إلى متى.. إدمان الفشل!!.. بقلم: صفوان الهندي

إلى متى.. إدمان الفشل!!.. بقلم: صفوان الهندي

تحليل وآراء

الأربعاء، ١٣ أبريل ٢٠٢٢

لسنا على عجلة من أمرنا مع أن الوقت تأخر كثيراً لكن مازال يعطينا الفرصة للبداية والانطلاق والوصول, قد يكون من المخجل بعض الشيء أن نتحدث عن محو أمية كروية موجودة ولكن مجرد الاعتراف بوجودها يشير إلى النية لتجاوزها.
وقد يكون من المخجل بعض الشيء أن نتحدث في عام 2022 عن انطلاقة كروية تبدأ من الصفر لأن السؤال المر: ماذا قطفنا وحصدنا لقاء كل ماصرفناه ودفعناه وبأي حق يجرؤ أي اتحاد كروي على القول بأن كرتنا بحاجة لهذه البداية وهي كذلك؟
تراكمات كرتنا في السنوات الماضية كلها كانت كمية ولم تشكل أي إضافات فنية متميزة فلم يخط منتخبنا الأول أي خطوة زيادة عن منتخب الثمانينات بل على العكس حدثت خطوات عكسية ففي عام 1986 طرقنا أبواب كاس العالم في المكسيك وكدنا ندخلها مع أننا واجهنا منتخبات في عزّ زهوتها كالكويت والبحرين والعراق بينما في عام 2022 نخسر مع منتخبات مغمورة في عالم الكرة. 
لا نسوق هذه المقدمة لنبرهن على مراوحة كرتنا في مكانها فهذه المسألة لا تحمل معها أي شطارة لأنها حقيقية ومسلمة ولكن لنتساءل عن مطالب بدفع فاتورة هذه السنين الطويلة؟
اشتهينا ولو مرة واحدة أن تهدينا الكرة السورية الفرح الذي ننتظره بالتأهل لكأس العالم.. واشتهينا مرة أن يعوضنا الأداء عن مرارة الخسارة.. هذه هي حالنا الكروية التي هزتنا مرات ومرات وأخرها الخروج المخيب للآمال من تصفيات كأس العالم 2022.
إنّ مأساة الكرة السورية التي تُصنف بعض أنديتها بأنها جيدة هي على مستوى المنتخب الأول قد أدمنت الفشل ومرد ذلك يعود إلى النظام الكروي الذي عجز حتى الآن عن استحداث الوسائل التي تساعد على النهوض والتطوير بما يحقق التوازن المطلوب وفي عدم تمكنه رغم الوقت الوفير الذي كان في صالحه من الحصول على مدرب محلي أو خارجي يحقق الاستقرار للمنتخب.
وإزاء هذه الحالة المرضية المزمنة من عدم الاستقرار، وغياب الإلهام في اتخاذ القرار الجريء.. واللامبالاة في كسب الوقت ومسابقة الزمن في اللحاق بالآخرين كان من الطبيعي أن تدفع الكرة السورية ثمن السياسة الخاطئة التي انتهجت في التأجيل المستمر للمستجدات وفي التعاقد مع المدربين العرب والأجانب المشاهير والتعامل مع المدربين الوطنيين! فإلى متى سيستمر إدمان الفشل.. أليس هناك من علاج يُصلح الحال ويعيدنا إلى الواجهة؟