عبد الغني العطري عبقري وشيخ الصحافة.. شامي عتيق ورؤية إبداعية مشرقة بوهج دمشق..بقلم وسام طيارة
ثقافة
الاثنين، ٩ مايو ٢٠١١
من بيوت دمشق العريقة خرجت تلك المنارة المتوقدة بوهج الثقافة والفكر، وبين حدائق الياسمين والنانرج تناثرت أطيافها بعشق دمشقي مليء الذاكرة باللوحات الجميلة.. عبد الغني العطري واحد من أعلام الصحافة والأدب في الجيل الثالث، وأحد رواد النهضة الأدبية والصحفية العربية الحديثة، أراد أن يترجم أحلامه بفضاءات مفتوحة، مشوار مثقل بالمتاعب والحب ربما كانت إيقاعاته ليست مرصوفة بالورود، لكنه كان مؤمناً بثقافة الإبداع والتنوير، أساتذته الذين ذابوا معه في محراب فكره، زفّوا البشائر بولادة مثقف معرفي سينير مع عمالقة آخرين دروب الصحافة والثقافة.
العطري الذي نهل من مختلف ألوان الأدب العربي والفرنسي والآداب العالمية، أراد أن يشكل لنفسه قامة إبداعية، فكتب في بداياته في أهم المجلات الأدبية العربية، إلى أن بدأ بتحقيق حلمه الكبير وأصدر أسبوعيته "الصباح" في العام 1941 ومجلة "الدنيا" في العام 1945 وكانتا ملتقى للأدب والفن والتنوير ومنبراً لكبار المبدعين من أمثال خليل مردم بك، شفيق جبري، خليل هنداوي، نزار قباني، محمد البزم، محمود تيمور، ود. سهيل إدريس، عبد السلام العجيلي، بديع حقي، يحيى الشهابي، أحمد الصافي النجفي - أنور الجندي - أنور العطار إضافة إلى عدد كبير من الأدباء السوريين والعرب، في العام 1963 توقفت مجلة الدنيا، وغادر الراحل إلى المملكة العربية السعودية وعمل في وزارة الإعلام بصفة مستشار، ثم عاد وعمل رئيساً للمكتب الصحفي في سفارة المملكة بدمشق، بعدها تفرغ للكتابة حيث قدم عدداً من الأبحاث والدراسات والروائع الأدبية مثل "أدبنا الضاحك، دفاعاً عن الضحك، عبقريات من بلادي، بخلاء معاصرون، واعترافات شامي عتيق".
تميّز الراحل بسعة صدره ورحابة فكره وكان يجيد فن الصبر والحكمة والاختلاف، لكنه ظلّ محافظاً على ثوابت الحوار الذي رأى فيه آلية متجددة للالتقاء، كان كما يقول عنه ابنه في عامه الأخير وهو يقترب من منتصف الثمانينات من عمره النبيل: نقياً مثل نبع يتدفق من صخر... ظل طفلاً تسحره بروق الغيم، فيمضي دائماً إلى الحكاية القادمة، والغد الأجمل الذي ظلّ يحلم به..
وسام طيارة