انجازات الجيش الميدانية ترسم طوق الأمان في سورية

انجازات الجيش الميدانية ترسم طوق الأمان في سورية

أخبار سورية

الجمعة، ٣ مارس ٢٠١٧

علي حسن

لا يبدو الجيش السوري حافلاً بما يجري في جنيف. يدرك أن الدبلوماسية السورية الحاذقة هناك تصرف انجازاته الميدانية في ميدان آخر هو السياسة، كمن يكلفه الانتصار مسافة الطريق يراكم الجيش السوري الانتصارات في أكثر من جغرافيا ليربط بين الجغرافيا السورية المتباعدة ويصل ما انقطع بين طرقاتها الدولية.

لم يكن من قبيل المبالغة حديث مصدر عسكري سوري لنا بالأمس بأن الساعات القليلة القادمة ستشهد عودة تدمر بكاملها إلى حضن الوطن. تقهقرت "داعش" بأسرع مما كان يتوقع وانحسرت مدحورة عن المدينة تاركة لمفخخاتها المزروعة على دروب الغدر أن تضرب بيد القدر ما تحفظ به البقية الباقية من "هيبة" إجرامها. لكن رجال الهندسة في الجيش السوري كانوا على الموعد لتصبح استعادة المدينة عملية جراحية نفّذها الجيش مثل جراح ماهر حفظ عمله عن ظهر قلب.

أما التوطئة الميدانية لهذا الانتصار الكبير فكانت عبر عملية عسكرية نوعية وسريعة انطلق الجيش السوري بها قبل أسابيع من مطار التيفور العسكري باتجاه تدمر أفضت أخيراً إلى سيطرة القوات المهاجمة على مثلث تدمر الاستراتيجي قاعدة إحكام الطوق على إرهابيي "داعش" في المدينة، وذلك بعد السيطرة على مرتفعات المقالع ومدينة التمثيل والنقطة 939 أعلى سلسلة جبال الهيّال الاستراتيجية فضلاً عن السيطرة على جبل الطار المحاذي للمدينة نارياً.

الجيش السوري للأتراك: هذه حدود مغامرتكم

ريف حلب الشرقي كان مسرحاً لإنجاز نوعي قلب فيه الجيش السوري المعطيات الميدانية رأساً على عقب بعدما استعاد خفسة ودير حافر وفيحة صغيرة فضلاً عن عشرات البلدات والقرى التي كان أهمها بلدة تادف الإستراتيجية التي تعتبر عقدة المواصلات الحيوية والمفرق الحاكم المطل على كل الاتجاهات في الريف الشمالي الشرقي لحلب ليصل هذه المساحة الشاسعة المحررة بمناطق سيطرة قوات سورية الديموقراطية باتجاه مدينة منبج.

انطلق الجيش السوري في عمليته هذه من محيط مطار كويرس العسكري نحو مدينة الباب ليستعيد المناطق المحاذية لها من الجهات الجنوبية الشرقية والشمالية الشرقية والجنوبية الغربية ليتقدم على الطريق الواصل بين الباب ومنبج مجبراً إرهابيي "داعش" على التراجع نحو الرقة، وليقطع الطريق على قوات "درع الفرات" المدعومة تركياً للتوجه نحو الرقة بعدما باتت كل محاولة من هذا النوع محكومة بالصدام الحتمي مع قوات الجيش السوري أو قوات "سورية الديموقراطية" وهو أمر يبدو أن دونه خطوطاً حمراء دولية قد لا يسع أنقرة تجاوزها.

  طوق العاصمة يزداد إحكاماً

مُحيط العاصمة دمشق شهد عمليات عسكرية نوعيّة هدف الجيش السوري من خلالها لتوسيع وإكمال حلقة طوق الأمان، فقد شنّ قبل أيام هجمات بريّة على حي القابون شمال العاصمة سبقها تمهيد مدفعي وجوي على مواقع الإرهابيين، بعد أن رفضت الفصائل المسلّحة الفرصة التي منحها الجيش السوري لهم بالانضمام إلى قطار التسويات كما حصل في مناطق عديدة في محيط دمشق ليتقدم الجيش في اليومين الماضيين على الجهات الغربية والشمالية الشرقية لحي القابون. أبرز أهداف عملية حي القابون هي فصله عن برزة وتضييق الخناق على حي جوبر فضلاً عن تأمين عدد من أحياء دمشق المجاورة والقضاء على آخرر البؤر المسلحة التي تمثّل قاعدة انطلاق للمسلحين في أي هجمة مُحتملة نحو العاصمة.

في الجنوب .. تسميات متعددة لهزيمة واحدة

جنوباً في درعا، معارك الكر والفر هي العنوان العريض للحالة الميدانيّة طيلة الأسابيع الماضية، تسميات مختلفة أطلقها المسلحون على معاركهم مع الجيش السوري على امتداد البلاد لكن مُسمّياتها لم تنسحب على نتيجتها. فقد كسب الجنود السوريون خبرةً كافية في التعامل مع أعتى هجمات المسلحين، التي كان آخرها تلك التي شنّتها "جبهة النصرة" والفصائل المتحالفة معها على مواقع الجيش السوري في حي المنشيّة، الحي الذي له أهمية كبيرة فهو من أهم وأكبر أحياء المدينة وعقدة مواصلات رئيسية فيها، كما يحكم بموقعه الهام وادي الزيدي الفاصل بين درعا البلد وأحياء المدينة.

الفصائل الإرهابية حشدت أعداداً كبيرة من المسلحين والسيارات المفخخة واستهدفت المباني السكنية ومواقع الجيش السوري بالقذائف الصاروخية لكن الاخير نجح بصدّ وامتصاص كافة هجمات المسلحين ليعود بذلك إلى موقع الافضلية الوازنة بإدارة مفاصل المعركة.

  في دير الزور ...الجيش يستعيد المبادرة

لم تغب دير الزور عن الحسابات العسكرية للجيش السوري، فعلى الرغم من قيام "داعش" قبل أشهر بشنّ هجمات عنيفة لضرب أحياء المدينة غير أنها باءت بالفشل، فقد تمكن الجيش السوري من صدّها كافةً ليعود وبعد فترة وجيزة لاستلام زمام المبادرة عبر شنّه عملية عسكرية هدفت لإعادة وصل أحياء المدينة بالمطار العسكري.

وأفضت هجمات الجيش حتى الآن لاستعادة  منطقة المقابر والتلة الحاكمة لها والتقدم نحو تلّة الكهرباء وتلّة خنزير وسرية جنيد ومحطة الكهرباء، في حين لم تشهد الأيام القليلة الفائتة أي تغيير في خطوط الاشتباك بين الجيش السوري والإرهابيين في وقت ما يزال فيه الطيران الحربي السوري يُغير على مواقع وتحركات مسلحي التنظيم على حي الحميدية ومحيط جبل الثردة ومنطقة المهندسين ومحيط المطار العسكري.

العهد