ما وراء زيارة برلمانيين تونسيين إلى دمشق؟

ما وراء زيارة برلمانيين تونسيين إلى دمشق؟

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢١ مارس ٢٠١٧

روعة قاسم

يسعى المجتمع السياسي والمدني في تونس منذ سنوات لإصلاح ما أفسده فريق سياسي في البلد فيما يتعلق بالعلاقات المتطورة والتاريخية مع سوريا. حيث تقوم وفود إعلامية وحقوقية وسياسية بزيارة دمشق كلما سنحت الفرصة لإيصال رسائل إلى النظام السوري مفادها أن ما فعلته حركة النهضة والمرزوقي إبان حكم الترويكا من قطع للعلاقات مع سوريا والتآمر عليها باحتضان ما سمي "مؤتمر أصدقاء سوريا"، لا علاقة للسواد الاعظم من التونسيين به.

فالشعب التونسي في عمومه حريص على علاقات ممتازة وشديدة التطور مع شعوب بلاد الشام الذين ساهمت قرطاج في التلاقح الحضاري بينه وبين هذه الشعوب. فهناك روابط دموية وتاريخ مشترك وود يجعل من العار على تونس والتونسيين أن ينخرطوا في مشروع تآمري على الدولة السورية إبان حكم حركة النهضة والمرزوقي ويفرض على القوى الحية في المجتمع التونسي أن تتحرك وتتصدى لهذا الإنحراف الحاصل.

النواب في الموعد

وفي هذا الإطار غادر صباح الأحد 19 آذار مارس وفد برلماني تونسي، أرض الخضراء باتجاه العاصمة السورية دمشق، ويتكون الوفد من 7 نواب تتقدمهم السيدة مباركة البراهمي أرملة الشهيد محمد البراهمي، بالإضافة إلى آخرين ينتمون إلى الجبهة الشعبية ونداء تونس سابقا والمشروع ... وسيلتقي هذا الوفد كبار المسؤولين في الدولة السورية ضاربين عرض الحائط بما سيخلقه ذلك من أزمة منتظرة مع حركة النهضة وحراك المنصف المرزوقي المنخرطين في مشروع ما يسمى "الربيع العربي".
و سيسعى الوفد البرلماني التونسي بحسب مصادر ل"موقع العهد الاخباري" إلى "نقل حقيقة ما يحصل في سوريا للشعب التونسي في غياب مصادر المعلومة التي تحظى بالثقة. حيث أمعنت وسائل الإعلام العربية والأجنبية في تشويه النظام ونسبة جميع أشكال الجرائم له ومحاولة إخراج قوى التكفير والإرهاب في ثوب الملاك الطاهر المحب للخير و"الديمقراطية"".

العلاقات الثنائية

ويبحث الوفد البرلماني التونسي العلاقات التونسية السورية التي ساءت كثيرا في السنوات الاخيرة وتم قطعها من قبل حكومة حركة النهضة برئاسة حمادي الجبالي، وفي زمن رئاسة المنصف المرزوقي. وبقدوم الباجي قائد السبسي تمت إعادة التمثيل القنصلي، حيث بات لتونس قنصل في دمشق يهتم بشؤون الجالية التونسية هناك، وينتظر الجميع عملية تبادل السفراء.
وتبدو تونس بحاجة للتعاون مع السلطات السورية في مجال مكافحة الإرهاب حيث تمتلك دمشق معلومات عن التونسيين المتورطين في الإرهاب يمكن أن تساعد السلطات التونسية على تعقبهم ومحاكمتهم وإدانتهم. لذلك وبحسب المعطيات المتوافرة سيخوض الوفد البرلماني التونسي في هذه المسألة مع المسؤولين السوريين الذين سيلتقيهم بمناسبة هذه الزيارة.

العهد