الدواء ليس للفقراء!!.. بقلم: سناء يعقوب

الدواء ليس للفقراء!!.. بقلم: سناء يعقوب

تحليل وآراء

الاثنين، ٨ يونيو ٢٠٢٠

لعل المضحك المبكي في حياتنا التي أصبحت دراما حزينة, عندما تبرر جهاتنا الحكومية جنون الأسعار بنفيها القاطع أنه لا ارتفاعات وإنما تعديل!! وتلك كارثة بحق المواطن الذي بات يعتقد أنه في حلم ليأتيه من يوقظه بقوة وليهزه ويذكره بأن القادم بعد ساعة لن يكون أفضل!!
اللعب على الكلمات واللعب على الوقت عنوان عمل بعض مسؤولينا الذين أجادوا عدم سماع وجع المواطن وصرخاته المستمرة في وجه فقر نال من حياته, وفي وجه مرض يبحثون عن دواء له ولا يجدون وتلك آخر المستجدات في حياتنا!!
وصل الغلاء إلى وجع الناس وأمراضهم, والمشهد باختصار جولات بحث عنوانها صيدليات كل المناطق القريبة منها والبعيدة بحثاً عن دواء, والمفاجأة أن الكثير من الصيدليات أخلت واجهاتها بحجة أنها مفقودة وطبعاً ترقباً لارتفاعات قادمة, عدا إغلاق الكثير من الصيدليات أبوابها, أما من يرضى البيع ولأي دواء فالسعر مضاعف بعدة مرات, وبعد كل ذلك لا تزال الجهات المعنية بالدواء, بدءاً من وزارة الصحة وليس انتهاءً بنقابة الصيادلة تجافي الواقع, وفي حال صدرت بعض التصريحات فإنها تزيد الداء لدى كل مريض, وكأنها منفصلة عن الواقع أو كأنها تعيش في كوكب ثانٍ!!
ما يثير الدهشة تأكيدهم أنه لا علاقة بارتفاع سعر الدواء بسعر صرف الدولار, بينما الجملة الوحيدة لكل صيدلاني أن الدواء مرتبط بسعر الصرف!! أو حتى ما ذكره وزير الصحة أن الأدوية متوفرة!! فمن نصدق ومن ينصف فقراء الوطن ومن يسعر الأدوية ومن يحاسب من يزيد من وجع الناس وآلامهم؟
احتكار وغلاء.. أدوية مفقودة والناس التي تعاني أمراضاً مزمنة ما عادت تعرف إلى أين السبيل؟ ومم تشتكي في ظل أسعار مواد تحلق يومياً وترتفع وتتغير كل صباح ومساء!!
لذلك وباختصار.. القطاع الدوائي اليوم على مفترق طرق, إما إيجاد حلول سريعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه, وإما سيصل الناس إلى مرحلة الاختيار بين لقمة الغذاء و حبة الدواء وكلاهما مر ومكلف!!