هل الحمل الكاذب كاذباً ؟وهل الاكتئاب هو من أهم العوامل التي تدفع المرأة للإحساس بهذا النوع من الحمل..؟

هل الحمل الكاذب كاذباً ؟وهل الاكتئاب هو من أهم العوامل التي تدفع المرأة للإحساس بهذا النوع من الحمل..؟

الأزمنة

السبت، ١٠ أبريل ٢٠١٠

وهم يسيطر على المرأة الراغبة والمتعطشة للحمل، نسبة حدوثه في المجتمعات الغربية كثيرة، بينما في مجتمعاتنا قليلة.. ولكنه يحدث رغم قلته، ويسبب آثاراً نفسية، والاكتئاب هو من أهم العوامل التي تدفع المرأة للإحساس بهذا النوع من الحمل..
أعراضه هي نفس أعراض الحمل الطبيعي من الوحام إلى تضخم الثديين..
ليس مرضاً عضوياً، بل يصبح مرضاً نفسياً إذا تفاقم الإحساس به، وخصوصاً إذا لم يتفهم الزوج ذلك، ولم يراع أحاسيس زوجته ومشاعرها، والأسوأ في هذه المشكلة إذا كان هو ومن حوله المصدر المحرّض لهذه المشكلة..
عن هذه الحالة، وعن كل ما يتعلق بها من أسباب وعلاج، بما فيها دور الزوج الكبير والهام لمساعدة زوجته للتخلص منها.. سيحدثنا الدكتور سليم رجب الاستشاري بالجراحة النسائية والتنظيرية والتوليد والعقم، وأطفال الأنابيب من جامعات فرنسا..
*- ما هو الحمل الكاذب؟
- هو حالة نفسية عضوية تتظاهر بأعراض الحمل، ولكن أعراضاً غير كاملة، غير أن المرأة تحس بالتعب والإعياء وأعراض الوحام، وأعراض حس حركة في البطن، وهي تنتج غالباً عن حركة الأمعاء..
*- وما هي أسبابه؟ 
- أسبابه هي رغبة المرأة الشديدة بالحمل لحاجتها الملحة إليه، وخاصة المرأة التي تقدمت بها سنوات العمر، وتكون بحاجة ماسة لإنجاب طفل ورغبة في الأمومة، أو من بعض النساء اللواتي - في محيطها - قد حملن وبدأن يتحدثن ويشرحن عن معاناتهن من الحمل، فتحس المرأة لا شعورياً بالأعراض التي تسمع عنها.
*- هل هو مرض عضوي أم نفسي؟
- الحمل الكاذب ليس مرضاً عضوياً، ولكن يمكن تصنيفه من ضمن الأمراض النفسية، حيث أن بعض الأمراض النفسية توهم المرأة نفسها بأنها حامل وأنها ستواجه خطراً ما من حملها..
*- هل هو مرض قديم؟
- أجل.. منذ القدم، وعلى مرّ العصور، فقد أحسّت به الكثير من النساء وخاصة اللواتي كنّ متزوجات من رجال مرموقين كالحكام والقادة ولا ينجبن الأطفال لوراثة العرش..
*- ما أعراضه.. وهل هي مشابهة للحمل الطبيعي؟
- الوهن والإعياء والغثيان، وهي كأعراض الوحام تماماً، وحس تضخم الثديين، واضطراب الدورة الشهرية، فتأتي لوقت قصير ومحدد، فتظهر وكأنها نزف بسيط طارئ.
*- هل تحس بأعراض مخاض؟
- طبعاً، لا تصل السيدة إلى مرحلة المخاض والتي هي مرحلة معقدة وتتطلب وجود جنين في الرحم وهرمونات كثيرة تفرز من الأغشية المحيطة بالجنين وغدة المشيمة أو التي تسمى بالخلاص.
*- ما هي الفحوصات اللازمة لتأكيد الحمل أو لنفيه؟
- اختبار الحمل هو قياس دموي لهرمون يزداد في الدم وينتج عن الزغابات المشيمية ويسمى هرمون بيتا HCG، والذي يتم قياسه عن طريق سحب الدم، ويعطي قيماً رقمية، تعطي هذه القيم تصوراً عن حالة الجنين الصحية، وتقدم نموه، ولكن يوجد فحص آخر يتم عن طريق فحص البول، والذي يظهر إيجابياً بعد 3-4 أسابيع من الإلقاح وهو عبارة عن قطعة كرتونية بحجم وطول عود الكبريت، وعليها مواد تتفاعل مع بيتا 1 HCG، فتُظهر خطاً أحمر واحداً في حالة سلبية الحمل، وتظهر خطين في حال حصول الحمل أي إيجابي.
*- كم تبلغ فترة الحمل لدى المرأة؟
- تبلغ فترة الحمل لدى المرأة منذ اليوم الأول للإلقاح حوالي 38 أسبوعاً أو أربعين أسبوعاً اعتباراً من أول يوم لآخر دورة. وبالطبع يكون الجنين تامَّ النمو قبل نهاية هذه الفترة بثلاثة أسابيع، حيث إذا تمت الولادة خلالها لا حاجة لإنضاج الرئتين بإعطاء الكورتيزون أو وضع الطفل في الحاضنة.
*- هل يخلّف آثاراً نفسية خطيرة؟
- الآثار النفسية متوسطة حيث تؤثر خيبة الأمل إلى اضطراب الحالة النفسية وتحس بشعور فقدان الطفل.
*- قيل بأن الوهم بالحمل الكاذب يسيطر على المرأة.. متى وكيف؟
- في حال تمسك المرأة بشعور الحمل، وإيقانها به تماماً، فإنه يلازمها ويسيطر عليها بشكل كامل، ويصبح التخلص منه صعباً جداً، وحتى إذا تم إجراء التحاليل، وثبت أنه لا يوجد حمل، تبقى المرأة متمسكة بقناعاتها بأنها حامل، وتطلب استشارات عدد من الأطباء، وكلما أكد لها الطبيب أنه لا يوجد حمل تراجع غيره.
*- وهل للاكتئاب دور في هذا الشعور؟
- الاكتئاب هو الذي يدفع المرأة لتحس بأحاسيس ومشاعر غير طبيعية، ومنها الإحساس بالحمل غير الموجود.
*- هل تكون بحاجة إلى علاج نفسي للتخلص من هذا الوهم؟
- بالطبع.. هي بحاجة للدعم النفسي من قبل المحيطين بها وليست بحاجة لمعالجة نفسية متخصصة من قبل أطباء أو مرشدين نفسيين، بل بحاجة فقط للتفهم من قبل الزوج والأقارب لمساعدتها على التخلص من هذه الأحاسيس..
*- وما دور الزوج في خلق الشعور.. وما دوره بالعلاج؟
- يلعب الزوج دوراً أساسياً في حدوث هذه الحالة بسبب إصراره على الإنجاب وكثرة ولعه بالأطفال وجمعه لألعابهم، وشرائه جميع ما يستجد من كتيبات وصور تتعلق بهم، لذلك على الزوج أن لا يضغط نفسياً على زوجته، ولا يظهر كثرة حرصه بالحصول عليهم، وأن يجعل نفسه غير مهتم بالإنجاب، وعليه إخفاء مشاعره، وجعلها داخلية..
*- ما نسبة حدوثه؟
- نسبة حدوثه في مجتمعنا ليست كثيرة، ولكن موجودة بكثرة في المجتمعات الغربية، حيث تتأخر هناك المرأة في الزواج، وباتخاذ قرار إنجاب طفل، وعندما تخطط لذلك، ولا يحصل الحمل بالسرعة المطلوبة التي تريدها يحصل الجنون الهستيري بالحمل لديها، فهي بحاجة لوجود طفل قبل حدوث أي طارئ كالانفصال، الذي يجري بكثرة ولأسباب تافهة وهو شائع جداً عندهم..
*- والعلاج كيف يكون؟
- علاجه كما ذكرنا ونوّهنا سابقاً بأنه يعتمد على العلاج النفسي والعاطفي، وعلى الزوج طمأنة الزوجة وإشعارها بأنه باقٍ إلى جانبها، ولن يتخلى عنها إذا لم تحمل وتنجب له أطفالاً..
*- في الغرب كان هناك ادعاء بالحمل من قبل رجل إفريقي بعد معاشرة شاذة.. فهل هناك حمل كاذب لدى الرجال؟
- الفراغ الروحي الشديد عامل أساسي في حدوث حالات الأمراض النفسية وحالة الإحساس بالحمل التي ذكرت سابقاً، فقد حصلت ولكن بقيت قليلة ومعدودة، ولكن إحساس الشعور بالحمل يحدث لدى بعض الرجال الذين حولوا جنسهم باستئصال الأعضاء التناسلية الذكرية، وتناولوا الأدوية الهرمونية الأنثوية، ويصبح شكلهم قريباً جداً لشكل المرأة من كبر الأثداء ونعومة الجلد والشعر الطويل، وهم يحاولون تقليد المرأة بطريقة مشيها وكلامها وطريقة تفكيرها، وأحياناً يتعدى ذلك للإحساس بالحمل لأنهم يفتقدونه، وبالتأكيد هذه العيِّنة من الناس غير موجودة في مجتمعاتنا.
*- بماذا تنصح المرأة التي أحسّت بأعراض الحمل؟
- ما يهم دائماً أنه في حالة تأخر الدورة لأكثر من بضعة أيام يجب فوراً مراجعة الطبيب لتتبع الحمل أو على الأقل إجراء اختبار الحمل في المنزل للتأكد من وجود حمل، وفي حال وجوده يجب التأكد بالإيكوغرافي، بأن الحمل ضمن جوف الرحم خوفاً من حدوث حالات الحمل خارج الرحم والتي يكون فيها الحمل على الأمعاء أو في البوقين ويؤدي كبر الجنين لحدوث نزف صاعق ونتائج كارثية. لذلك ننصح جميع السيدات ضمن النشاط التناسلي، والمتزوجات بمراجعة الطبيب المختص، وإجراء الاختبارات فوراً، وعدم التأخر، لأنه في حالات كثيرة هذا التأخر أدى لنتائج لا تحمد عقباها.
*- هل هناك أدوية أو إرشادات يجب اتباعها قبل التفكير بالحمل؟
- يجب على المرأة التي قررت الحمل أن تتناول حبوب الفوليك أسيد وقائياً قبل الحمل، وذلك لمنع تشوهات الطفل في حالة كانت المرأة ليس لديها احتياطي من الفيتامين في جسمها. ويجب على المرأة أن لا تحمل فوراً بعد إيقاف حبوب مانع الحمل الهرموني، بل يجب أن تترك مهلة ما بين الإيقاف والحمل حوالي ستة أشهر، وذلك لمنع حالات تشوهات الأنبوب العصبي لدى الطفل..
وفاء حيدر