عقلك يحتاج إلى الإدارة.. بقلم: شيماء المرزوقي

عقلك يحتاج إلى الإدارة.. بقلم: شيماء المرزوقي

تحليل وآراء

الاثنين، ٣٠ أغسطس ٢٠٢١

قد يستغرب البعض عند القول إن العقل قد يتحول إلى سجن، وهذا يحدث عندما تحاصرك أفكار مستمرة وصاخبة، ولكنها لا تخدم أي غرض مفيد، وكأنها تستهلك وقتك وذهنك دون فائدة ودون أي طائل. 
ما هي الأفكار الصاخبة غير المفيدة؟ من تلك الأفكار، التفكير في الماضي، ونحن ندرك تماماً أننا لا نملك تعديل أو تغيير أي حدث، أيضاً التفكير في مهام وأعمال غير واقعية وغير متوقع حدوثها، فضلاً عن التفكير بأن هناك أحداثاً ستقع بينما لا توجد أي مؤشرات ولا دلالات على وقوعها. الحال نفسها تتكرر عند التفكير في جوانب لا تخدمنا لا من قريب ولا من بعيد، وأيضاً لا تهمنا سواء تحققت أو لم تتحقق. 
هناك قائمة طويلة لا تكاد تنتهي عن أفكار نشغل فيها الذهن والوقت ولا طائل من ورائها، ولا توجد فيها أية فائدة حقيقية لنا. من هنا ظهر مفهوم إدارة العقل والتحكم بالأفكار، وأعتقد أن كل واحد منا يملك المهارة في انتقاء الأفكار التي تهمه والتركيز عليها، وهو الأكثر نجاحاً، وأيضاً الأكثر قدرة على إدارة عقله وملكاته الذهنية والتحكم بها. هناك أساليب متبعة وطرق لإدارة العقل وتحسين صفائه وفعاليته بشكل عام في أي مجال من مجالات الحياة، خاصة خلال مهام الحياة اليومية، وتذكّر دائماً أن هناك العديد من الأشياء التي تتنافس في الحصول على انتباهك، سواء كانت أشياء إيجابية مثل التطلعات والمغامرات والأهداف، أو سلبية مثل مسببات القلق والتوتر والتحديات. وكل هذه الأشياء في نهاية المطاف تنتهي بكتلة من الأفكار المتداخلة. 
يقول مؤلف العديد من الكتب حول الحياة والعقل الكاتب الغاني إرنست اجيمانج يبواه: «إذا فشلت في التحكم في أفكارك، فلن يفشل تفكيرك أبداً في التحكم بك! أتقن فن التحكم في أفكارك بشكل أفضل وسيتحكم تفكيرك فيك بشكل أفضل».
 تتعلق إدارة عقولنا باستخدام وعينا لمراقبتها، والملاحظة الموضوعية لأنواع الأفكار التي لدينا، واتخاذ قرار بالتخلص من الأفكار التي لا تخدم أي غرض أو تكون مدمرة سواء على المدى القريب أو البعيد، وكلما قمنا بذلك باستمرار ستصبح تلك طريقة تفكيرنا، وسنصبح منتبهين لجميع الأفكار المنبثقة المشتتة، حتى نكون مديري عقولنا ونصقل صفاء أذهاننا.