تحويل السلبية إلى إيجابية.. بقلم: شيماء المرزوقي

تحويل السلبية إلى إيجابية.. بقلم: شيماء المرزوقي

تحليل وآراء

السبت، ١ مايو ٢٠٢١

بتنا نعرف أن الحياة متقلبة، وأحداثها متنوعة ومختلفة، فيها السعيد والحزين، وفيها الراحة والتعب، ليست ذات لون واحد ولا حالة واحدة فقط؛ بل إنها لا تبقى على وضع أو تستمر في حالة ما، فمن هو اليوم خائف، في الغد سيأمن، والمتردد في قرار ما في الغد سيكون قد اتخذ قراره ومضى في حياته. من هو عاطل ويبحث عن عمل، قد تتبدل حالة ويجد فرصة وينتهزها، ومن أخفق وتراجع في الغد سينجح وتصبح تلك الإخفاقات مجرد ذكريات مالحة. 
هذه هي الحياة لا تبقى على حالة ولا تستمر في وضع واحد. من هنا تظهر مهارة التأقلم والتكيف، بمعنى عندما تمر بظروف نفسية صعبة عليك أن تحدد التصرفات التي تتناسب مع هذه الحالة، وإذا كنت في حالة نفسية متعبة، تجنب الناس لبعض الوقت حتى لا تخسرهم، تعبك النفسي قد يجعلك تنفجر فيهم وتصرخ بهم، فتخسرهم، عندما تكون في معنويات مرتفعة وحالة مزاجية طيبة، تواصل اجتماعياً وقم بزياراتك للصحب ولمن تحب.
 لنتعلم كيف نتعامل مع كل حالة تمر بنا، لنتعلم كيف نعالج الهموم والأحزان، ونحولها إلى طاقات إيجابية مثمرة ومفيدة لنا ولمن هم بالقرب منا. الفنان والكاتب أنتوني روبنز له كلمة في هذا السياق قال فيها: «يمكنك تحويل الأحداث المؤلمة إلى فرصة سعيدة للتعلم أو النمو أو مساعدة الآخرين». 
كما ذكرت، أحداث الحياة متلونة ومتعددة وكثيرة فيها الأحزان والأفراح، فيها النجاحات والإخفاقات، فيها التفاؤل والتشاوم، فيها الصحة والمرض، وفيها العلم والمعرفة والجهل والأمية، وأمام هذا جميعه، هي دعوة لتعلم مهارة التعامل مع كل هذه التحديات، مع كل عقبة، مع كل صعوبة، وهذا التعامل لا يشملك وحدك؛ بل هو يشمل مجتمعك والمقربين منك، عندما تساعدهم في تحويل حزنهم وهمهم إلى طاقة إيجابية، بدلاً من طاقة هدامة تدمرهم.
 لذا يجب أن نتعلم كيف نوظف سعادتنا ونبثها للآخرين، نتعلم كيف ننقل خبرتنا وتجاربنا ليستفيدوا منها، نتعلم كيف نساعد الآخرين ونرشدهم كيف يحولون السلبية إلى إيجابية. بما أننا فهمنا مبدأ الحياة وتلونها وتعدد أحداثها، فلنتعلم كيف نواجه هذا التلون والتعدد، بمهارات التعامل معها، وأن نساعد الآخرين أيضاً لتعلم هذه الغاية.