قرارات حمائية.. بقلم: هني الحمدان

قرارات حمائية.. بقلم: هني الحمدان

تحليل وآراء

السبت، ٢٦ أكتوبر ٢٠١٩

أي قرار يتم اتخاذه لاشك في أن له من النتائج سواء أكانت سلبية أم إيجابية، الشيء الكبير على صعيد الأعمال وغيرها، قد يأتي في وقته ويصيب كبد الواقع، وربما يكون معوقاً وتترتب الإشكالات من وراء عدم دراسته بالصورة السليمة..
والسؤال: هل كل قرارات الجهات المعنية تصدر في وقتها يا ترى..؟ وإذا كانت كذلك، لماذا نشاهد فصولاً سيئة من العشوائية بسبب عدم التخطيط واتباع المنهج العلمي في اتخاذ بعض القرارات..؟ هل مرد الأمر إلى العجز عن التدخل في الوقت المناسب.. أم لضعف الخبرات وتعشش التسيب وعدم تحمل المسؤوليات على أكمل وجه..؟
حالة من الفوضى وعدم التعاطي المباشر والمسؤول جاءت نتائجها بشكل واضح منذ أيام قليلة جداً، عندما التهمت الحرائق مساحات شاسعة من حراجنا الجميل الذي كلّف المليارات من الليرات السورية، ومضت القصة كما كل مرة، تسويف وتقاذف للمسؤوليات من دون محاسبة أو إلقاء اللوم على أي جهة، فقط المدان هو المجهول..!
أين قرارات الحماية المسبقة تجاه ثروة لا تُقدّر بأي ثمن كان.. ولماذا كل أعداد الموظفين وأسطول السيارات إذا لم تستطع حماية هذه الثروة من الأذى وأيدي العابثين المستهترين..؟ أم إن هناك في الخفاء ما لا نعرفه بالعموم…؟!
واليوم، ونحن نستقبل شهر الشتاء… ما استعدادات المحافظات، وهل قرارات السادة المحافظين والأجهزة المحلية تتلاءم مع كل الظروف والاحتياجات، وكيف سيكون الوضع لو حدثت سيول على سبيل المثال كما حدث في العام الماضي عندما رأينا ولمسنا حالات التقصير والإهمال ولاسيما عندما غرقت أجهزة بعض المحافظات في شبر ماء..!
الجهات المسؤولة التي تعي أهمية القرار وصوابيته واتخاذه في الوقت المناسب هي التي تعي وتخطط لمستقبلها وتتفنن في إنجاح مهامها، وتحتاط لتجنب أي حوادث أو وقوع منغصات سلفاً، لا أن تتلكأ وتتقاعس لدرجة وقوع النار في جنباتها عندها تسرع وتحاول لملمة بعض الأشياء، لكن بعد فوات الأوان..
نحن بحاجة إلى اتباع المنهج العلمي المنظم القائم على الموضوعية والصدق والتكاملية في اتخاذ القرارات حتى تتحول المؤسسات لإدارات كبرى قادرة على صنع المعجزات، تخلو أنشطتها من أي حالة فوضى التي تهدر كل جهود التحول نحو التحضر والنمو..!