2023-02-16 09:03:28 | الأرشيف
![]() ذبحتني بيروت... رسائل حب إلى رجل مجهول الإقامة.. مستوحى من الحرب الاهلية سنة 1975- بقلم أيقونة السينما السورية إغراء... |
|||||||||||||
![]() الحلقة : الرابعة والعشرون وها أنت توقف نبضات قلبي شكراً على لحظات الحب التي وهبتني إياها .. بخريفها وصيفها .. بروعتها وشقائها ... بكرمها وبخلها .. بعظمتها وتفاهتها .. شكراً على الحياة الجميلة التي أنتزعها مني ... شكراً على الموت البطيء الذي غرزته في حياتي .. لقد حاولت جاهدة أن أحول حلمك إلى سعادة .. وحاولت جاهداً أن تحول حلمي إلى عذاب وشقاء طويل ... فشكراً لك .. شكراً لك .. لأنك ذات يوم كنت أجمل أحلامي .. فحاولت وقتها أن أحول حلمي إلى واقع أعيشه .. استقبلتك برفق وحنان ، وخيل إلي أنك تحمل في يدك غصن حب .. وشوق .. وسلام.. حاولت أن أحول حلمي إلى واقع نعيشه معاً مع الابقاء على روعة الحلم ونعومته وانسيابه .. فكنت بواقعي معك ، حريصة على كل كلمة، كل حركة ، كل تصرف ، لأحفظ لحلمي الجميل جماله، وكرامته وكبرياءه .. اتيتني كحلم ... كملاك جميل ظاهر .. ضممتك إلى صدري برقة وفي رأسي عالم من السعادة حاولت أن أبنيه لك بعيداً عن الأحزان .. منحتك كل ما في قلبي من حب وشوق وحنان .. استهوتني رفقتك، وأنست لك ، فجلست قربك خاشعة ، مسحورة ، مبهورة ن بسحر شخصيتك ملأت عيني ورأسي وحواسي، وكنت معطاء كريماً حنوناً .. وبالرغم من كل الحواجز التي تفصل فيما بيننا.. تمكنا معاً من تحطيمها .. بسلاحنا الوحيد، المحبة .. وتعاقنا طويلاً .. مل الليل ... وما مللنا ...!! وإذا كان لا بد للحلم من نهاية ، فقد نسفنا هذه الأكذوبة .. وإذا كان شهريار يقتل عشيقاته عند كل صباح .. فقد قتلنا شهريار .. وقتلنا اسطورته ..!! وكنا نحيا في كل صباح ، وتكبر معنا الأماني الحلوة .. والأحلام الزاهية .. لقد كان حبي لك جارفاً وقوياً .. حتى أصبحت في حياتي الصورة التي اتخيل ، والرجل الذي أريد ... ثم ... ما الذي حدث ؟؟! قد تكون خطيئتي الكبرى .. أنني عندما أهوى أذوب غلى حد الغباء .. والدمار .. قد تكون خطيئتي الكبرى ، أنني عندما أحب لا أطلب إيضاحاً وتفسيراً .. لا أفكر في حساب الربح والخسارة .. أنني أضع كل ممتلكاتي أمام من أحب ... وأمام الحب ... فأنا في نهاية الأمر لست سوى سائحة وحيدة، غريبة ، مجنونة ، كل ثروتي موجودة في عيني الحزينتين .. وابتسامة من أحب !! ومع قناعتي .. بكل هذا .. حملت همومي وصفائي وحبي، وجئت إليك ، جئت إليك عزلاء .. مستسلمة .. وقلت لك : أنني أحبك .. كيف يحدث أنني بعدما أعطيتك كل شيء بدأت تتهرب ، وتتذمر، وتتراجع .. يا إلهي هل كان ما بيننا سراب هل صحيح أن القلب المعطوب لا يتحسس الوجع ؟ هل صحيح أن الشجرات الصغيرات لاتفيدها السقاية ؟؟؟ لقد سقيتك من حبي وحناني ودمائي كثيراً ، ومن عبير الأشواق التي زرعتها في كيانك وفي خلجات فؤادك ؟ يا إلهي .. عبرت مع الأوهام بحراً من الرمل .. فهل أشرب كؤوس الضجر والعذاب والشهيق الأخير وحدي ؟! لقد نفذ صبري هذه الليلة .. ورأسي ما زال محاصراً بك ، فاسمع ما سأقوله لك جيداً .. إياك أن تتصور أنني كنت ألهو معك .. إياك أن تتخيل أنك وجه تسبقه عشرات الوجوه وتجيء بعده عشرات أخرى .. فلا أنا اجيد مهنة الحب المصطنع ولا كنت أظن أنك تتعاطى هذه التجارة ... كل ما في الأمر .. ببساطة .. أنني أحببتك ، فاستسلمت لك .. واعتقدت أن دروس الحب المضيئة التي فرشتها تحت قدميك ستحرق سنوات الهزائم المقنعة التي كنت تحياها .. ولم أكن أعرف أنك ضائع ، ومسكين ، وخجول، ومخبول بحيث أنك إلى الآن لم تعرف مصدر الحقيقة، أهو الحب الذي تهرب منه أم الأكذوبة ؟!! وأنا أتحدى كل النساء التي تعرف، أن تحبك مثلما أحببتك ، بجنون وطفولة.. وبعطاء وحنان .. بكبريا وضعف.. وبهروب واستسلام .. اتحدك أنت أيضاً .. أن تجد واحة حنون مثل صدري ، وحباً متدفقاً ونقياً مثل الدموع التي تسقط على صفحة خدي كل ليلة .. هو غدرك عصف بي ، وعيناي حزينتان وفكري مشلول .. أغلقت شرايين قلبي عليك حباً .. وها أنت توقف نبض قلبي .. أحبك ولا أستطيع ثأراً .. رد إلي فرحي .. رد إلي أشلائي المنثورة فوق صدرك ... رد إلي دمائي المنسابة غي أوردتك .. أو أحرق كل أجزائي .. وابتسم بانتصار وعانق السراب .. احبك ، ولا أستطيع ثأراً .. وها أنت توقف نبض قلبي .. أغلقت شرايين قلبي علياً حباً .. وها أنت توقف نبض قلبي ... اغراء
|
|||||||||||||
| |||||||||||||