الصواريخ الأسرع من الصوت.. سباق جديد.. بقلم:  د. أيمن سمير

الصواريخ الأسرع من الصوت.. سباق جديد.. بقلم: د. أيمن سمير

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٩ نوفمبر ٢٠٢١

يدخل سباق التسلح بين الدول العظمى مرحلة جديدة بحيازة الصواريخ «فرط الصوت» وهي الصواريخ التي تنطلق بسرعة هائلة تفوق سرعة الصوت 5 مرات، ويمكن لهذه الصواريخ التي تتجاوز سرعتها 6200 كلم في الساعة، أن تحمل رؤوساً نووية أو تقليدية، وهي بذلك أسرع بكثير من الصواريخ البالستية وصواريخ كروز، كما أن مسار طريقها يكون متعرجاً وليس مستقيماً، مما يصعب من إمكانية رصدها وملاحقتها من قبل الرادارات ومنظومات الدفاع الجوية، وتزداد خطورة الأمر أن حيازة هذه الصواريخ لم تعد في يد الدول العظمى التي يمكن أن تدخل في مفاوضات لضبط هذا السباق، كما هو الحال في اتفاقيات مثل «ستارت 3» التي اتفق الرئيسان بوتين وبايدن على تجديدها 5 سنوات في يناير الماضي، لكن الخطورة أن دولاً مثل كوريا الشمالية باتت بالفعل تملك تلك النوعية الخطيرة من الصواريخ مثل صاروخ «هواسونغ 8»، وهي تكنولوجيا يمكن أن تتسرب أسرارها لدول أخرى، وهو ما يساهم في زعزعة حقيقية للأمن الإقليمي والدولي، فما هي أبعاد هذا السباق؟ وكيف يمكن العمل على تحجيمه أو إيقافه؟
اتفاقية متعددة الأطراف
كان هدف الانسحاب الأمريكي من اتفاقية منع إنتاج ونشر الصواريخ القصيرة والمتوسطة التي تحمل رؤوساً نووية والمعروفة باسم «أي إن أف» في أغسطس 2019، أن تتحول هذه الاتفاقية من اتفاقية «ثنائية» وقعها الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة عام 1987 إلى اتفاقية «متعددة الأطراف»، وذلك بضم الصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية إليها، وبعد الانسحاب من تلك الاتفاقية التاريخية قامت الولايات المتحدة في عهد وزير الدفاع السابق مارك أسبر بنشر تلك الصواريخ في آسيا، وهو ما ردت عليه روسيا والصين بإطلاق حزمة من الصواريخ «فرط الصوت»، حيث كانت روسيا أول دولة تعلن عن تلك التكنولوجيا عندما أطلقت في ديسمبر 2019 صاروخ «أفانغارد» الذي تبلغ سرعته 33 ألف كلم في الساعة، بينما أعلنت الصين في نفس العام عن الصاروخ النووي العابر للقارات «دي إف-41»، «الذي تصل سرعته إلى 14 ألف كلم، وأعلنت الولايات المتحدة عن نسختها من الصواريخ «فرط الصوت» من مركز كواي في جزيرة هاواي 20 في مارس 2020، ومنذ تلك الفترة توالى الإعلان عن الصواريخ الجديدة، حيث أعلنت روسيا عن عدة أنظمة من الصواريخ «فرط الصوت» مثل صاروخ «تسيركون»، وهو أول صاروخ فرط صوتي في العالم قادر على الانطلاق من سفينة حربية أو غواصة، لكن ما كشفته صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية من إطلاق الصين لصاروخ «فرط الصوت» في أغسطس الماضي أصاب واشنطن بقلق شديد رغم أنه ابتعد عن الهدف بـ32 كلم، وحسب نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال جون هيتن، ورئيسه في العمل الجنرال مارك ميلي فإن تسارع وتيرة حصول الصين على تلك التكنولوجيا يقلق الولايات المتحدة وحلفاءها، وهو ما يتوجب على الجميع الدخول الفوري في محادثات لوقف هذا السباق الخطير من الأسلحة.