يد أميركا الخفية!.. بقلم: هديل علي

يد أميركا الخفية!.. بقلم: هديل علي

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١ نوفمبر ٢٠٢٢

على غرار ما حدث من استهداف خطي «السيل الشمالي» لنقل الغاز الروسي نحو ألمانيا، يحدث الآن في الممر الآمن لتصدير الحبوب في البحر الأسود، وعلى مبدأ فتش عن المستفيد، تذهب الأنظار إلى واشنطن التي أضحت كالمنشار في الذهاب والإياب بكل ما يتعلق بالأزمات العالمية.
فكما استفادت الولايات المتحدة من أزمة الطاقة، هي المستفيد حكماً من أزمة الغذاء الناتجة عن إفشال اتفاق اسطنبول لتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية، والدليل على ذلك هو إعلان شركة النفط الأميركية العملاقة «إكسون موبيل» تسجيل أرباح ربع سنوية قياسية، خلال ثلاثة الأشهر المنتهية مستفيدة من الارتفاع الكبير في الأسعار العالمية.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية فإن الشركة الأميركية ذكرت أنها ربحت أكثر مما توقعه المحللون بـ4 مليارات دولار، وأيضاً شركة النفط الأميركية «شيفرون» أعلنت بدورها عن أرباح ربع سنوية قدرها 11.2 مليار دولار، وهي ثاني أعلى أرباح لها على الإطلاق، لتلحق بها شركة «شل» البريطانية و«توتال إنرجيز» الفرنسية.
والطريق إلى أزمة غذاء يحقق فيها الغرب ومن ورائه الولايات المتحدة الأميركية أرباحاً إضافية، باتت سالكة بمجرد إفشال اتفاق تصدير الحبوب، عبر استهداف أسطول البحر الأسود الروسي الذي يحمي الممرات الآمنة لمرور سفن الحبوب، وهو ما كشفته موسكو وبالدلائل الدامغة عن تورط بريطاني أوكراني كندي بالهجوم، حيث قالت وزارة الدفاع الروسية: إن المختصين عثروا على شظايا المسيرات البحرية التي هاجمت سفن تابعة لأسطول البحر الأسود وسفن مدنية بالقرب من مدينة سيفاستوبول تحت قيادة بريطانيين، وتبين وجود وحدات ملاحة كندية الصنع مثبتة على تلك المسيرات البحرية، وبناء على نتائج استعادة المعلومات المقروءة من ذاكرة مستقبل الملاحة، تبين أن إطلاق المسيرات البحرية تم من الساحل بالقرب من مدينة أوديسا، وبعد ذلك تحركت المسيرات البحرية على طول المنطقة الأمنية لـ«ممر الحبوب»، وبعدها غيرت المسار في اتجاه قاعدة السفن الروسية في سيفاستوبول، وفي الوقت نفسه، تشير إحداثيات حركة إحدى المسيرات البحرية إلى نقطة الانطلاق في المنطقة البحرية للمنطقة الأمنية لـ«ممر الحبوب» في البحر الأسود، ووفقاً للخبراء فإن الإطلاق تم من متن إحدى السفن المدنية «المستأجرة من كييف أو رعاتها الغربيين لتصدير المنتجات الزراعية من الموانئ البحرية في أوكرانيا».
مما لاشك فيه أن المستفيد من أزمتي الطاقة والغذاء في العالم هي الشركات الغربية والأميركية العابرة للقارات والتي تتحكم بسياسات دول بأكملها، ولكن إلى متى ستبقى السياسات الغربية تتحكم بمصائر شعوب العالم؟ وهل هناك رادع للجم أطماعها؟ أم إن الأمر يحتاج لإرساء قواعد النظام العالمي الجديد الذي سيخلص تلك الشعوب من الهيمنة والتسلط الغربي؟