أقوى اتحاد كرة .. بقلم: صفوان الهندي

أقوى اتحاد كرة .. بقلم: صفوان الهندي

تحليل وآراء

الخميس، ٢٤ فبراير ٢٠٢٢

ليس لاتحاد كرة القدم أي ميزة تميزه عن الاتحادات الأخرى في وطننا العربي والعالم لكنه مع ذلك يمكننا أن نعتبره أقوى اتحاد في العالم وهذه الميزة العجيبة الغريبة هي صموده وبقاؤه في موقعه رغم كل الإخفاقات التي منيت بها الكرة السورية مؤخراً على يد هذا الاتحاد العتيد والتي كانت تكفي أي واحدة منها للوصف بأنه أقوى الاتحادات الوطنية في كل بلاد الدنيا.
ونسجل للسادة رئيس وأعضاء هذا الاتحاد (( الصلب )) و(( المتماسك )) قدراتهم الخارقة في مواجهة الهجمة (( الظالمة )) التي تعرض لها الاتحاد في أعقاب بعض انتصاراتنا التي لاتغني ولاتسمن من جوع .
أمام الإمارات وكوريا الجنوبية و..و... تساقط لاعبونا كأوراق الخريف ونتائجنا المخيبة للآمال أصابت الشارع الرياضي بما يشبه الصدمة فالآمال والأحلام بأننا نمتلك منتخبات قوية استعدت بشكل جيد وصرف عليها ملايين الليرات ذهبت أدراج الرياح وفي النهاية استيقظنا على كابوس مزعج وهو أن كرتنا ليست بخير وأن الداء قد استفحل ولابد من استئصال..
ونسجل للسادة رئيس وأعضاء اتحاد اللعبة أيضاً تحديهم للإجماع الشعبي والرسمي إن صح التعبير بأن اتحادهم فاشل وهو غير قادر على أن يلبي الطموحات التي بقيت مجرد طموحات ونحن نعيش قرن الفضاء والمعلوماتية.. وأتمنى أن أكون مخطئاً في هذا الأمر لكني أتحدى اتحادنا القوي أن يعثر على اثنين في سورية كلها يتفقان على أن في هذا الاتحاد أمل والذي حصل يمكن أن يحصل في أي ركن من أركان المعمورة.
أيها السادة نحن ندرك مثلما يدرك كل عاقل أن الخسارات تحصل للبرازيل مثلما تحصل لجزر المالديف وأن الاقتصاد من البطولات أمر وارد وإلا لماذا تقام البطولات إذا كانت نتائجها معروفة سلفاً ولكن هناك من يمتلك استراتيجية للعبة في بلادها فهو ربما ينطلق من الخسارة نحو الفوز ومن الإخفاق نحو الانتصارات فما هي استراتيجيتنا أيها السادة..هل هي المحافظة على الإخفاق والمحافظة على المقاعد الاتحادية لضمان مواصلة حضور البطولات الخارجية للمشاركة في الولائم التي تقام على هامشها والمساهمة في إلقاء الخطب الرنانة التي لا يسمعها أحد وكذلك القيام بالتصفيق بعد كل كلمة يلقيها مسؤول في الاتحاد العربي أو الآسيوي أو غيره لكسب وده من أجل الحصول على امتيازات فردية جديدة.
لا أيها السادة فقد كان حري بكم أن تستقيلوا بعد الخيبة والخروج المؤلم من تصفيات كأس العالم وبعد التصريح الإذاعي لحارس المنتخب إبراهيم عالمة الذي كشف عن كمية فساد غير مسبوقة اجتاحت الكرة السورية وكلفتها خسارة مئات الملايين من الليرات فضلاً عن تجاوزات غريبة وعجيبة الشكل والمضمون. وحتى إن كانت لديكم مشاريع مستقبلية لأن ما حصل ويحصل على ساحة هذا الاتحاد مسح كل القليل القليل الذي قدمتموه للعبة سابقاً وما يدور في الكواليس في البحث عن بديل كان رسالة مفتوحة لكل واحد منكم بأن القيادة الرياضية مثلها مثل الشارع الرياضي بكل مفاصله غير راغبة في استمراركم بهذه المهمة.
ومع ذلك فقد صمد اتحادكم الفذ فهنيئاً لكم الحفاظ على كراسيكم وإلى مزيد من التخبط والقرارات الارتجالية..؟!