اسأل نفسك هذه الأسئلة.. بقلم: شيماء المرزوقي

اسأل نفسك هذه الأسئلة.. بقلم: شيماء المرزوقي

تحليل وآراء

السبت، ٢٠ فبراير ٢٠٢١

طبيعة الأخبار التي تنقلها وسائل الإعلام عموماً تهتم في معظم الأحوال بالجوانب الاستثنائية والأحداث المفاجئة، والحروب والنزاعات، ونحوها من الأنباء التي تزيد في التوتر والقلق. طبيعة الإعلام، بل وظيفته، نقل الأحداث التي قد لا يكون في عمق كثير منها جوانب إيجابية، وكما يقال الخبر هو الحدث، والأحداث في مجملها تدور حول الكوارث والنزاعات، ووسط هذا السيل المعلوماتي نفقد التفاؤل والبهجة، ونشعر دون أن نعلم السبب بالحزن أو الألم. ولعل هذه الحالة هي السبب في وجود التشاؤم وعدم الثقة. مثل هذه الحالة، أقصد حالة التشاؤم وعدم الثقة، تنتشر مع أن الحياة البشرية في مجملها تتحسن نحو الأفضل، حتى في ظل فيروس «كورونا». التطور البشري حدّ من أعداد الوفيات، صحيح أن العدد تجاوز المليونين بقليل، لكن إذا عدنا إلى عام 1918 عندما انتشرت جائحة ما عرف بالإنفلونزا الإسبانية بسبب فيروس H1H1 الذي انتشر بعد الحرب العالمية الأولى، في أوروبا والعالم، نجد أنه قد توفي في غضون عامين فقط بسببه خمسون مليون إنسان. 
 واليوم نشاهد حملات التلقيح تنتشر، وأعداد الإصابات تنخفض على مستوى العالم. مثل هذه الرسائل المحملة بالتفاؤل والإيجابية لا نسمعها ولا نقرأ عنها تقارير، مع أنها حقائق وواقع نعيشه، فالتطور والتقدم البشري ماثلان وهما اللذان أوقفا الكثير من الأمراض، وسهلا حياة الناس. ببساطة جودة حياة إنسان اليوم تحسنت كثيراً بصفة عامة، لكن لم يصاحب هذا التحسن جوانب مثل الإيجابية والثقة بالعلم والتخلص من السوداوية. 
 وهذا الجانب مهم لكل واحد منا؛ لأن التفاؤل والإيجابية يرتدان على الصحة النفسية والجسدية، والعكس صحيح، فالتشاؤم يعني الهزيمة وعدم امتلاك الطموح اللازم للإبداع والتميز. والمشكلة في السلوك المتشائم أنه سريع الانتقال من شخص لآخر، وكما يقال البناء صعب والهدم سهل، التشاؤم عملية هدم لكل شيء جميل، هدم للطموح والحماس والاندفاع نحو المستقبل. وكما ذكرت، هو سلوك سريع الانتشار، فمن السهل أن تحوّل الناس إلى محبطين ومتشائمين، ومن الصعب الدفع بهم نحو التفوق والإيجابية والتفاؤل، لكن الآن يجب على كل منا أن يسأل نفسه: هل أنا متفائل؟ هل أنا إيجابي؟ هل أنا مؤمن بأن المستقبل أكثر إشراقاً وبهجة وسعادة؟
 أجب بصراحة ودقة، إن أجبت عن أحد تلك الأسئلة بلا، فراجع نفسك، وابحث داخل عمقك عن كتلة التشاؤم وتخلص منها.