أيها السوريون .. بقلم: رفعت إبراهيم البدوي

أيها السوريون .. بقلم: رفعت إبراهيم البدوي

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٥ مايو ٢٠٢١

مشهد انطلاق السوريين إلى سفاراتهم في إحدى وأربعين دولة يوم الـ20 من أيار لممارسة حقهم الدستوري في انتخاب رئيس البلاد، هو مشهد يعبر عن وعي وطني عال، ويعطي صورة واضحة عن رؤية مشهد تاريخي أكثر تعبيراً يتمثل بزحف بشري متوقع للمواطنين السوريين في داخل الوطن السوري نحو صناديق الاقتراع يوم غد الأربعاء في الـ26 من أيار.
إن القرار السوري بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها وحسب نص الدستور السوري هو قرار وطني سيادي سوري بامتياز ولا يحق لأي جهة في العالم التدخل في قرار سوري سيادي يتعلق بإجراء انتخابات رئاسية تُستفتى فيها إرادة الشعب السوري.
إن إجراء الانتخابات الرئاسية السورية هو حدث مفصلي وتاريخي وخصوصاً أنه يعبر عن الإصرار السوري على ممارسة الشعب السوري حقه في التعبير عن رأيه بحرية وديمقراطية قلّ نظيرها حتى في الدول التي تدعي الحرص عليها وممارستها.
إن.. بقلم:  قرار بعض الدول الأوروبية بمنع السوريين الموجودين على أراضيها من ممارسة حقهم الدستوري هو قرار قمعي ومخالف للقوانين الدولية التي كفلت حق المواطنين من جنسيات مختلفة في ممارسة حقهم في الإدلاء بأصواتهم ضمن سفارات بلادهم.
إن القرار الفرنسي والألماني التشكيك بنزاهة الانتخابات الرئاسية السورية وبمنع السوريين المقيمين في تلك الدول من ممارسة حقهم الانتخابي والإدلاء بأصواتهم، هو قرار شاذ كشف زيف الديمقراطية الأوروبية وفضح تشدقهم بحقوق الإنسان، ويعطينا صورة واضحة عن الخوف الذي أصاب تلك الدول من تلبية السوريين للواجب الوطني وعن الهلع من صحوة الشعب السوري جراء الوعي الوطني العالي الذي بلغ فيه مرحلة التصميم على دحر المؤامرة الكونية على سورية، مؤكداً الدفاع عن السيادة الوطنية وتجديد الدعم والتأييد للقيادة السورية مهما بلغت التضحيات.
إن الدول التي أعلنت رفضها الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية السورية، هي الدول نفسها التي شاركت في تنفيذ المؤامرة على سورية وهي في رفضها هذا تكون قد أفصحت عن مستوى القلق من إظهار إرادة الشعب السوري الذي بايع القيادة السورية في إدارة معركة التصدي والصمود لكل محاولات النيل من سيادة سورية ولإعطاء الأمل بالعمل لاستعادة دورها الطليعي في المنطقة.
إن أهمية الانتخابات الرئاسية السورية اليوم وفي ظل ما تشهده المنطقة من متغيرات مهمة تؤكد نجاح حكمة وإستراتيجية القيادة السورية في تجاوز المخاطر الأساسية التي كانت تهدد بنية الوطن السوري، لأن هذا الاستحقاق الرئاسي يشكل استفتاء على صحة الرؤية الإستراتيجية للنظام السياسي في ظل المتغيرات الحاصلة دولياً وإقليمياً.
إن سورية اليوم ما زالت تعاني من وضع اقتصادي رديء جراء الحصار الظالم وحرمانها من أهم مواردها المائية والزراعية وأيضاً من ثرواتها النفطية، وتصميم قوى الظلام على حرمان سورية من ثرواتها الطبيعية، يأتي في محاولة أخيرة للعب الورقة المتبقية لدى المتآمرين ظناً منهم أنهم يؤلبون الشعب السوري ضد قيادته.
إن الشعب السوري العظيم ورغم تكبد المعاناة والعذاب في تأمين مقومات الحياة الكريمة إلا أنه قرر تحمل كبد المرارة لهذه المعاناة مهما كانت التضحيات والسير في طريق الصمود الإستراتيجي دفاعاً عن سورية وعن سيادتها للحفاظ على استقلال القرار الوطني رغم الحرمان والعوز والجوع ورغم فقدان العديد من السلع الأساسية.
إن الشعب السوري العظيم وعلى مر العقود الماضية أثبت أنه شعب ملتزم بالمبادئ القومية العربية وأنه شعب لم يتخل يوماً عن ثوابته الوطنية ولم يستسلم ولم يهادن يوماً في الدفاع عن السيادة الوطنية السورية مهما بلغت الضغوط ومهما عظمت المكائد.
أيها السوريون، يا شعب سورية العظيم: إن هذا الاستحقاق هو شعلة أمل وعمل تضيء لأبنائكم ولأحفادكم طريق المستقبل، لأن سورية وقيادتها الحكيمة جديرة بثقتكم، لأن سورية وطن ترخص له كل التضحيات، ولأن سورية وطن روته دماء الشهداء الأبرار، هو وطن يستحق أن يبقى شامخاً لأنه قلب العروبة ورمز القومية، ولأنه آخر الأوطان الملتزمة بالقضية الفلسطينية وآخر حصن، ولأنه الملجأ الوحيد الذي لم يبخل بحماية كل أشراف الأمة وهو موطن كل مقاوم للاحتلال وكل مناصر للحق العربي وكل من أراد العزة والكرامة للأمة العربية.
أيها السوريون:
إن يوم غدٍ الأربعاء هو ليس يوم انتخاب في صناديق الاقتراع فحسب إنما هو يوم لتأكيد إيمانكم وعزيمتكم وتصميمكم على تأييدكم المطلق لرؤية القيادة التي صمدت صموداً أسطورياً، هذه القيادة التي حمت سورية رغم تكالب دول الكون عليها.
إن يوم غد الأربعاء هو يوم لإعلاء صرخة مدوية في وجه كلّ من تواطأ لإسقاط سورية، هو يوم لإسماع العالم خبطة قدم سورية هدارة تؤكد إصرار السوريين على الدفاع عن وطنهم وتمسكهم بقيادتهم الحكيمة، هو يوم ليس كأي يوم لأنه يوم سيرسم لأجيالكم وللأجيال العربية السمت الصحيح نحو الالتزام بالهوية العربية وبالقضية الفلسطينية، هو يوم التصميم على صمودكم بوجه كل العواصف دفاعاً عن ثقافتنا وحضارتنا وعن كرامتنا العربية وأيضاً لتبقى سورية أم الوطن العربي.
إن يوم الاستحقاق الرئاسي هو يوم شموخ سورية هو يوم تكسير سهام المتآمرين، يوم لترجمة صمود القيادة السورية الحكيمة، يوم لإظهار نجاعة صبر وتصميم وثبات الشعب السوري، هو يوم لتأكيد الانتصار السوري العظيم الذي يليق بشعب عظيم.