الأخبار |
الرئيس الأسد: الحرب على سورية أثبتت أن الغرب لن يتغير وكل ما يفعله يتناقض مع مبادئه الإنسانية المزيفة  الرئيس الأسد لأعضاء الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية: ليس المطلوب أن نكون أصحاب فكر واحد أو توجه واحد، لكن المهم أن نلتقي بالهدف النهائي  رائحة القمامة "تغزو" العاصمة الفرنسية باريس..  مقتل 9 من مسلحي الميليشيات بتحطم طائرتين في إقليم كردستان العراق … إطلاق نار في محيط سجن الرقة الذي يضم دواعش ويخضع لسيطرة «قسد»  في خطوة تسبق إلغاء المعتمدين … «التموين» تختار 65 مكاناً لتوزيع الخبز في دمشق  تجدد الاحتجاجات ضد نتنياهو .. وغانتس: "إسرائيل" على شفير حرب داخلية  الشيخة فاطمة بنت مبارك تستقبل السيدة أسماء الأسد واللقاء يتناول التعاون في المجال الإنساني  بوتين: مستقبل عملية السلام في أوكرانيا مرتبط بالاستعداد لمحادثة جادة وتقبل الحقائق الجيوسياسية  الرئيس الصيني: العلاقات الروسية الصينية صامدة بقوة وسيتم تعزيزها  عملاء الموساد اغتالوا قيادياً في «الجهاد» بريف دمشق  ماذا عن الأسعار في الشهر الفضيل؟ … تجارة دمشق: الأسعار ترتفع قبل رمضان وتنخفض بعد الأسبوع الأول  بسبب الزلزال.. مواقع أثرية ومبانٍ خطرة بحماة معرضة للانهيار … تصدعات في مبانٍ تشكل خطراً على السكان والسلامة العامة  شي في موسكو «وسيطاً»: ولّى زمن الانكفاء  منعطف 2003: الانحدار الأميركي بدأ في العراق  نتنياهو يدعو إلى قمع المتظاهرين ضده ومواجهة العصيان داخل الجيش  لا تحمل العالم على ظهرك!.. بقلم: رشاد أبو داود     

افتتاحية الأزمنة

2022-11-01 17:00:17  |  الأرشيف

شبكات التواصل

تأثيرها في البيئة الاجتماعية مثير، وأغلب الناس غافلون عن أهدافها، لذلك أخذت آثارها بشكل واضح وجلي على معاملات الناس لبعضهم في أرجاء المعمورة، ولم يقتصر الأمر اختراقها للأخلاق العامة والخاصة، بل تعدّى تأثيرها في البيئات المحيطة بشكل لا يمكن تخيّله، وليس السبب الهواتف المحمولة، إنما يكمن في المعلومات التي يستهلكها كل فرد من هذا العالم، من خلال منصات شبكات التواصل الاجتماعي التي هيمنت على العقول عبر فيسبوك وتويتر، حيث تضخ كماً هائلاً من الأكاذيب، وتنتشر كالنار في الهشيم، لتعبث بالمعلومات الدقيقة، فما تقدمه من إثارة ضمن المحتوى لا يحمل الدقة، وهو مضلل في الأساس، لأن غايته كذلك، وتكمن في خلق التفاعل الذي يجذب للمشاركة، والأهداف دائماً تحقيق الربح السريع مع ضخ سريع ومتغيّر للمعلومات، تتناسب مع ميول الأفراد والأيديولوجية والسياسة الدينية والجنسية والثقافية، هذه الشبكات التي تشعر مريديها بأنها تتوافق مع اهتماماتهم ومصالحهم وأحلامهم وآمالهم، كما أنها تشعرهم بأنهم ليسوا بمفردهم، وبهذا تحقق هذه الشبكات أهم غاية لها، ألا وهي إغراق الحقيقة إلى أعمق مدى، بحيث لا يطولها إلا الباحثون عن الاهتمام بها.

إن تحقيق أكبر ضخ للكذب على هذه الشبكات يأخذ بالناس لعدم تصديق أي شيء أو أي أحد، ما يؤدي إلى الابتعاد عن الحياة الاجتماعية والسياسية ونمو الفردية التي تهدم الفكر الاقتصادي البنائي، وإلى النظر في المستقبل على أنه ماضٍ نرويه بوجوه متجددة لا أكثر ولا أقل، وهذا ما يشعرنا بأننا لا نملك خيارات انهياراتنا أمام ما نعتقده بأننا نحرز تقدمات، وما هي إلا حالات من الترفيه الغبي، حيث التخلف يتجلى على الاستثارة أمام ما تظهره من عناصر جاذبة للحياة. والوقائع تشير إلى أن أدمغة البشر في حالة انهيار، وهي تائهة بين البحث عن التعميم وسبل خلاصها من الجحيم، فالذي تمارسه البشرية اليوم ما هو إلا تسارع في خلق العداوات، والكل غدا أعداء، ولم تعد هناك صداقات على الأرض، ولا على القمة، بل تنازعات أنهت كل ما هو إيجابي، وظهر الإنسان عارياً، لأنه المخلوق الوحيد الذي يخجل، لأنه الوحيد الذي يفعل ما يُخجل من هذا الذي أخوض غماره.

 أقول: بدأت التأثيرات الأكثر تآكلاً لشبكات التواصل الاجتماعي تبدو تماماً مثل ما توقعه الناقد الثقافي "نيل بوستمان" منذ ما يقرب من أربعة عقود في كتابه التاريخي بعنوان: "تسلية أنفسنا حتى الموت"، فقد لاحظ أن المجتمعات والأسر المكونة لها لم تعد تتحدث إلى بعضها بعضاً، لم يعودوا لتبادل الأفكار، ولا اكتساب النصائح، ولا الاستماع لبعضهم، بل هم يتبادلون الصور والمشاهير والإعلانات والنكات والقصص الفارغة، وأنا أضيف: تجد الأسرة الواحدة متفرقة في المنزل الواحد، وكلٌّ منشغل على الشبكة دون البث ببنت شفة.

إن هذه الشبكات وعلى الرغم من أهمية إسهامها في التواصل وعلى الصعد كافة، إلا أنها في الوقت ذاته تشكل أيضاً أرضاً خصبة للتطرف اليميني واليساري، وإشعال جذوات الطائفية والمذهبية والصراع بين الدول والأديان بعد التجسس على أفكارها ومنطلقاتهم النظرية والعملية.

 مقدرة هذه الوسائط هائلة، تخترق الخاص، وتتنصت، وتبتز، وتنهي برامج، وتزرع ما تريده، إن الملاحظات عليها كثيرة ومثيرة للقلق، لأنها غدت هائلة السيطرة على العقل البشري، وضخمة في معلوماتها المضلة والمؤثرة، وهناك البعض ممن يقول: إن مشاكل هذه الشبكات عابرة، لأنها حديثة العهد، وتعزي السبب إلى إساءة استخدام أدواتها من المتمردين والديماغوجيين وقليلي الخبرة والعبرة، وإن تقييم مخاطرها يحتاج إلى ضوابط يتم العمل عليها، ليس فقط من مديرها، وإنما ضمن الدول التي يستخدم مواطنوها هذه الشبكات، مثل إنجاز قوانين تنظيم العلاقة بين أفرداها والدولة.

إن الانسان مستخدم لهذه الوسائط هو هدفي من كل ما خططته حول هذه الوسائط لأنه هو الفاعل والمتفاعل وهو المستفيد من كل هذه التكنولوجيا التي أدعوه لفهم إمكاناتها واختياره ما يفيده منها ويحسن من نشاطه المتعدد الجوانب لذلك أجد أن السعي وراء ايصاله للتفاعل الصحيح هو الغاية من كل ذلك.    

د. نبيل طعمة

 

عدد القراءات : 431890



هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

اكتب الرقم : *
 

 
 
التصويت
هل تؤدي الصواريخ الأمريكية وأسلحة الناتو المقدمة لأوكرانيا إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة؟
 
تصفح مجلة الأزمنة كاملة
عدد القراءات: 3573
العدد: 486
2018-08-06
 
Powered by SyrianMonster Web Service Provider - all rights reserved 2023