كورونا الأسعار!!.. بقلم: سناء يعقوب

كورونا الأسعار!!.. بقلم: سناء يعقوب

تحليل وآراء

الاثنين، ١٦ مارس ٢٠٢٠

ليست طفرة وتمضي، إنما هو واقع حال وفيروس أصيب به من يحاول دفع الناس إلى حافة الحاجة والعوز المزمن، فما الذي يحدث؟ سؤال يطرحه يومياً كل مواطن يقف في مواجهة وباء يسمى تردي الأخلاق!!
يبدو أن كورونا ذلك الفيروس الذي انشغل به العالم، لم يصبنا في بلادنا والحمد لله حسب تصريحات المعنيين في «صحتنا»، ولكن فيروس الجشع وغياب الضمير لدى تجار وباعة استبدوا بطغيانهم في تزايد، والمشكلة أن المواطن يجابه الرياح العاتية القادمة من الأسواق وهو يقف حائراً لا يملك من أمره شيئاً، سوى التحسر على ماض ذهب ولن يعود!!
هل المشكلة هي أشخاص تاجروا بحياة الناس وحاجاتهم؟ أم المشكلة في قرارات ساندت ارتفاع حرارة الأسواق، وغليان أسعار لم تكن تخطر في البال! والمشكلة الأكبر نكران الواقع والنفي من المعنيين والقفز على آلام الناس ومعاناتهم اليومية في سبيل البقاء وتأمين أبسط متطلبات العيش إن استطاعوا إليها سبيلاً!
رفعوا أسعار الأسمدة من دون مبرر، ونسوا أن ذلك سيؤدي إلى تراجع في تنفيذ الخطة الزراعية لفلاح يعاني الندرة والقلة أساساً، ولم يكن في اعتبارهم أن ذلك الارتفاع سينعكس سلباً على تكاليف الإنتاج، وستحلق أسعار السلع الزراعية، ولن يستطيع أي مواطن القبض عليها، لأنه بطبيعة الحال كالقابض على الجمر، وهو الذي يفاجأ في كل ساعة بارتفاعات جديدة وقرارات تصيب حياته بفقر غير مسبوق!
أما حياة المواطن فصارت رهناً ببطاقة قالوا عنها «ذكية»، وبتصريحات أكثر ذكاء بأنها «سوبرمان» الحل لكل ما يعانيه الناس، متجاهلين أن البعض وبعد مرور ثلاثة أشهر لم يستطيعوا الحصول على جرة غاز واحدة، وأن سعرها في الأسواق تجاوز العشرين ألفاً، وأن طوابير الرز والسكر وما يضاف إليها من إبداعات المعنيين لم تعد لائقة بحق شعب عانى ويعاني!! وبعد ذلك هل نستطيع القول: إن بضع علاجات ستعيد تصويب سكة العوز والفقر؟! بكل صراحة أمراضنا كثرت، وحياتنا صارت رهناً بفيروسات تنتشر كما النار في الهشيم، قد تبدأ بضمير غائب وقرارات اعتباطية، وتنتهي بفقر وحاجة لا دواء لهما ولا علاج!!