تقبُّل الفشل وفهمه.. بقلم: شيماء المرزوقي

تقبُّل الفشل وفهمه.. بقلم: شيماء المرزوقي

تحليل وآراء

السبت، ٢١ أغسطس ٢٠٢١

يوجد مفهوم يسمى استقلالية النتيجة، وهو في معناه البسيط يشير إلى عزل نفسك عن أي تأثيرات جانبية، قد تحدث عندما تقوم بعمل ما، ولا تكون النتائج مثمرة وناجحة، على سبيل المثال: ذاكرتَ واجتهدت وبذلت كل ما بوسعك للاستعداد لاختبار دراسي، ولكن النتيجة عندما ظهرت لم تكن كما هو مأمول، والحال نفسه في بيئة العمل عندما تشتغل على مشروع ما، وتكون النتائج غير مبشرة أو ليست واعدة بالنجاح.
استقلالية النتيجة، تساعدنا على معرفة أن الفرص وفيرة والطريق أمامنا، وأنه يمكننا المحاولة مرة أخرى. من خلال تعلم نهج الاستقلال عن النتائج، تتأقلم شخصياتنا وتتقبل التعثر والفشل خلال مسيرتنا الحياتية؛ بل تقبل أن تسير الخطط التي وضعناها بطريقة أخرى، والأهم من ذلك يُعوّدنا هذا النهج كأفراد على المرونة والتكيف مع المواقف العصيبة والتعلم من الأخطاء، وبمرور الوقت سيساعد على قبول الموقف غير السار والتعافي من تأثيره والمضي قدماً بشكل أسرع. 
جزء كبير من تعلم كيفية الاستقلال عن النتائج، قبول أن الفشل والتعثّر أمران جيدان، وأنه في بعض الأحيان تكون المواقف خارجة عن سيطرتنا وإرادتنا، فكوننا سلبيين تجاه المخاطر والمواقف الحياتية المختلفة، فهذا يمنعنا من اتخاذ أي إجراء نحو تحقيق أهدافنا. قبول الفشل والتعثر شيء جيد؛ لأنه يعني تحرير نفسك من عقلية الضحية، حيث إنه بدلاً من لوم الآخرين على أخطائك وظروفك السابقة فأنت الآن وحدك ستكون المسؤول عن الذي يحدث في حياتك، وعندما نحرر أنفسنا من عقلية الضحية، سنبدأ في أخذ زمام المبادرة للتأثير في التغييرات الإيجابية التي نريد رؤيتها.
في نهاية المطاف، استقلالية أنفسنا عن نتائج المواقف المختلفة ستساعد على البدء في السعي وراء أحلامنا بطريقة صحيحة، وهذا بدوره سيجعلنا ندرك أن العالم مكان وفير بالفرص، وبطبيعة الحال وفير بالتحديات والضغوطات أيضاً، ولكن كما يقول المتحدث التحفيزي والمؤلف الأمريكي روبرت هارولد شولر: «ما الذي ستحققه إذا كنت تعلم أنه لا يمكنك الفشل؟». إن التشبث بنهج الاستقلالية عن النتائج سيساعد على إزالة كثير من الضغط الذي كنا نشعر به عادة عند محاولة تحقيق نتيجة مرجوّة، ويجعلنا ندرك أن الفشل أمر جيد ودافع مُجدٍ نحو مزيد من الجهد؛ نحو مزيد من العمل، وهو ما يقود نحو النجاح وتحقيق الغايات والطموحات، وهذا هو الهدف.