2023-02-02 10:16:14 | الأرشيف
![]() ذبحتني بيروت... رسائل حب إلى رجل مجهول الإقامة.. مستوحى من الحرب الاهلية سنة 1975- بقلم أيقونة السينما السورية إغراء... |
|||||||||||||
![]() الحلقة : الثانية والعشرون نحن ملكنا بالحب .. مفاتيح هذا العصر حين التقينا أول مرة ... ضمنا صراع كان لا بد منه .. كان صراعاً بين تعبي المعلن .. وبين زهوك المعلن !! وكنت نقيضك .. امرأة يحفر التعب في وجهها خطوطا لا تخطها العين .. صرت أبحث عن تعب مخبأ كالدر في اصداف جسدك .. وصرت تبحث عن زهو مخبأ في نفسي لا يخطئه الحس النقي !! تملكنا الحب .. حين أعلنت تعبك واعلنت زهوي !! صرنا زوجين غيرت السماء شرائعها لتعترف بنا والسماء لا تغير شرائعها إلا للذين يملكون مفاتيح عصرهم !! نحن ملكنا بالحب مفاتيح هذا العصر !! اتساءل اليوم ، وأنت على رأس مائدة دعتك إليها بيروت من دوني !! هل سيأتي زمن نعلن فيه التوبة عن الحب ؟ هل أعود فأسلمك زهوك في حقيبة سفر .. وتعود فتسلمني تعبي واوراقي وصوري وذكرياتي في علبة صغيرة تنام عليها أدراجك اليوم . هل سيأتي زمن تعود فيه رجلاً ، ككل الرجال وأعود فيه امرأة ككل النساء ؟؟! أهيم فوق أسطحة منازل دمشق وفي جوف أقبيتها الرطبة !! أنني أملك جرأة الإجابة .. كما تملك جرأة التوبة عن الحب !! أنا أملك أم أمضي معك ... حتى الرمق الأخير وأنت تملك أن تستريح تحت فيء شجرة !! ومن أجل ذلك فخوفي يندس اليوم بين ذراع تمتد إلى ما أريد !! وإلى تحقيق أماني وأحلام شيه مستحيلة . أنني أريدك نخلة فارعة نشبت في صحراء بلادي من ألف عام !! وستمد ظلالها على صحراء بلادي ألف عام !! أريدك مروحة لحلم جميل قديم .. اتمثله اليوم وهماً وحقيقة ... منى وخيبة ..حلماً وهزيمة. حلم جميل قديم ، تصفو به الرؤية في العيون ... وتستفيق على ضيائه ضمائر الناس حولك !! الناس المقنعة بألف وجه وألف لون وألف معصية وألف غواية .... كان ذلك تعبي يوم عرفتك !! وكان ذلك حلمي يوم عرفتك !! حين عثرت على مخابئ التعب في عينيك الجميلتين قلت : قد يصدق بك الحلم !! ومن أجل ذلك ، فأنا أملك أن أمضي معك حتى الرمق الأخير في سفر طويل .. وأنت تملك ان تستريح تحت فيء شجرة !! ليس الحب لغة للجسد وحده !! وليس الحب لغة لمشاعر الناس وحدها !! إنما الحب ذاك الذي يستطيع أن يجعل من اثنين طاقة خلاقة مبدعة جديدة في الحياة !! بك يكتمل حلمي !! وبي يضاف إلى صدرك وسام جديد ، ما عرفه صدرك قبلي !! وسام تختلط فيه رائحة الأرض ، برائحة الحب والنقاء ... ويمتد فيه عصر قديم جميل استهلك أحلامك .. بعصر جديد يفتح لك ألف باب جديد للحلم !! .. والحرية والسلام والمحبة ... أحرقت نصف عمر من الانتظار والنبوءة والغربة والأوجاع ... انتظر أن نلتقي ، من أجل أن أحبك .. وأسلمك مفاتيح هذا العصر ؟؟؟ وأمد بهذا الحب كف سلطاني على تخوم هذا العصر !! والتقينا .. وأحببتك !! وصارت تحوم هذا العصر تحت أصابعي كحبات الكهرمان !! وها أنت اليوم في مدينة تتقمص الغوايات كلها ... وتسرقك مني !! حبيبي .. هل أحبتك بيروت مثلي ؟ هل أحبتك بيروت حقاً ؟! *** أنك الآن في مدينة تتقمص الغوايات كلها تلتف حول سريرك عشرات الجميلات وعشرات الإغراءات وعشرات الوعود الكاذبة وعشرات الورود والديكورات المبهرة والأنوار الساطعة ... وأنت مبهوراً وسعيداً ومنتشياً ومستسلماً في هذه الانتصارات الزائفة فليكن ما تشاء حبيبي توغل في ملذاتك ومسراتك وعقدك حتى النهاية ...وأرقصوا جمعياً على جراحي وأوجاعي وخيبتي فيك .. *** غداً ... أو بعد غد ... أو بعد ليل طويل لن يشرق فيه صباح ... ستنتهي صلاحيتك في هذا الكرنفال المجنون الصاخب الفاسد ... بعد أن يكونوا قد استهلكوا واستنفذوا جمالك وشبابك ورجولتك وطموحك وأحلامك وصحتك وعافيتك . وسيرمون بك إلى قارعة الطريق بقايا رجلاً شاحباً كئيباً مريضاً مسلولاً تائهاً في ضباب الوحدة والخيبة والضلال والعذاب .. والندم المرير .. لقد ارتكبت خطيئة كبيرة لا تغتفر ؟؟؟ لا تتوقع أن يشفع لك أحد ..... ستسير في نفق مظلم لا بصيص ضوء في آخره .. وربما يأتيك صوتي مدوياً كريح عاتية هادراً كالرعد والبرق صارخاً بقوة كبيرة قد تطرش أذنيك .. هل أحبتك بيروت حقاً ؟؟!! هل أحبتك بيروت مثلي؟؟؟
بقلم إغراء
|
|||||||||||||
| |||||||||||||