المسؤولية أمانة.. بقلم: سامر يحيى

المسؤولية أمانة.. بقلم: سامر يحيى

تحليل وآراء

الخميس، ٢٩ أبريل ٢٠٢١

"إنّني لا أسعى إلى منصب، ولا أهرب من مسؤولية، فالمنصب ليس هدفاً بل هو وسيلة لتحقيق الهدف".
" بالنسبة لنا كمواطنين: الانتخابات إعلان انتماء حقيقي للوطن.. معركتنا للدفاع عن السيادة والشرعية والقرار الوطني وكرامة الشعب"
"سنوات مضت منذ صرخ البعض للحرية فكنتم الأحرار في زمن التبعية.. وكنتم الأسياد في زمن الأجراء.. زايدوا عليكم بالديمقراطية فمارستموها بأرقى صورها.. ورفضتم أن يشارككم غريب إدارة الوطن.. فاخترتم دستوركم وبرلمانكم ورئيسكم.. فكان الخيار خياركم والديمقراطية من صنعكم."
"قالوا: إن الشعب السوري واحد... فوقفتم في وجه إعصار فتنتهم، ولم تسمحوا لرياح التقسيم والفتنة أن تضرب قلوبكم وعقولكم.. وكنتم بحق شعباً واحداً بقلب واحد".
"نأمل كلنا كمواطنين سوريين قبل أن نكون مسؤولين، بأن هناك تطويراً ما نريد أن نحققه لوطننا، لأننا كلنا سنكون مستفيدين من هذا التطوير"
"البعض يعتقد أنه وقف مع الجيش وبالتالي من حقه أن يسيء للمواطن أو للدولة أو للنظام العام، وهذا الكلام غير مقبول، فمن يدافع عن الوطن يدافع عن كل الوطن من أقصاه إلى أقصاه، ومن يدافع عن الوطن ويسيء للأجزاء الأخرى هو أيضاً إنسان غير وطني، ولا فارق بين هؤلاء والمخربين"..... عندما يقوم هؤلاء بخرق النظام العام هم يقدمون خدمة للإرهابيين ويريدون من هذه المنطقة أن تكون مشابهة لمناطق الإرهابيين".
"المنصب ليس له قيمة هو مجرد أداة ومن يسع الى منصب لا يُحتَرم... نحن نتحدث الآن عن المسؤولية وهذه المسؤولية أهميتها بالدعم الشعبي".
 إنّها مقتطفات وعبارات صاغها قائد الوطن، تجمع بين حكمة الشباب وحنكة الشيوخ، استكمالاً لمسيرة التطوير والتحديث، والاستثمار الأمثل المستديم لموارد الوطن المادية والبشرية، المفترض أنّها تشكّل لنا جميعاً منهج عملٍ متكاملٍ، وتوجيهات واضحة لا لبس فيها ولا غموض، ومع ذلك فشلت مؤسساتنا في الكثير من ميادين الحياة، أليست فرصةٌ ذهبية نمرّ بها الآن من أجل إعادة دراسة كل هذه الكلمات والعبارات، وتطبيقها على أرض الواقع، كلٌ ضمن تخصصه واختصاصه، والاستثمار الأمثل للموارد المادية والبشرية بعيداً عن التنظير والقبول بسير الحياة وتطوّرها الطبيعي الروتيني، أليست فرصة ذهبيةّ لاستثمار والتعاضد مع أبناء الشعب السوري المعطاء المنتج، مغتربٌ أو مقيم، والبحث عن حلولٌ لاستعادة بقية أبنائه، الذين حادوا عن طريق الصواب، سواءً عبر تأثرهم بالتضليل والتهويل الإعلامي، أو الوعود التي وضعها أعداء الوطن، أو بعض أبناء الوطن الذين زرعوا فجوةً بين الوطن وأبنائه....
إن الجمهورية العربية السورية بحاجّة ماسة الآن قبل الغد للعمل على تسريع عملية التطوير والتحديث والإصلاح وإعادة الإعمار، والبحث عن كل الحلول والعلاج الأنسب ضمن الإمكانيات المتاحة والموارد المتوفّرة، لا سيّما أن سوريتنا ستبقى تتعرّض للضغوط ما دامت سيّدة قرارها، وتتعامل الندّ للند مع كل دول العالم، وستبقى محطّ نظر الأعداء للحيلولة دون نهوضها، لأنّهم يعرفون أنّها مهد الحضارات ومهبط الديانات وملتقى القارات، ومحور المنطقة وقلب العروبة الذي لن يتوقّف عن النبض، وستبقى الأقوى مهما حاولوا واستغلوا الأدوات المادية والبشرية والإعلامية والمؤسسات الدولية للضغط على سوريتنا لحرفها عن مبادئها الوطنية وثوابتها القومية وخطاها الثابتة.
 أليست الآن الفرصة سانحة لتثبت المؤسسات الوطنية وطنيتها وإخلاصها، بأنّه شتّان بين قائد وطن ومجرّد رئيس يعمل موظّفاً في أعلى سدّة الهرم الوظيفي في الدولة، وأن تقوم بواجبها في اتباع توجيهات قائدها، لقطع الطريق على كل من يحاول جسر الفجوة بين الشعب والتفافه حول قائده، والقضاء على كلّ ثغرةٍ يتسلّل البعض من خلالها لتدمير وتفتيت الوطن السوري واقتصار تفكيره على تقديم الطعام والشراب والحد الأدنى من متطلّبات العيش لأبنائه، بدلاً من الإبداع ومضاعفة الإنتاج والابتكار والإنجاز، ورغم فشل الأعداء في ذلك لأنّ شعبنا حيٌ وحيوي، مقابل أداءٍ روتيني من قبل مؤسساتنا الوطنية، بعيداً عن بذل الجهود، ومضاعفة الإنتاج، رغم كلّ ما تقوم به لكنّه يبقى ضمن الحدّ الأدنى القادرة على القيام به، متذرّعة بمبرراتٍ ومسوّغات، المفترض أنّ دورها وواجبها إزالة هذه العقبات وإيجاد الحلول والتحديّات، عبر العلاج بدءاً من الجذور، بكلّ جديّة وبمددٍ زمنية قصيرة في ظل عصر التكنولوجيا والتقنية والتغييرات المتسارعة بين ليلةٍ وضحاها، لا سيّما أنّ لدينا من الكوادر والخبرات والتجارب والمنجزات ما يبرهن أنّنا قادرون على أن نكون أقوى وأنجح أضعافاً مضاعفةً....
  لقد نجح السوريون بكل المجالات، وسيستمرّون بالنجاح لأنّ هذا قدرهم، والآن المعركة الدستورية ستثبت للعالم كلّه أنّنا ملتفّون حول قائد الوطن، وستبقى كلماته وعباراته نبراساً لنا نستثمرها بالشكل الأمثل على أرض الواقع، بدلاً من التسليم بالروتين وتطوّر الحياة الطبيعي، مستغلّين التفاف الشعب حول قائده لأنّه يقود السفينة بحكمةٍ واتقان في وجه أعتى الامبراطوريات العالمية وأدواتها من دولٍ وأشخاصٍ ومنظّمات....
  إنّها فرصةٌ ذهبية على المؤسسات الا تضيعها كما أضاعت الكثير من الفرص، لاستثمار أبناء الوطن، من يرفعون شعارات حبّ القائد، لإسقاط ذلك على أفعالهم وتصرّفاتهم على أرض الواقع، فلا ننسى أنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع، وليس فقط منظّر، بالعمل ليس بالصور، بالفعل على أرض الواقع ومضاعفة العملية الإنتاجية وتدارك السلبيات والأخطاء، والبحث عن الحلول والعلاج، وتفعيل دور الجميع دون استثناء، وبالتالي فرصةً ذهبية للنزول من البرج العاجي والحاشية الضيّقة إلى اللقاءات الفعلية النقاشية مع العاملين في المؤسسة، لإيجاد الطرق التي نلحظ أنّها تطبّق على أرض الواقع، واستثمارٍ مستديمٍ لكل زاوية بكلّ مؤسسة.
  أليست هذه المرحلة فرصةٌ ذهبية يجب أن تستغلها المؤسسات الوطنية في توجيه الجمعيات الخيرية والاتحادات المهنية والنقابات الشعبية وحتى القطاع الخاص، لوضع القطار على سكّته الصحيحة، للتحوّل من عملية الدعم المادي الذي يحوّل المواطن لشحّاذٍ أو منتظر معونة من هنا وهناك، إلى منتجٌ يعطي الوطن من عرق جبينه، ويطعم عائلته ويوفر عائداً يحقّق به متطلّبات حياته.
  الوفاء لقائد الوطن، لن يكون برفع شعارات، بل أن نضع كل كلماته نصب أعيننا، وأن تكون منهج عملٍ حقيقي لكلّ منا، ويكفي أن يضع كل مسؤولٍ نصب عينيه هذه العبارة: "كونوا على قلب رجل واحد أمام مصلحة الوطن والمواطن حتى لو اختلفت رؤاكم فالمسؤول الحقيقي هو الذي ينبض قلبه على وقع نبض شعبه والبوصلة دائما لنا جميعا هي سيادة سورية واستقلال قرارها وسلامة ترابها وكرامة أبنائها وتذكروا أن الفرد زائل والشعب باق وأن المناصب متغيرة والوطن ثابت.