الكتابة موهبة وإبداع.. بقلم: ميثا السبوسي

الكتابة موهبة وإبداع.. بقلم: ميثا السبوسي

تحليل وآراء

الجمعة، ١٢ مارس ٢٠٢١

الكتابة فلسفة وروح وحياة أخرى يعيشها الكاتب والقارئ على حد سواء، وولوج في أعماق النفس البشرية، والتهيئة المناسبة للقارئ بأن يكون في البيئة المراد إيصالها له، والقدرة على الإقناع بفكرة حتى وإن كنت مناقضاً لها..
الكتابة تعبير عن أفكارٍ تحمل الكثير من المشاعر والعواطف والأحاسيس بطريقة شاعرية وفريدة تحمل هويتك معها، وهي شكل من أشكال الحرية الشخصية، ومساحة متاحة لك لتسليط الضوء على الأفكار التي تريد إخبارها للعالم حولك..
قد تولد مع الإنسان موهبة الكتابة، ولكن لا يعني بالضرورة بأن من لا يملك هذه الموهبة لن يصبح في عداد الكتاب، فالكتابة ممارسة، والملاحظة والإتيان بما هو وراء الكلمة..
والاختيار الدقيق للكلمة لتشمل جميع المعاني والمفردات المراد توضيحها في هذه النقطة..
والموهبة وحدها لا تكفي، فليس بالجمال أن تكون إصداراتك بنفس المستوى، فما هو التغير الملموس في إصدارك الجديد عن إصدارك السابق؟..
كذلك يساعد التدريب المكثف وعرضها على نقاد، والاستماع إلى آرائهم، وتعديل ما يلزم وتغيير ما أمكن، فبالنقد ستتمكن من معرفة الطرق المؤدية لكتابة واضحة سلسة في القراءة، فلن تكون كاتباً جيداً إذا لم يكن عندك سعة صدر لتقبل النقد والآراء..
كن مستمعاً جيداً، لتعيش الموقف حتى إن لم يكن حدث لك بالفعل، فتستطيع نقل تلك المشاعر بمفرداتك الخاصة وتعبيرك المميز..
إيجاز الأفكار وتكثيف المعنى لها لتؤدي المطلوب منها، فالإيجاز في اللغة هو أصل وروح وطبع، وهو الجهد بالعمل؛ لأنه غربلة ونخل، وتنقية وتصفية وتصعيد وتركيز، ويزيد في دلالة الكلام عن طريق الإيحاء، كأنه يترك على أطراف المعاني ظلالًا خفيفة يشتغل بها الذهن، ويعمل فيها خيالاً حتى تبرز وتتلون وتتسع، وتتشعب إلى معانٍ أخرى..
سلامة اللغة العربية، والإلمام بعلومها كالنحو، وعلم البديع وهو تحسين الكلام، وعلم البيان وهو ما يحترز به عن التعقيد المعنوي، بأن يكون الكلام غير واضح الدلالة على المعنى المراد، وعلم المعاني وهو ما يحترز به عن الخطأ في تأدية المعنى، وغيرها.. لحفظ وسلامة اللفظ وحسن الاستخدام له..
فالكتابة الإبداعية هي أن تتمكن من ترويض الكلمات، واستعمال المفردات الصحيحة في مكانها الصحيح لبيان الأفكار وشرحها..