مفاجآت سارّة في ” رحلة الألف ميل”..من رؤوس الإرهاب إلى رموز الفساد ..سورية تطهّر نفسها مجدداً.

مفاجآت سارّة في ” رحلة الألف ميل”..من رؤوس الإرهاب إلى رموز الفساد ..سورية تطهّر نفسها مجدداً.

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٨ أغسطس ٢٠١٩

فساد
 
مثيرة للتفاؤل والارتياح بالفعل..مجريات الحملة التي لم يُعلن عنها بشكل مباشر ضد رموز الفساد..فما يرشح ويتسرّب خالٍ تماماً من الاستعراض كما كان يجري في الكثير من التجارب السابقة..
 
فمن طبيعة الحروب الناجحة أن تكون مباغتة وغير مسبوقة بإنذارات وتحديد مواعيد و إحداثيات حراك..لذا من البدهي أن تتسلل إلينا نفحات تفاؤل طيبة بالنتائج التي سيسفر عنها الحراك الجديد ضد أخطر ظاهرة تتوعّد مجتمعنا، سيما و أن الأمور تسير بإيعازات رفيعة المستوى، وهذا لوحده مثقّل و رائز بالغ الأهمية في مثل هذه المداخلة الجراحية على جسم تعملق وقوي إلى حدود مخيفة.
 
هي حالة حرب كبرى على الفساد والفاسدين، لا تختلف عن حالة الحرب ضد الإرهاب.. وبما أن الأخيرة أنتجت اصطفافات شعبية عفوية وتضامناً مع الدولة في الدفاع عن سيادتها ومواطنيها، يبقى علينا انتظار اصطفافات شعبية وتضامناً فعلياً مع الدولة في حربها الموازية التي دارات رحاها بصمت..اصطفاف لا يقتصر على التصفيق والتأييد  الكلامي وعلى صفحات التواصل، لأننا أمام معضلة هنا وهي استشراء ثقافة الفساد التي تشبه مشكلة قلّة الانتماء والعمالة التي ابتلينا ببعض الحالات منها في حربنا على الإرهاب..فالدولة تخوض حربها الجديدة من أجل المواطن وانتصاراً له..ما يُحتّم أن يكون مطلق مواطن شريكاً وعوناً فيها.
 
هي بدايات الانطلاق في تلك الرحلة الطويلة التي تمت عنونتها بـ” سورية ما بعد الحرب”..سورية الجديدة ببنائها وبنيانها، وبثقافة الانتماء الحقيقية بعد درس باهظ الثمن، وبعد أن صقلتها الحرب الطويلة، التي كان من فضائلها أنها أنتجت حالة لفظ وتطهير ذاتي وتعرية للكثيرين من مدعي الوطنية والانتماء الأجوف، وكان من بينهم قيادات في مفاصل مختلفة .
 
و إن تكفّلت حربنا الأولى بتطهير سورية من العملاء والمارقين والمهزومين..فلا بدّ أن تتكفل الحرب على الفساد بتطهير البلد من رموز الفساد.
 
وللعلم الفساد لم يعد حالات طارئة ومتفرّقة، بل هو منظومة لها هيكليات و رؤوس، بالتالي ضرب هذه الرؤوس لابد أن يثمر بضرب تراتبيات وسلسلة طويلة من الفاسدين والممارسات المشبوهة داخل مؤسسات الدولة وخارجها.
 
هذه هي سورية الجديدة..خالية من الإرهاب وخالية من الفساد..رغم أن شرط الزمن يفرض نفسه بقسوة في الحالة الثانية، لأن محاربة الفاسدين هي جزء من الحرب على الفساد وليس كل الحرب.
المهم أننا بدأنا وكما يُقال ” رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة”.
 
المصدر: موقع "الخبير السوري"