رواد الأعمال وطموح النجاح.. بقلم: .د. محمد أحمد عبد الرحمن

رواد الأعمال وطموح النجاح.. بقلم: .د. محمد أحمد عبد الرحمن

تحليل وآراء

الأحد، ٢١ فبراير ٢٠٢١

قصص النجاح والفشل كانت وما زالت من أعظم الدروس المجانية التي يستطيع الإنسان التعلم منها، والاستفادة مما يراه من جهود أصحابها، وأن يحذو حذوهم، فالفرق بين الإنسان الناجح وغير الناجح ليس بذلك الفرق الشاسع، إذ كل ما في الأمر أن الذي نجح إنّما أخذ بزمام المبادرة، وتحمّل على عاتقه المخاطر الناجمة عنها، وأما الذي لم ينجح فإنه لم يحرك ساكناً نحو هذا التوجه وبقي متقوقعاً في خوفه.
يتطلع إلى سقف منزله معتقداً أن العالم ينتهي عند عتبة باب بيته. مع أن قصص الناجحين من رواد الأعمال كثيرة وملهمة، فعلى سبيل المثال نعرف أن رائد الأعمال براد مورغن كان مزارعاً من غير ثروة، لكنه تمكن بعزيمته أن يصعد من مزارعٍ لا يؤبه به يعيش في ريف ميتشيغن إلى صاحب شركةٍ كبيرةٍ للألبان، تقدَّر منتجاتها اليوم بملايين الدولارات، ومن جانب آخر يعد فرانك حنا المصرفي الجورجي الأصل والمتخصص في مجال الهندسة المالية الذي قام بإيضاح كيف أن الهندسة المالية تؤثر تأثيراً كبيراً في النهضة بالولايات المتحدة من الناحية الاقتصادية والمالية.
وكذلك جيمي لي الذي نشأ في الصين ثم انتقل إلى هونغ كونغ وافتتح مجموعةً من المتاجر للبيع بالتجزئة، وستيف جوبز وبيل غيتس وغيرهم ممّن دخلوا عالم ريادة الأعمال من خلال فكرة أوليّة لكنها غدت من الشركات العملاقة وأصبحت بنجاحها تحرك مؤشرات الأسواق المالية العالمية صعوداً ونزولاً، من هذه الأمثلة نخلص إلى أنه رب ضارةٍ نافعة.
وما تظن أنه شيء سيئ يتحول في الغالب لأن يكون جيداً لك، وإن أول خطوة في مجال ريادة الأعمال ما هي إلا الأخذ بزمام المبادرة، والمضي قدماً، وأنه لا مستحيل في قاموس الإنسان الطموح، ولهذا كم يكون من الممتع أن تشاهد رواد أعمالٍ ورائدات لم ينهوا دراستهم المدرسية بعد، لكنهم باتوا يمتلكون مشاريعَ يديرونها بأنفسهم إلى جانب كونهم طلاباً على مقاعد الدراسة.