التي تعارض سياسات حلف الناتو، وقد شاهدنا دور تركيا السيئ  بالتعاون مع دول حلف الناتو في سورية وليبيا ومصر والسودان وكل الدول العربية الأخرى وكيف حركت عبر الإعلام والمال والسلاح تلك المجموعات المجرمة لتكون سيف الناتو الضارب في قلب الأمة، ولذلك أصبحت تلك المجموعات المجرمة تعرف في الدول العربية باسم (زعران ثورات الناتو) لأنهم يساعدون على تنفيذ أجندة أعداء الأمة بلا رحمة ولا تفكير.
•    وتركيا للأسف كذلك هي رأس حربة الناتو وإسرائيل القاتلة كون تركيا تتمتع بغطاء إسلامي تستخدمه ببراعة و حرفية عالية و مدروسة لتؤثر على البسطاء من الشباب المسلمين حول العالم وتجندهم لصالح مشاريع خبيثة في منظمات إرهابية ترتدي عباءة الإسلام كذباً ونفاقاً وتكون تركيا عبر سياساتها الخبيثة هذه قد قدمت أفضل الخدمات لإسرائيل وحلفائها في المعسكر الغربي وهو تشويه الإسلام وتنفير الناس منه من جهة، ومن جهة أخرى تدمير الدول العربية وجيوشها التي كانت تسبب قلقاً دائماً لإسرائيل، وها نحن نرى اليوم نتائج هذه السياسات التركية الخبيثة بعد تسع سنوات من القتل والتشريد والدمار.
إن كل المؤشرات ولغاية اليوم تظهر أن النظام التركي هو وإسرائيل من أكثر المستفيدين من (الربيع العبري) وذلك لعدة أسباب، فلقد استخدمت تركيا ورقة المهاجرين كورقة ضغط في وجه الدول الأوربية وبالتعاون والتنسيق مع بعض الأنظمة الأوروبية ومع الحكومة المجرية بشكل خاص، فقد فتحت وسهلت الحكومة التركية وأجهزة مخابراتها بالتعاون مع مافيا التهريب العالمي خروج المهاجرين بشكل فوضوي وذلك قبل الانتخابات المجرية بأشهر ليتم استغلال مأساة هؤلاء المهجرين وبأبشع صورة من قبل الأحزاب التي تنافست على السلطة في بودابست وبعض العواصم الأوروبية، في حين ربحت تركيا المليارات كتعويضات تدفع لها لإيوائها المهاجرين كما ربحت كذلك الحكومة المجرية الانتخابات الرئاسية كونها استغلت قضية المهاجرين بطريقة فيها من التطرف والعنصرية ما لم يشهد لها مثيل في التاريخ المجري والأوروبي من قبل ابدأ، كما أنٌ النظام التركي استفاد وبشكل كبير من رؤوس الأموال السورية التي هربت بسبب الحرب القذرة على سورية والتي أخذت تبحث عن ملجأ آمن لها في دول الجوار، كما استفادت تركيا من المعامل التي نهبت وسرقت من سورية ، و استفادت من العقول والأخصائيين والحرفيين السوريين البارعين والذين رفعوا الاقتصاد التركي في جنوب البلاد بشكل واضح، كما حصلت تركيا على مساعدات كبيرة تحت بند دعم اللاجئين فأصبحت قضية اللاجئين بالنسبة لهم قضية تجارية تتلاعب فيها مافيات السياسة وأجهزة المخابرات الدولية ولَم تعد ولا بأي شكل من الأشكال قضية إنسانية أو إسلامية كما يدعي نظام اردوغان المستبد .
ومع كل هذه الحقائق التي يشاهدها الإنسان العاقل على أرض الواقع والتي دفع ثمنها الإنسان السوري والعربي والمسلم الثمن الغالي من دمه وماله وعرضه، نرى بعض المتأسلمين والمتعصبين والطائفيين وخاصة تنظيم خوّان المسلمين العالمي يغضون البصر والنظر عن هذه الحقائق ويدافعون عن الباطل ويحق بهم القول المعروف إن الله قد أعمى بصيرتهم فلا حول ولا قوة الا بالله.. والله غالب على أمره ولكن اغلب الناس لا يعلمون.