مخطط لإقامة إمارات إسلامية وتهديدات لصحافيين وعائلات بتهم التواطئ مع النظام
أخبار عربية ودولية
الاثنين، ٢٥ أبريل ٢٠١١
دخلت وحدات من الجيش السوري مدينة درعا بعد أن اكتفت منذ تفجر الاحتجاجات في المدينة قبل شهر بالانتشار في أطراف المدينة وتأمين مداخلها.
وقالت وكالات أنباء أن دخول الجيش إلى قلب المدينة القديم وبالتحديد إلى محيط الجامع العمري كان بهدف إحباط مخطط لإعلان إمارة إسلامية في حوران وتنصيب أمير لمدينة درعا في الجامع.
وقدرت مصادر إعلامية القوات التي دخلت المدينة بسرية مدرعات مؤلفة من سبعة دبابات وملالتين، وقد سجل وقوع اشتباكات بين قوات الجيش ومسلحين في المدينة وسجل وقوع إصابات.
فيما صرح مصدر عسكري مسؤول أنه استجابة لاستغاثات المواطنين والأهالي في درعا ومناشدتهم القوات المسلحة ضرورة التدخل ووضع حد لعمليات القتل والتخريب والترويع الذي تمارسه المجموعات الارهابية المتطرفة قامت بعض وحدات الجيش بالدخول صباح اليوم الاثنين الواقع في 25/4/2011 إلى مدينة درعا لإعادة الهدوء والأمن والحياة الطبيعية إلى المواطنين وهي تقوم الآن بمشاركة القوى الامنية بملاحقة هذه المجموعات حيث تمكنت من إلقاء القبض على العديد منهم إضافة إلى مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر وقد أسفرت المواجهة عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى في صفوف الجيش والقوى الأمنية.
كما سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الإرهابية المتطرفة.
وكانت مجموعات مسلحة قد قامت بعدة هجمات استهدفت مواقع عسكرية ومفارز تابعة للجيش في محيط مدينة درعا كان آخرها الهجوم الذي استهدف مركزاً للجيش في نوى وأسفر عن استشهاد سبعة عناصر من الجيش ومقتل اثنين من المجموعة المهاجمة بالإضافة إلى جرح العديد الآخرين.
وقد ظهرت على صفحات المواقع الاجتماعي وشبكات الانترنت عدة دعوات لإقامة إمارات إسلامية، حيث أصدرت(الجماعة السلفية الجهادية )في مدينة جبلة بيانها رقم واحد والذي ادعت فيه أن فشل (رفع راية الخلافة الإسلامية في سوريا كان ليحقق هدفه لولا وقوف الظالمين المنافقين من بعض أهل السنة في جبلة في وجه الثورة المباركة) وأصدرت قائمة بأسماء عوائل من جبلة باعتبارها من المتعاونين مع النظام وطالبت بإهدار دمهم وأموالهم وعوائلهم.
علماً أن قائمة أسماء العوائل التي ضمها البيان تشكل أغلبية سكان جبلة.
كما ظهرت دعوات على مواقع الفيسبوك تدعو إلى إعلان جمهورية حوران المستقلة وطلب الدعم الدولي لتأمين الاعتراف بها وانفصالها عن سورية.
فيما قال الصحافي والإعلامي رفيق نصر الله على موقع الفيس بوك أنه تلقي حتى الآن تهديدن بالقتل وفتاوى بإهدار دمه من أمير حمص الإسلامي بسبب مواقفه التي أعلن عنها في ظهوره الأخير على قناة الأخبارية السورية.
وتأتي هذه الاحداث في الوقت الذي حذر فيه روبرت دي كابلان صاحب الدراسة الشهيرة عن الشرق الأوسط بعنوان "انتقام الجغرافية"من مخطط لبلقنة المنطقة في دراسة لمجلة فورين بوليسي المرموقة.
وقال دي كابلان: أن توجه الأوضاع في سوريا إلى حالة من الفوضى الأمنية والسياسية ستدفع تجمعات سكانية كبيرة باتجاهات جغرافية ذات تركيبة طائفية تتجاوز في خطوطها وتقاطعاتها ما رسمته اتفاقية سايكس بيكو الشهيرة.
وأشار الكاتب إلى أن تلك الاتفاقية وضعت بين تفصيلاتها على الأرض جيوبا من عناصر عرقية ودينية متداخلة بشكل متشابك مع أغلبية ذات طبيعة دينية وطائفية واحدة، منها على سبيل المثال وجود عدد كبير من المسلمين السنة في لبنان في إطار نظام تقتصر الرئاسة فيها على شخصية مسيحية مارونية.
ويخلص للقول إن سوريا بسبب موقعها المتوسط بالمنطقة كانت تشكل مركزا قويا استطاع حتى الآن ضبط هذه الاهتزازات العرقية والدينية وعدم انفلاتها خارج الحدود الدولية، لكن تفجير هذا المركز عرقيا وطائفيا -بأي أداة كانت ولأي سبب كان- سيعني وبكل تأكيد تحويل الشرق الأوسط إلى خريطة جديدة تفوق في تعقيداتها الوضع بالعراق بعد 2003.