القدس ما زالت عروس عروبتكم... يا أولاد ... الأوادم!

القدس ما زالت عروس عروبتكم... يا أولاد ... الأوادم!

تحليل وآراء

الجمعة، ٣١ مايو ٢٠١٩

لا أنكر إعجابي الشديد بالشاعر العظيم مظفر النواب، خصوصاً في قصيدته الشهيرة عن القدس المعروفة بـ«القدس عروس عروبتكم»، ولكني أعترف أيضاً بقلة جرأتي في مقابل هذا العملاق على استخدام الألفاظ نفسها التي يستخدمها في قصائده لوصف حال العرب، والتي قد تصل حد استخدام الألفاظ الجارحة والقاسية - من حرته - في وصف حال العرب والمسلمين وتخاذلهم في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ونصرتها!
 
أكتب هذا المقال وأنا أتحضر للمشاركة في فعاليات يوم القدس، والتي تقيمها غداً حركة الوفاق الإسلامي، وقد تشاورت كثيراً مع الإخوة في ما يتوجب عليّ التركيز عليه في هذه المشاركة، فكان أن اخترت أن أركز على الجانب الحقوقي في القضية الفلسطينية، التي قد تكون أكبر أزمات العالم الحديث منذ الحرب العالمية الثانية وأطولها أمداً!
 
عندما نتحدث عن القدس وفلسطين علينا أن نحدد من نخاطب بالضبط، فما أراه في كثير من الأحيان هو أن خطاباتنا عن فلسطين هي موجهة للداخل العربي والإسلامي، الذي لا يحتاج لأن يقتنع بأهمية القضية أكثر من قناعته التي انبنت على مدى عقود طويلة، وكثير من خطاباتنا يغلب عليها الانفعال العاطفي وكأنها من نوع «إبراء الذمة»، وأن المتحدث أو الخطيب «سوى اللي عليه»، وهذا النوع من الخطابات والتحركات لن ينتج شيئاً على أرض الواقع!
 
ما يجب الالتفات والتركيز عليه هو الجانب الحقوقي في القضية الفلسطينية، وأنها قضية حقوق إنسان بالدرجة الأولى، وهذا الطرح يتماهى مع أطروحات الكثير من منظمات حقوق الانسان العالمية والحركات الشعبية والأحزاب اليسارية المتعاطفة مع القضية الفلسطينية حول العالم، وهو الخطاب الذي قد ينجح، في توازٍ مع خط المقاومة الذي لا بديل عنه، في التسويق لهذه القضية عالميا وحشد الدعم لصالحها بشكل أكبر، خصوصاً في ظل إدارة أميركية متطرفة قامت بتجاوز جميع ما أحجمت عنه الإدارات التي سبقتها، من نقل للسفارة الأميركية للقدس الشريف ومحاولة فرض خيارات الذعون والاستسلام على أصحاب الأرض وفق سياسة الأمر الواقع، والتي سنظل نرفضها حتى النهاية!
 
ختاماً، ستبقى القدس عروس عروبتنا وقضيتنا الأولى... وسأقول: هي عروسكم... يا أبناء... الأوادم، لو كنتم تفهمون!