تفتيق وترقيع ..صفحة نقدية ساخرة..إعداد: نضال خليل

تفتيق وترقيع ..صفحة نقدية ساخرة..إعداد: نضال خليل

الأزمنة

السبت، ٨ أغسطس ٢٠١٥

قال حقاني قال
لا أحد يعرف حتى الآن لماذا يوصف الميزان بأنه رمز لأخذ كل ذي حق حقه؟ أو لماذا يقال ميزان العدالة أياً كانت موقعها؟!! وقد تبدو عملية رجحان إحدى كفتي الميزان دلالة على الانحياز لصاحب الحق نظراً لأن الكفتين متماثلتان في الشكل والوزن وعملية الميل لهذا الطرف أو ذاك مرهونة بما يمتلك من مقومات الحق.. وهنا بيت القصيد، فبأي حق ترجح كفة الفقراء في بلادنا ليزدادوا فقراً ومعاناة طالما أن لصوتهم وعددهم الثقل الأعظم؟ وبأي حق تضيع حقوق الباحثين عن لقمة العيش في أرجاء المعمورة لترجح كفة موائد الأثرياء الذين يزدادون بدانة وثراء.. قد تبدو الموازنة حمقاء وساذجة بين السواد الأعظم من المواطنين وأصحاب الكروش المستديرة، لكنه الميزان.. لا أحد يستطيع أن ينكر عدالته وقول كلمة الحق، فهو لا يرجّح الكفة، إلا إذا وضع فيها ثقل.. وبطون الفقراء خاوية.. ورياضياً لا ثقل فيها أما أصواتهم ومع أنها تشكل أكثر من عشرين مليوناً، فهي تذهب أدراج الرياح، لأن الميزان لا يعترف إلا بالثقل الموضوع في إحدى كفتيه لكونه (حقاني) ورمز العدالة بلا زيادة أو نقصان..

حرامي عالي الجودة
خلال الفترة الماضية تم إلقاء القبض على لص صاحب مراق ضمن دمشق القديمة لكونه يستغل دخول الأجانب إلى بعض الأماكن الأثرية وخاصة حرم الجوامع ليقوم بلطش أحذيتهم والفرار، حيث اعترف بأنه يصرف تلك الأحذية في سوق الحرامية لكونها عالية الجودة وعليها طلب وهناك من يوصيه عليها رغم معرفته بأنها مسروقة لكن المشتري كانت لديه قناعة بأن الحرامي هو أيضاً محترف وعالي الجودة، كالأحذية التي يسرقها.

كلام وزير
حالة من العتب الممزوجة بالاحتجاج المبطن بالوعيد جاءت من أحد الوزراء السابقين لكون نفسي الأمارة بالسوء تجرأت يوماً ما اعتبره تطاولاً ولو عدم التزامه وموظفيه بأداء مهامهم اليومية.. الوزير أسمعني محاضرة عن تفاني موظفيه في احترام (عقارب) الساعة من خلال حضورهم وانصرافهم على صافرة ساعته السويسرية.. فأومأت له موافقاً وكدت أصفق تأييداً لكني أجبته: سعادة الوزير المشكلة ليست في الدقة والالتزام بالدوام، ولكن فيما تقومون به من أعمال وتسهيل أمور العباد خلال تلك الفترة.. بمعنى أن الحضور وطالما فيه مرمرة المراجعين دون فائدة هو فعلاً ككلامك كعقارب ساعتك المدللة.. "لا بيقدم ولا بيأخر"..

لا تعالج
لو وجد من يقوم بإجراءات إحصاء ميداني على واقع الوزارات والمؤسسات والمديريات التابعة لها لاكتشف مرضاً متفشياً اسمه التخلف الإداري لدى الكثير من الموظفين والعاملين يتفوق على التخلف العقلي، وهو مرض أخطر من التخلف العقلي لكونه مكتسباً من جهة ووراثياً من جهة ثانية وينتقل بالعدوى بين الموظفين من جهة ثالثة ولا علاج له تماماً كالفالج لا تعالج..