الأخبار |
الرئيس الأسد: الحرب على سورية أثبتت أن الغرب لن يتغير وكل ما يفعله يتناقض مع مبادئه الإنسانية المزيفة  الرئيس الأسد لأعضاء الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية: ليس المطلوب أن نكون أصحاب فكر واحد أو توجه واحد، لكن المهم أن نلتقي بالهدف النهائي  رائحة القمامة "تغزو" العاصمة الفرنسية باريس..  مقتل 9 من مسلحي الميليشيات بتحطم طائرتين في إقليم كردستان العراق … إطلاق نار في محيط سجن الرقة الذي يضم دواعش ويخضع لسيطرة «قسد»  في خطوة تسبق إلغاء المعتمدين … «التموين» تختار 65 مكاناً لتوزيع الخبز في دمشق  تجدد الاحتجاجات ضد نتنياهو .. وغانتس: "إسرائيل" على شفير حرب داخلية  الشيخة فاطمة بنت مبارك تستقبل السيدة أسماء الأسد واللقاء يتناول التعاون في المجال الإنساني  بوتين: مستقبل عملية السلام في أوكرانيا مرتبط بالاستعداد لمحادثة جادة وتقبل الحقائق الجيوسياسية  الرئيس الصيني: العلاقات الروسية الصينية صامدة بقوة وسيتم تعزيزها  عملاء الموساد اغتالوا قيادياً في «الجهاد» بريف دمشق  ماذا عن الأسعار في الشهر الفضيل؟ … تجارة دمشق: الأسعار ترتفع قبل رمضان وتنخفض بعد الأسبوع الأول  بسبب الزلزال.. مواقع أثرية ومبانٍ خطرة بحماة معرضة للانهيار … تصدعات في مبانٍ تشكل خطراً على السكان والسلامة العامة  شي في موسكو «وسيطاً»: ولّى زمن الانكفاء  منعطف 2003: الانحدار الأميركي بدأ في العراق  نتنياهو يدعو إلى قمع المتظاهرين ضده ومواجهة العصيان داخل الجيش  لا تحمل العالم على ظهرك!.. بقلم: رشاد أبو داود     

افتتاحية الأزمنة

2023-01-31 16:53:48  |  الأرشيف

يتوافر الآن

الأسئلة بين العامة والخاصة منتشرة، هل الوضع جيد؟ المؤشرات تقول: إنه آت، الحاضر ممتلئ بالصبر المؤلم، والبحث جار عن مكملات الاستمرار، المسافة غير محددة، الفجأة والمرض والخطيئة تأخذ من المنتظرين، الفاشلون ينتحبون، الفاسدون منتعشون، المدّعون منتشرون، المنافقون يتاجرون في كل شيء، ضئيل من يقوم بواجبه على أكمل وجه، والأكثرية إن عملت فإنها لا تجيد أسس العمل، "لأنها تحتاج إلى تعميق المهارات" والإخلاص لتسريع الوصول إلى الخلاص.

 في المشهد الأغلبية تعمل بالغش والخداع والمكر، والغاية الحصول على أكبر قدر من المكاسب المادية واللا مادية، برأيهم إن الانتهاز شطارة، والتمرّس فيه مهارة.

 أسَّس الأمويون الدولة السياسية تحت سقف الإسلام، الذي هُذّب في دمشق الشام، فأوجدوا الولاة والخزنة والسفراء والقادة، وراقبوا من بعيد وعن قرب المنشغلين بجمع المال والمعتدين على أقوات الناس، وبعد حين كانوا يحضرونهم، يعرونهم، ثم يدفعون بهم للسير على مساحة من الجمر في حفرة كبيرة، دون القدرة على الخروج منها إلى أن يعترفوا بمكان إخفائهم للجرار الممتلئة بالذهب، وما جنوه من مال وعقار، وعندما يعترفون يدعون لهم القليل، ويتركونهم. واستمر الحال كذلك مع العباسيين بعد انتقال الولاية إليهم، ومن ثم إلى العثمانيين الذين كانوا بعد أن يحصلوا على كل شيء منهم يأخذونهم ويربطونهم بالأثقال، ثم يرمون بهم في البوسفور على البحر الأسود، كي لا يظهروا من جديد على السطح.

متوافر الآن كل شيء، وكل ما يخطر على البال، وما لا يخطر، الإشارة إلى الخطأ تحت سلطة النظام حقٌّ وحاجة وواجب وضرورة، والنتائج محسومة لمصلحة الانضباط الذي يجب أن يسيطر على أي انفلات، ودقيق أن نتحدث عن أن الأزمات والحروب، تكون نتائج لتراكمات منها الظاهر وأكثرها خفي، لأنها تحدث التفاجؤ والاضطراب عندما يكون غافلاً عنها، كما يحدث مع البطل الذي يؤخذ على حين غرة، حيث تجري استباحته لحين استعادته لقدراته وطاقاته، فوجود الشر في المكان الذي ينتشر فيه الخير يعني الدعوة منه لاستئصاله بدلاً من إصلاحه، فالذي يتلاعب بالصدق والحب، ويتقن الكذب والنفاق، ويلتحق بأقدام الطامعين والغزاة، لا بدَّ أن يخضع للعقاب الطبيعي أو الاصطناعي.

 نحن لا نعالج الماضي المثير بما فيه، ولا ننحصر ضمن مجرياته، بل نعالجه بالعيش في الحاضر، ويكون ذلك بالتدقيق فيه، فلا يمكن التقدم إلى الأمام بالجلوس وتأمل الأطلال أو استحضارها من دون مراجعة أو تدقيق أو حساب.

 متوافر الآن كل أنواع الحروب التي تؤدي إلى الفقر والدمار والموت، يحدث هذا من أجل الأوطان، أم من أجل الرفاق والأصدقاء؟ أم من أجل الأفكار الخبيثة أو الخلاقة؟ هل يمكن للإنسان أن يقاتل بغير أدوات القتل؟ أم إن أي صراع يؤدي إلى القتل بشكل أو بآخر من مبدأ من لم يمت بالسيف مات بغيرة؟

 كل شيء متوافر إلا الإنسانية، والخشية من أن نخطئ بحق من نحب؛ أنثى، رمز، وطن، للعلم إن الخشية هي أعلى مراتب الحب، لذلك نعمم الخوف والحذر، وبينهما نجد سيطرة قاف قابيل أو قايين المعقدة والمنتشرة والمتوافرة حيث منها تتابعون؟ قوة.. قتل.. قهر.. قمع.. قبر.. قسوة.. قربان.. قماءة.. قوادة.. قمار.. قساوة.. قردة.. قصف.. قذيفة.. قنبلة، بينما هابيل أو هايين فيمثل الهناء والهيام والهرم والهلال وهللويا وهامد وهبوط وهدوء وهواء وهروب...، قتل قابيل هابيل بإرادة تخلصه من الضعف الذي سيتبعه إن سار معه، ومن أجل خلافة السيطرة بعيداً عما نسج عن قربان وشهوة زوجة أخيه أخته التوءم. دققوا معي، إن قتل كلمة عالمية في الإنكليزية "Killing" والكفن "Coffin" والقبر "Grave" وفي الألمانية "Grab" واساسها في العربية الغراب الذي علم قايين دفن رفيقه وكذلك بداية وبناء "Beginning" و "Building" هذا يعني أن اللغة التاريخية مهم استيعاب فهمها بين القاف والكاف والباء.

اللغة هي أساس تواصل العالم وحجرها الرئيس الذي أنجز الحضارات التي نعود إلى فهمها من خلال تفكيك لغاتها واستثمار المعلومات القادمة منها، لذلك نراها اليوم مفقودة، والسبب حضور الاضطراب العالمي على سطح القارات الخمس، فهنا نجد اشتعال النيران، وهناك نجد الجمر تحت الرماد، ميزانيات الدفاع ترتفع وتتضاعف عند الجميع وبشكل مذهل، بدلاً من الاتجاه لتطوير الفكر الإنساني الذي ترتقي به حياة الشعوب التي غدت تعاني الفارق بين الدخل والأجور والبحث عن الغذاء والماء والهواء والوقود.

 متوافر كل شيء إلا الحياة الكريمة الضرورية لاستمرار أخلاق الشعوب، فهل من نهاية لهذا كله؟ وهل سيُكتب تاريخ جديد بعد كل هذا النفاق العالمي؟ أي هل سنشهد عالماً جديداً وفكراً نخرج به من الماضي بكل ما فيه إلى مفهوم أسباب الحياة؟.

د. نبيل طعمة

 

عدد القراءات : 370449



هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

اكتب الرقم : *
 

 
 
التصويت
هل تؤدي الصواريخ الأمريكية وأسلحة الناتو المقدمة لأوكرانيا إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة؟
 
تصفح مجلة الأزمنة كاملة
عدد القراءات: 3573
العدد: 486
2018-08-06
 
Powered by SyrianMonster Web Service Provider - all rights reserved 2023