لقاء مع الفنان المبدع شفيق اشتي

لقاء مع الفنان المبدع شفيق اشتي

نجم الأسبوع

الأحد، ٢ أغسطس ٢٠٠٩

يتجلى أسلوب الفنان شفيق اشتي بشيء ما خاص ممتع... متوج بالدهشة والجمال وشاعرية الألوان، وحيوية الخطوط.

قد ترى اللوحة للوهلة الأولى عبارة عن ألوان متعددة، وتقول هذه اللوحة أعجبتني.. لماذا.. لا تعرف..، فهو يترك للمتلقي أن يستمتع.. يكتشف بنفسه شيئاً ما لم يشاهده من قبل... الشخوص الإنسانية، العلاقات اللونية، الخطوط المدروسة، الإضاءة والمساحات الفراغية، فقراءتها والتعمق بها يتطلب جهداً من المتلقي ليرى أنها نتاج تفكير مرن ومطواع كرس لها الفنان اشتي وقتاً طويلاً لإنتاجها فأراح العين والقلب.

الدكتور والفنان التشكيلي شفيق اشتي من مواليد السويداء عام -1958- خريج كلية الفنون الجميلة بامتياز عام -1982-، أوفد إلى روسيا عام -1983- وفي عام -1985- حصل على دراسات عليا من أكاديمية بطرس بورغ للفنون التشكيلية، عام 1989- حصل على الدكتوراة في فلسفة العلوم الفنية من أكاديمية الفنون الجميلة بطرس بورغ – روسيا-، ولغاية عام 2004 كان مؤسس ورئيس قسم التربية الفنية في جامعة ذمار في اليمن، نال العديد من الجوائز أولها جائزة فن التصوير الزيتي لمعلمي القطر العربي السوري بدمشق، مثَّل سورية في المعرض العالمي بعنوان (الهجرة) المتجول في عواصم الدول الغربية والشرقية، بالإضافة إلى الملتقى العالمي الفني للرسم على الطبيعة بعنوان: (لا نجرؤ على ارتكاب الخطأ) في مدينة بتراس اليونانية، يعمل حالياً رئيس قسم الرسم والتصوير الزيتي في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق. ود.اشتي له العديد من المعارض الفردية والجماعية محلياً وعالمياً كانت في سورية وروسيا وكوبا واليمن وأعماله المقتناة موزعة في البلدان: مصر ولبنان والإمارات العربية والبرازيل والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا وبولونيا - فنلدنا، كوبا.

مجلة الأزمنة التقته بمكتبه في كلية الفنون الجميلة بدمشق فكان الحوار التالي:

لتحدثنا عن قراءتك الخاصة لأعمالك:

بالنسبة لمشروعي التشكيلي يتلخص في العثور على حلول بصرية تقدم تصوراً حول الذاكرة والأسطورة، من خلال تاريخ الحضارات التي أقيمت على أرض سورية، لوحتي بنائية تدخل فيها عناصر معمارية قديمة( تاج عمود، قوس..) لها علاقة بالأسطورة بالحضارة وبالإنسان، فهذا العنصر الجميل لا أستطيع أن أبتعد عنه فهو يرسم لي الخطوط البنائية لأعمالي بالإضافة إلى العناصر الإنسانية التي تلتحم مع تلك العناصر الجميلة.

وعن علاقاته بالمرأة قال:

أكنُّ للمرأة كل احترامي..... فهي لؤلؤة تزين تاجاً من الذهب (التاج من الذهب هو الحياة) لا يمكن للإنسان أن يغمض عينه على هذه اللؤلؤة جمالها، أناقتها، فكرها، فأنا أقدم المرأة في أعمالي تلقائية، عفوية، أو التي تنتظر شيئاً ما من المجهول، وهي عند الرجل نافذة يطل منها للمجتمع التكميلي فللمرأة دور فعال في المجتمع وبدونها لا يمكن أن يكون المجتمع.

*يلاحظ في أعمالك تعدد التقنيات التي تستعملها ماذا تقول عن ذلك ؟

أعمل منذ زمن طويل في بحث تقني مستمر ، بدأت بالعمل الزيتي وبخامات متعددة وإضافة مواد مختلفة (الكولاج) للوصول إلى البعد الثالث للوحة الفنية.

يبدو أن الأحداث العامة تترك أثراً كبيراً في أعمالك ؟

نعم أي حدث أتأثر به سواء كان سياسياً، اجتماعياً، أو من أمور الحياة بشكل عام فأحياناً أرسم اللوحة بذهني إذا كانت الفكرة جاهزة قبل أن أدخل المرسم وأحياناً أبدأ بدفق الألوان على سطح اللوحة الأبيض بعفوية وتلقائية ومنها أستنبط الأشكال والعناصر، فأبتعد نهائياً عن العالم الخارجي فحواسي متحدة مع اللون والفرشاة ويمضي وقت طويل دون أن أشعر لتصبح اللوحة جاهزة.

*العمل في كلية الفنون الجميلة وتأثيره على حركتك الإبداعية ؟

إذا بقيت القوانين النافذة الحالية على ما هي عليه فإن الكلية تذهب باتجاه فيه متاهة كبيرة، خاصة وإن آلية القبول لدى الجامعة تساهم في دخول عدد هائل من الطلاب، وأغلبهم غير موهوبين فيعكس ذلك على العملية التدريسية أثناء الأعوام الدراسية وصعوبة وصول الطالب إلى الحد الأدنى من المستوى الفني المطلوب عند التخرج، فالموهبة مطلوبة ويأتي دور العملية التدريسية بصقل هذه الموهبة فعمر الكلية / 50 عاماً / وإلى الآن لا يوجد نظام تقليدي ثابت لعملية القبول بالنسبة للطلاب، ولنتجاوز هذا الخطأ الفادح يجب أن تعتمد الكلية آلية القبول اعتماداً على الموهبة أولاً وبشكل رئيسي ودون تدخل علامات الشهادة الثانوية بفرعيها الأدبي والعلمي أو الفنية، ونسمع بأن هناك خطوات إيجابية لآلية القبول للعام الدراسي الحالي /2009 ،2010/ وعسى أن نلمسها على أرض الواقع، و من ناحية ثانية يأخذ العمل التدريسي في الكلية من الفنان التشكيلي حيزاً من الجهد والوقت، ويحد من التفرغ الفني لديه، لذلك آمل من وزارة التعليم العالي التقليل من عدد ساعات التدريس وواجباته بالنسبة للفنان التشكيلي، وخاصة أن وزارة التعليم العالي أصدرت مؤخراً قوانين جديدة للمتفرغين وغير المتفرغين بالدوام الإلزامي أربعة أيام في الأسبوع.

*وعن دور صالات العرض الخاصة قال:

لصالات العرض الخاصة دور هام في تطوير العمل الفني التشكيلي السوري وتوجيه ذوق المتلقي بشكل عام، فهناك نوعان من الصالات الأول له دور في تمويل عدد من الفنانين التشكيليين دون غيرهم واعتمادهم على مبدأ المحسوبيات ومناخات متعددة يختلط فيها المتمكن والضعيف، وهناك صالات عرض أخرى تلعب دور العارض فقط دون التدخل بتقييم العمل الفني.

أخيراً

إن تطور العمل الفني في سورية مرتبط بتطوير عمل كلية الفنون الجميلة، ومنهاج التدريس العلمي الأكاديمي فيها، والذي يبنى على أسس سليمة ومدروسة للوصول إلى صيغة ترسم ملامح الفن التشكيلي السوري للأجيال القادمة.

ريم الحمش