عبد الكريم مجدل البيك..  خربشات الدفاتر إلى لوحات

عبد الكريم مجدل البيك.. خربشات الدفاتر إلى لوحات

ثقافة

الأحد، ٩ فبراير ٢٠١٤

ريم الحمش
 artreem@ hotmail.com
كتب الأديب نجيب محفوظ في رائعته "حديث الصباح والمساء" بشرٌ يولدون ويعيشون على أرض بعينها.. ثم يرحلون.. ليأتي بعدهم بشر آخرون.. يعيشون على نفس الأرض.. ثم يرحلون.. ليأتي بعدهم بشر غيرهم, وهكذا.
الأرض لا تموت.. لكنها تتغير لأنها تأخذ من روح من عاش عليها على مر السنين وفي أزمنة مختلفة.. الأبنية قد تتهدم لتبنى غيرها.. لكن بصمة البشر تظل في تلك الأماكن تقاوم النسيان.
عبد الكريم أحد الفنانين الشباب الذي دفع بهم الطموح إلى تكوين مشروع يترجم من خلاله هواية الطفولة بتحويل الشخبرات الملونة العبثية والعبارات الشعبية التي تصدر من صبيان الحي بطريقة غير مثقفة محاولاً رسم ذاكرة الحارة المرسومة على جدران الذاكرة المرتبطة بالمناخ والطبيعة وتلك التي لها علاقة بالأشخاص، فالرياح والأمطار تضرب هذه الجدران وتترك ما تتركه من أثر إلى الأبد لنراه بأعيننا شاهدين على ذلك وقد يقوم أحدهم أيضاً بالرسم على هذه الجدران أو كتابة أرقام عليها أو تعليق مستعار من العبارات الشعبية مثل: انتقل محلنا إلى.., أو عبارات الجدران المرسومة استقبالاً للحجيج من لفظ الجلالة وسواه، ناهيك عن الرسوم الطفولية والحدسية التلقائية الحرة المعفّرة بغبار الزمن مسقطاً إبداعاته اللونية على سطح اللوحة لتعطي إيحاءً فنياً عن المكان، فشقوق الجدار في أعماله كانت من عبق الماضي، وأصالة التراث البيئي الطبيعي غير المصطنع تعكس السلوك الإنساني لعلاقة العشق للمدينة ولجدار القرية وروح الفنان المعاصرة فاختلط عند الفنان اللون بالشكل منتهياً بالمعنى فاقتربت أعماله كثيراً من المتلقي بحيث يمكن القول إن لوحات الفنان عبد الكريم تحمل أكثر من معنى.
 عبد الكريم مجدل البيك فنان رومانسي له فلسفته الخاصة في الحياة وله أسلوبه الفني المتميز، يحزنه كثيراً انصراف الناس عن تأمل الإبداع، يجد في الفن وسيلة للتواصل مع الناس، ويراهن على أن السوريين يمتلكون جذوة الإبداع في جيناتهم، وهويتهم تنطوي على تنوع خلاق، ومثير ومؤثر، يحكمه تعدد الطبقات الحضارية، والنسيج البشرى صاحب التجربة الإنسانية العميقة, ويرى أن على الفنان ألّا يسجن نفسه بين الجدران ليرسم لوحاته، فالإبداع الحقيقي للرسم يكمن بالتجوال في المجتمع وملامسة همومه والاندماج فيه؛ فهو يستمد نبض الحياة من الشارع، الذي يبث في داخله دافعية، وصموداً لمحاكاة قضايا المجتمع والتعبير عنها, بدأ علاقته بالفن منذ الصغر، خريج كلية الفنون الجميلة واستمر الفنان في عمليتي البحث والتجريب، وعكست معارضه العديدة الامتداد الطبيعي لتجربة ذاكرة الجدار والبحث في الذاكرة الإنسانية عبر الأزمنة؛ حملت لوحاته أمطار ورياح الذاكرة، رطوبة وعفونة الزمن، تراكمات، خربشات استخدم في إعادة إخراجها من الذاكرة بالإضافة إلى تفاعلات الزمن والحالات العاطفية التي عاشها موادّ متنوعة ابتداءً من قلم الرصاص, الفحم الرماد، الكولاج، قصاصات الصحف,مشتقات اللدائن العضوية, والألوان, أما مصادر ذواكر الفنان التي ارتسمت في لوحاته فهي مرتبطة بقريته، بالإضافة إلى ذواكر أخرى متعلقة بجدران مدينة دمشق القديمة التي يعشقها ويعتبرها لوحات مرسومة بحد ذاتها بغض النظر عن الجدار فهو يرسم حساسية الزمن الذي ارتسمت عليه هذه الملامح.

عالمي...
معرض نحت للفنان نشأت الآلوسي

افتتح في العاصمة الأردنية عمان المعرض الجديد للفنان العراقي نشأت الآلوسي وهو أول معرض نحتي للفنان يستمر المعرض الذي أقيم في غاليري الأورفلي، تحت عنوان "ذكريات منحوتة" حتى العشرين من الشهر المقبل, يضم المعرض أعمالاً نحتية من البرونز والخشب تتناول العديد من الأفكار جسدت الحياة والإنسان والمرأة وعطاءاتها وجمالها ومعاناتها الطويلة بأسلوب تجريدي, لكنه حرص على نحت كل ما هو جميل في الحياة رغم مرارة الواقع العراقي.
وجاء هذا المعرض بعد عمل متواصل استمر لسنوات طويلة بمشغله في عمان بعد اثنين وثلاثين معرضاً في الرسم أقامها داخل العراق وخارجه، لإضافة قيمة جمالية لتجربته الفنية التي امتدت لأكثر من أربعة عقود.