حطابون في غابات النساء..رواية مكتوبة بحواس حسين عبد الكريم كاملة..لأن المرأة لا يكتبها النثر وحده!!

حطابون في غابات النساء..رواية مكتوبة بحواس حسين عبد الكريم كاملة..لأن المرأة لا يكتبها النثر وحده!!

ثقافة

السبت، ١ أغسطس ٢٠١٥

لا تحوم حول الأنوثة الشبهات، كما هو دارج، عند عموم المشتاقين وأشباه العشاق..
في رواية حسين عبد الكريم، الأنثى حياة جديرة بالسمو والغابة الساحقة والتحطيب اليانع والأخضر..
إحداهن تسأل المؤلف: ماذا تعني بـهؤلاء الحطابين؟!
وماذا يعملون في تحطيبهم؟!
الغابات هي الجواب، وهي درس التعبير بين أحلام الجسد والقناعات!!
لا وقت عند العشاق الجميلين لغير الحرائق الجميلة، وهل بوسع أي حطاب أن يغدو حطاباً من غير حرائق؟
وما نفع الأعصاب من غير الأحباب والشرود في غابات الأشواق؟!
كما يرى الناشر: حسين عبد الكريم يروقه أنه حطاب وعاشق ويبحث عن الجمال.. وجميعنا مثل هذا الحطاب نعشق الحب والحياة.
وترى دراسة أخرى:
كل ما في رواية حسين عبد الكريم، مدونة للمرأة.. وهي في عزلتها وانفرادها، وفي مساهراتها وأحلامها وتشوفاتها، وفي هناءاتها ورضاها عن الرجل، المتلون في تقوسه أمامها، مثل قوس قزح، وكذلك وهي في سخطها عليه، وقد بدا في صورته اللاهثة اندفاعاً، نحو الوصول، في حين تظل هي تدفع بذراعيها وأنفاسها وكلامها حمى الوصول إلى البعيد البعيد، لأنها تعي بأن وصول أحدهما إلى الآخر يعني موتهما الصغير.
والمرأة في هذه الرواية تشبه المدن، مثلما تشبه الغابات..
فالبيوت لها أبوابها، من أجل أن يصير للدخول والخروج معنى، ومن أجل أن يصير للاحتجاب والتواري لذة النداء والسؤال، (النداء من أجل التلاقي، والسؤال من أجل الديمومة والبقاء).
حسين عبد الكريم يكتب الرواية، عفواً يكتب المرأة، بطاقته الشعرية المعهودة فيه، وبأسئلته النفوذ، وبعينه الحساسة الرائية، وبمشاعره المتوقدة جمراً، كحطب المواقد، وبأحلامه التي تمشي بها أسطر حباها الله ببهرة من الجمال المصطفى، بلى، المرأة –في هذه الرواية- كائن لا يكتبه النثر وحده، وهذا ما وعاه حسين عبد الكريم وأدركه، والمرأة كائن لا يجلوه الشعر وحده، وهذا ما استظل به حسين عبد الكريم، والمرأة كائن لا تبدي ترسيماته لوحات التصوير الداهشة وحدها، وهذا ما يعيشه حسين عبد الكريم في روايته، وما سيعيشه قارئه، الذي يتقفاه لاهثاً.. لأن المرأة في هذه الرواية، وعلى الرغم من الواقعية الصارمة التي ترسم المرأة وتجسدها، في كل لحظة وموقف، وحدث، هي كائن من ضوء إن اقترب منك غمرك بالبهجة، التي لا تبقي الزمان هو الزمان، والإحساس هو الإحساس.
ولا المعاني هي المعاني، وإن بان وابتعد أحاطت بك أحزان لا ترفع أرزاءها الموجعات سوى المرأة.
هذه رواية مكتوبة بحواس حسين عبد الكريم كاملة، وبشجاعته الأدبية كاملة، وبنظراته الصائبة تجاه فروسية المرأة كاملة.