الفجوة العمرية بين الآباء والأبناء.. هل من حلّ؟

الفجوة العمرية بين الآباء والأبناء.. هل من حلّ؟

صحتك وحياتك

الأحد، ١١ يونيو ٢٠١٧

عند الحديث عن الفروق العمرية بين الأباء والأبناء، لا بد من ذكر قصة الرجل الكبير في السن الذي رُزق بطفل بعد زمن طويل من الزواج، وعندما كبُر هذا الطفل أصبح ينادي أخاه الكبير بـ “أبي” ووالده بـ “جدي”، وهذه الحادثة تؤكد أن فارق العمر بين الأهل والأولاد يخلق فجوة تلعب دوراً مؤثراً في عملية التربية وفهم الحياة، تحديداً إذا كان هناك فارق جيلين بين الوالدين وأولادهما، مما سيعمق أوجه الاختلاف في الكثير من الأمور الحياتية.

فما هو تأثير فارق العمر على الأولاد؟

أوضحت المرشدة التربوية إيمان الظفيري لـ “فوشيا” أن فارق العمر بشكل عام له تأثير كبير على العلاقات الإنسانية إما إيجاباً أو سلباً، سواءً كانت هذه العلاقة بين الوالدين وأطفالهما أو بين الزوجين أو بين الأصدقاء، مبينة أن الأهل من شدة فرحتهما بالطفل الجديد يسعون إلى تحقيق كل رغباته، سواء رُزقا به بعد تقدّمهما في العمر وكان لهما بِكراً، أو بعد عدد من الأولاد الكبار في السن، وهذا ليس بالأمر الجيد.

كذلك أشارت الظفيري إلى أنه غالباً ما تكون العلاقة بين الآباء والأولاد سلطوية للغاية، تحديداً من جهة الأب الذي غالباً ما يحاول فرض سلطته على أبنائه، والنظر إليهم بنظرة المحكوم والتابع، بالإضافة إلى اتخاذه للقرارات بحقهم دون الرجوع إليهم.

فكلما ابتعد جيل الأبوين زمنياً مع أبنائهم اتسعت الفجوة، وضاقت مساحة الالتقاء الفكري، وصعُب التفاهم في أبسط الأمور، لذلك على الأبوين تقليص تلك الفجوة، كي يشعروا أنهم في سنّ متقاربة مع أبنائهم.

ومن باب الإنصاف، قالت الظفيري: “إن هناك إيجابيات ناتجة عن الإنجاب المتأخر للوالدين، تتمثل في وصولهما إلى حالة من الرشد والمقدرة والوعي الكافية لتربيته دون الحاجة لمن يوجههما في ذلك، كما أنهما سيبدعان في تنشئته بالشكل السليم، إذا ما كانا مدركين لأساسيات التربية”.

وأضافت أن “الوالدين يكونان قادريْن على وضع الأهداف والتخطيط الواضح لحياة الطفل منذ البداية، وهذا مدعاة لينشأ الطفل حياة يطبعها التعامل الحسن، والاحترام والتقدير، بالإضافة إلى اهتمامهما بنوعية التعليم الذي يتلقاه”.

ونصحت الظفيري بضرورة تودد الأبوين للإبن والاستماع لمتطلباته ومشاركته الحوار والنزول إلى مستوى تفكيره، تحديداً من قبل الأب الذي يعتبر المثل الأعلى لأطفاله في المنزل، بخلاف الأم التي تحمل كل مشاعر العطف والتودد تجاه أبنائها بطبيعة الحال. لذلك يتوجب على الأب بذل جهد مضاعف للتقرب من أولاده والسعي أن تكون العلاقة بينهما علاقة صداقة، حتى لا تتحول إلى حالة من الفتور في التعامل معهم لاحقاً.