أكتوبر الوردي.. بقلم: سوسن دهنيم

أكتوبر الوردي.. بقلم: سوسن دهنيم

تحليل وآراء

الجمعة، ١٤ أكتوبر ٢٠٢٢

شهر أكتوبر وردي، ليس لأنه الشهر المخصص للتوعية بسرطان الثدي وحسب؛ بل لأنه شهر المبادرات الجميلة، ففيه «اليوم الدولي للمسنين» الذي أقرته الأمم المتحدة ليكون في الأول من أكتوبر؛ وذلك للفت الانتباه للصورة النمطية لكبار السن والشيخوخة وكل ما يرتبط بتمكين المسنين ومواجهة التحديات التي تقف أمامهم. كما يعد الثاني منه «اليوم الدولي للموسيقى»، ومن منا لا يحب الموسيقى، ولا يصدق مدى تأثيرها الإيجابي في النفس والروح قبل القلب والجسد. 
وفيه «اليوم العالمي للطفولة»، و«يوم المعلم الدولي»، وكيف لا نحتفل به وهو يوم لصانعي المستقبل ومربي الأجيال وأساس كل حياة وظيفية وعلمية واجتماعية؟ كيف لا والمعلم متى صلح يصلح معه جيل كامل وتبنى به الأمة؟ 
كما يصادف الخامس عشر من أكتوبر «اليوم الدولي للعصا البيضاء»، وفيه تحتفل الدول والمؤسسات الرسمية والأهلية بالعصا البيضاء رفيقة المكفوفين، وتقام فيه المسيرات التي يمشي فيها المبصر يداً بيد مع الكفيف باستخدام عصاه، وفيه تذكير بأن الكفيف جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع بكل ما يحتويه من أطياف، وبأنه قادر على القيادة من غير حاجة إلى أحد سوى بصيرته. 
ولأن الاهتمام بالصحة أساس كل شيء سليم، كان من المهم التوعية بكل المخاطر الصحية التي قد يصاب بها المرء في حياته، فخصص أكتوبر شهراً للتوعية بسرطان الثدي، فيه تقام الأنشطة الفاعلة والمهمة، للترويج لضرورة الفحص الدوري للنساء، وطرق مقاومة هذا المرض، كما تقام فيه المحاضرات والندوات، للتعريف بكيفية التعامل مع المصابات بسرطان الثدي، وكيفية دعمهن ودعم أسرهن، لمواصلة مسيرة العلاج التي تتطلب الكثير من الهمة والشجاعة والصبر والألم. 
نعرف جيداً أن الكلمات تقف عاجزة أمام امرأة تتعرض لكل الألم الجسدي الذي يصحب جلسات العلاج الكيماوي، وكل الألم النفسي الذي يصاحب هذه الرحلة بكل مراحلها بدءاً من اكتشاف المرض مروراً بالاحتمالات والسيناريوهات التي ترسم في مخيلة المريضة وأهلها، وصولاً إلى مرحلة العلاج التي قد تتضمن بتر هذا الجزء من الجسم، وترميم المنطقة، وكل ما يترتب عليها من إشعاعات وعلاجات. 
كثيرات أصبن بالمرض، وكثيرات كن خير عون لزميلاتهن من خلال قدرتهن على الصبر ونقل التجربة بشكلها الإيجابي لكل من تحتاج إلى سماعها.