الأخبار |
لافروف يؤكد ضرورة التوصل إلى «وقف إطلاق النار» في غزة... ونتنياهو «مُستاء»  من خطأ التصدير إلى خطأ الاستيراد.. هل تخلّينا عن زراعة القطن؟! ولمصلحة من؟!  قيرغيزستان تتسلم 69 طفلاً و27 امرأة من عوائل تنظيم داعش من مخيمات «قسد»  أزمة «تجهيزات طبية» في المشافي؟!.. الاستجرار المركزي وراء قلة توفر الأدوية في المشافي العامة … تعطل «المرنان» في أربعة مشاف جامعية  بعد الاتصالات.. «الكهرباء» تعلن نهاية 2024 بداية الدفع الإلكتروني بشكل كامل  خسائر إسرائيلية متعاظمة: الميدان يزداد إيلاماً للعدوّ  إضراب شامل في الضفة اليوم: مذبحة غزة «تشلّ» العالم  الخيارات الأميركية بوجه التصعيد اليمني: شبح حرب إقليمية تتجنّبها واشنطن  أميركا تتحسّب لهجمات برية: أوسع مناورات في سورية منذ 2014  دبلوماسية تشيكية: سياسة الغرب تجاه سورية مثلت عملياً دعماً لتنظيم القاعدة وأدواته  36.69 بالمئة نسبة نجاح للفرع العلمي وللأدبي 50.14 بالمئة … لأول مرة.. اختبارات ترشيح الشهادة الثانوية في مدرجات الكليات الجامعية في المحافظات  دمشق تنوي رفع رسوم مواقف السيارات المأجورة على الأملاك العامة.. المحافظة: أجورها قليلة … بقيمة 3.2 ملايين ليرة..ألف مواطن حصلوا على تراخيص مواقف «سكنية» مأجورة «رسومها السنوية 3.2 مليارات»  الغرب يجد الخليفة "الأكثر أمنا" لزيلينسكي  عقوبات بريطانية وكندية تطال 6 وزراء سوريين وضابطين.. من هم؟  سورية الثالثة عربيًا بنسبة التضخم الغذائي!  قانون يقضي بمنح تعويض طبيعة عمل للعاملين في مجال الإطفاء  موافقات تصديرية بالجملة!.. هل تؤثر على الأسعار في الأسواق السورية؟  تحولت إلى شعب صفية.. مكتباتنا المدرسية للفرجة…  بوتين يعلن نيّته الترشح لولاية جديدة  بوليانسكي: لا يجوز ترك الأبرياء في غزة تحت رحمة من يعتبرون الحرب مصدر إثراء     

تحليل وآراء

2023-09-18 11:57:01  |  الأرشيف

الكتابة... بقلم: الباحثة النفسية الدكتورة ندى الجندي

أتأمل الورقة والقلم في يدي، أحاول أن أخط أفكاري.. أن أعبر عن مشاعري ، أتأمل الورقة ولا أستطيع أن أكتب أي كلمة!
هل تاهت الكلمات عن التعبير عم يجول في فكري؟
الأفكار تدور وتتخبط في رأسي ولا أستطيع تجسيدها عبر مفرداتي!
لماذا لا تنساق الكلمات بسيولة وتعُبر عم يختلج في قلبي؟
أتأمل الورقة .. لا أستطيع أن أكتب أي حرف ، أتساءل في ذاتي هل اكتملت الأفكار في ذهني لأسقطها على الورقة؟
والأهم هل اعتدت أن أضع الكلمات التي تلامس أفكاري بدقة ؟؟
وهذا يطرح سؤال هام أخر عن ماهية الكلمات وقوتها في ترجمة أحاسيسنا فهل تستطيع الكلمات التعبير عن آلامنا، آمالنا مخاوفنا .... غربتنا ؟
هل تستطيع الكلمات تجسيد حالة الشوق والحب ، حالة اليأس ، مرارة الوحدة وأوجاع القلب ؟
هل تستطيع الكلمات الولوج إلى أعماقنا ونبش أسرارنا ؟؟
إنساننا يعشق الكلمة، إذا خرجت من القلب وقعت فيه لذا تعتبر من أقوى وسائل التعبير وربما أخطرها لا نستطيع تداركها متى خرجت من أفواهنا، قد يكون وقعها كالبلسم الشافي أو كالسيف القاضي!
ولكن هل الكتابة في متناول الجميع؟
هل بإمكان أي إنسان أن يمسك القلم ويعبر بسهولة عن مكنونات ذاته ؟ ألا تتطلب التفكير؟ ألا تتطلب المعرفة والقراءة وأين نحن من الخيال الجامح؟
الكتابة فن ... إبداع ... مهنة راقية.
الكتابة اعتراف ... وسيلة تنفيس وتطهير من الانفعالات السامة والاحقاد الدفينة.
الكتابة حاجة تستحوذ عليك تحتاج منك الابتعاد وإغلاق هاتفك تحتاج الانعزال، تأخذك إلى عالم أخر ... تحلق فيه مع أفكارك وخيالك، عالم منفرد يتطلب الجهد والأهم المثابرة، يتطلب الدقة والإخلاص، يتطلب كسر الرؤية التقليدية والغوص بعمق في جميع الاتجاهات.
- الكتابة جمال تروي قصص الحب والخيال تضفي الألق والأمل على الوجود.
- الكتابة علاج، كتابة المشاعر والأفكار تسمح بمعرفة الذات فهي بمثابة التنفيس لمتاعبنا اليومية وآلامنا النفسية، الكتابة تعكس الوجه الخفي لحياتنا الداخلية!
في العيادة استخدمها كوسيلة للعلاج النفسي ..
ذات مرة جاءتني في العيادة شابة جسيمة في الأربعين من عمرها رغم ابتسامتها العريضة على وجهها لا تخفي عمق الحزن في عينيها ...
عانت من صدمات عديدة في حياتها أهمها عجزها عن اختيار الشريك المناسب، لامست صعف ثقتها بنفسها كامرأة رغم نجاحها في عملها.بعد أن استمعت إليها أدركت علاقتها السيئة بأبيها فطلبت منها كخطوة أولية في العلاج أن تتخيل أباها يجلس أمامها ويستمع إليها وأن تقول له كل ما تشعر به ، كل مالم تستطع قوله ومصارحته به.
ترددت وارتجفت يداها وهي تنظر إلي بنظرات جائرة وكأنها تقول لي "يجب عدم المساس بمكانة الأب أبداً"
بادرتها بالكلام وقلت لها ( لست هنا لأطلق الأحكام عليك، لا تنسي سرية المهنة، أريد فقط أن تكتبي الكلمات التي تتوارد إلى ذهنك دون اللجوء إلى انتقائها، اترك العنان لكلماتك تنساب دون قمعها وباللغة التي تريديها ، تركتها عشر دقائق ،فوجدتها منهارة بالبكاء وقد كتبت خمس صفحات، الأربع صفحات الأولى تردد فيها كلمة أكرهك ...أكرهك ..
من أول الصفحة إلى نهايتها وفي الصفحة الخامسة كتبت "أبي أكرهك، كنت تضربني بعنف وأنا صغيرة، تستهزئ بي وتحقرني ،لم تكن يوماً أب لي ،لم أعرف منك سوى الضرب والتجريح،لم أرى في عيونك سوى نظرات الغضب وفي صوتك لم أسمع سوى عبارات التحقير، رغم أنني حصلت على شهادات عليا واعمل في وظيفة محترمة لا أجد منك سوى علامات السخرية، تسرق مالي وتجبرني على دفع نفقات المنزل،
نشأت على الخوف والرعب، لم تتهاون في ضرب أمي أمامنا أنا وأخوتي وتحقرها وتشبهها بالقردة وكنت تقول لي دائماً أنني أشبه أمي ...
ظلمت أمي كثيراً وظلمتني معها
أكرهك
لم أرى يوماً الحب في عينك ولا حتى القبول لا أعرف سوى صورة الاستبداد والظلم . الإنسان لا يختار والديه، شئت أم أبيت تبقى أبي وواجبي أن احترمك ولكن لن أسمح لك بعد اليوم بإهانتي وإذلال أمي أكرهك "
كلمات  هذه المرأة صرخة غضب ... صرخة ألم دفينة في صدرها سنين طويلة تكتوي بها
طلبت منها قراءة ما كتبت، لم تكن تتوقع كتابة هذه الكلمات، انسابت بشكل لا شعوري اشبه بالبركان الثائر ضد الظلم والاستبداد ..
لم تكن هذه الشابة تبحث عن الشريك المناسب بما تحمله هذه الكلمة في عمقها من تكامل وجداني ونفسي بين الاثنين ولكنها كانت تبحث عن صورة الأب الحنون بما تحمله من مشاعر الأمان ،كانت تبحث عن الحب الأبوي المفقود ..
تابعت العلاج معها ،استطاعت التحررمن مخاوفها .
الكتابة سمحت لها بمعرفة ذاتها ووضع حل لمشكلاتها.
الكتابة هي وسيلة الإنسان إلى الإستماع إلى ذاته ..
أتأمل الورقة بعد أن كتبت كلماتي هذه أتساءل هل تمكنت من إيصال رسالتي؟
بعد أن جف قلمي لفترة زمنية قصيرة أدركت أن الممارسة هي الدواء لذلك و قررت أن لا أتوقف عن الكتابة.
عزيزي القارئ إذا طلبت منك كتابة رأيك بعد قراءة مقالتي هذه ماذا تكتب؟

nadaaljendi@hotmail.fr

 

 

عدد القراءات : 4066



هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
 

 
 
التصويت
هل تتسع حرب إسرائيل على غزة لحرب إقليمية؟
 
تصفح مجلة الأزمنة كاملة
عدد القراءات: 3573
العدد: 486
2018-08-06
 
Powered by SyrianMonster Web Service Provider - all rights reserved 2023