المواد الأولية هاجس.. قطــاع الصناعـات النســيجية يعــاود الانتعــاش بعــد انكفــاء مزمـــن..

المواد الأولية هاجس.. قطــاع الصناعـات النســيجية يعــاود الانتعــاش بعــد انكفــاء مزمـــن..

أخبار سورية

الأربعاء، ١٢ أبريل ٢٠١٧

خصوصية المرحلة المقبلة والأولويات التي تتزاحم فيها، خاصة لجهة إعمار القطاع الصناعي الذي تعرّض للتخريب والسرقة من قبل المجموعات الإرهابية، تستدعي المزيد من الجهود الهادفة إلى الإقلاع بالعجلة الصناعية بشكل عام لتأمين حاجة السوق المحلية من المنتجات والسلع الصناعية الضرورية بتعويض النقص الحاصل نتيجة الإرهاب والحصار الاقتصادي المفروض على بلدنا على مستوى الشركات، وهذا ما يتم العمل عليه في الصناعات الهندسية، حيث تعمل المؤسسة العامة للصناعات الهندسية على تذليل كافة الصعوبات والمشكلات التي تعاني منها بعض الشركات التابعة للمؤسسة، ولاسيما نقص السيولة والخبرات والعمالة الكفوءة وغيرها من المعوقات المتعلقة بالأداء الإداري والإنتاجي، وتسعى وفق الإمكانات المتاحة لتأمين المطلوب.
ومن الإجراءات التي تعمل عليها المؤسسة مساعدة الشركات التي تعرضت للتخريب والتدمير من قبل العصابات الإرهابية والجماعات المسلحة من خلال تقديم مقومات جديدة لهذه الشركات وأماكن بديلة للعمل لاستثمار الطاقات والكفاءات المتوافرة لديها، ولاسيما الشركات التي تسعى للعودة بشكل تدريجي للإنتاج وعلى مراحل.
تقديم الدعم
المهندسة إيمان مقدم مديرة المؤسسة العامة للصناعات الهندسية، أكدت على أن جميع الشركات التي تعرضت للتخريب هي ضمن دائرة اهتمام المؤسسة والوزارة، والمساعي جادة لإعادة تأهيلها من جديد، والمؤسسة تسعى لاتخاذ الإجراءات، وتقديم الدعم المطلوب لكل الشركات، ولاسيما الشركات التي مازالت تعمل بصورة منتظمة، مثل كابلات دمشق التي مازالت ساعية لتأمين احتياجاتها من المواد الأولية، متجاوزة حالة الظروف الراهنة، والحظر الدولي المفروض على البلد، كما أن الشركة تنفذ استراتيجيتها في كبح الاحتكار، وزيادة الأسعار عن الحد الطبيعي، انطلاقاً من مهامها كشركة عامة لتنفيذ سياسة الدولة الاقتصادية، حيث تعمل خطوط الإنتاج بشكل كامل وفعلي، وبالأخص أن نوعية إنتاجية الشركة تستلزم استمرار وجاهزية كافة آلاتها، فتتم دائماً عملية صيانة الآلات دورياً لتكون جاهزة لتلبية خطط الشركة وحاجة الجهات العامة والسوق المحلي، وقد بلغ رقم الإنتاج لشركة كابلات دمشق في الربع الأول حوالي 76% من الكمية، أي  /910 / أطنان من الكابلات، ومن ناحية القيمة لغاية الشهر الثاني نفذت الشركة خطتها بـ 134%، وبالرغم من أن الشركة رابحة إلّا أن الجانب الاستثماري بلغ 7 ملايين ليرة سورية خلال الربع الأول، وعلل خالد النابلسي مدير التخطيط  انخفاضه في الشركة الهندسية بقوله: إن الفترة الأولى من العام تكون لدراسة العقود والعروض وغالباً ما ترتفع قيمة تنفيذ الشركة خلال الأشهر الأخيرة من العام، أما رقم إنتاج شركة سيرونكس بلغ 500 مليون ليرة سورية، ولذلك لصعوبة تأمين المواد الأولية واستيرادها، وحسب البيانات بلغت نسبة تنفيذها بالشاشات 77 %، وبمعدل تنفيذ 137% لغاية الشهر الثاني.

بردى أنموذجاً
ومن الشركات التي تشهد الآن ساحة عملها وإنتاجها محاولات إعادة إقلاعها من جديد شركة بردى التي طالتها الأعمال الإرهابية، وتكبدت خسائر فادحة في بداية الأزمة وتدمّر موقعها بالكامل، إذ قدّمت الشركة عبر تاريخها الطويل الكثير من الصناعات منها (البرادات – الأفران – الغسالات) ذات المواصفات الجيدة، لتعود اليوم إلى الأسواق بمنتجاتها التي نالت ثقة المواطن السوري، وتميزت بكفاءة عالية، وأسعار مدروسة تتناسب مع القدرة الشرائية للمواطنين، وتثبت موقعها بكفاءتها وجودتها وأسعارها المناسبة لتشكل منافساً حقيقياً في أسواق الآلات والأدوات الكهربائية المستوردة، وقد تم تأمين مقر عمل آخر للشركة، وهو معمل القوالب الكائن في منطقة حوش بلاس والذي يحتوي على بعض الآلات التي يمكن الاستفادة منها للإقلاع بوتيرة العمل من جديد، حيث استطاعت منذ العام الماضي الحصول على ماكينات لإنتاج القوالب البلاستيكية والمعدنية، والعودة إلى دائرة الإنتاج، وقد حدّثنا المدير العام محي الدين عيون عن واقع الشركة والخسائر التي تكبدتها في استهداف الإرهابيين لمقرها وتدمير معداتها، ولكنها عادت إلى الإقلاع من جديد بتجميع المواد الأولية في مقرها الجديد، وإنجازها للخطة الإنتاجية لعام 2017  والتي بلغت خلال الربع الأول 500 براد ” قياس قدم 16 بابين”، وأكد عيون أن الشركة حرصت على تزويد البراد بمحرك بمواصفات عالية “ملفات نحاس”، خلاف ما هو موجود في الماركات الأخرى من البرادات ليتلاءم مع ظروف الأزمة، وانقطاع  تيار الكهرباء المتكرر، ويحتفظ بالتبريد لمدة ثلاث ساعات في كامل هيكل البراد للحفاظ على صحة الأغذية، وبسعر 149700 ليرة سورية بالإضافة إلى كفالة حقيقية لمدة عام كامل.

إعادة البريق
وفي حساب سريع لمجمل الأرباح التي بلغت  10 ملايين ليرة سورية خلال الربع الأول، يؤكد عيون أن نسبة 7% هي نسبة قليلة بالنسبة لتكاليف الإنتاج، إلّا أن هدف الشركة هي العودة إلى الإنتاج وإعادة بريق اسم بردى إلى أذهان المستهلك كشركة وطنية قادرة على تلبية احتياجات السوق السورية بمنتجات عالية الكفاءة ومناسبة للقدرة الشرائية للمواطنين، وذهب عيون في حديثه إلى أهمية التسويق لمنتجات الشركة، حيث كانت سندس والمؤسسة العامة الاستهلاكية المنافذ الأكثر حيوية في طرح منتجاتها في الأسواق، ولكنها الآن خارج خطة التسويق، حسب قوله، لأنها في طور إعداد قوانينها الجديدة التي لم تتبلور قوانينها إلى الآن بعد عملية الدمج، في حين أشار إلى أنه تم عقد صفقة مع المؤسسة الاجتماعية العسكرية لاستجرار ربع الكمية وطرحها للمستهلكين عبر صالات البيع التابعة لها، وتعتمد شركة بردى حالياً على خمسة مراكز بحسب عيون، ثلاثة منها في محافظة دمشق، ومركز في مدينة جبلة، ومركز خامس في محافظة اللاذقية.

غسالات وأفران غاز
وكشف المدير العام عن مبادرة في الربع الثاني من عام 2017 ضمن الخطة المستقبلية لتأمين المواد الأولية للغسالات الآلية، وغسالة الحوضين، والأفران، ليصار إلى إنتاجها وطرحها بالأسواق خلال الأشهر القادمة، حيث تتضمن الخطة الإنتاجية أيضاً  إنتاج 1000 غسالة و500 فرن غاز ديلوكس، سيتم العمل على تنفيذها خلال الأشهر القادمة، وبيّن لنا أن معدل تنفيذ الخطة المالية بلغ في الربع الأول 100 مليون ليرة من أصل 700 مليون ليرة لكامل الخطة الإنتاجية.

دعم مالي
وعلى الرغم من معاناة الشركة من نقص السيولة، يؤكد مدير الشركة أن الدعم المالي المقدّم من مؤسسة الصناعات الهندسية، ساند الشركة في الإقلاع بعد الخسائر التي تعرضت لها، بالإضافة إلى دور وزارة الصناعة في تقديم الدعم اللوجستي والمادي عن طريق رصد موازنة لتأهيل الآلات وبعض خطوط الإنتاج للانتقال إلى مرحلة التصنيع، لتؤكد بدورها إيمان مقدم مدير عام المؤسسة العامة للصناعات الهندسية تقديم المؤسسة لدعم مالي، بلغ 400 مليون ليرة سورية خلال السنوات الماضية، ومبلغاً قدره 47 مليون ليرة سورية خلال عامي 2017 – 2018 لشركة بردى للعودة إلى عملية الإنتاج التي توقفت عنها بسبب الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها، كما قدّمت دعماً مالياً لتسديد قيمة آلات الحصر بالشرارة لتدعيم آلات تشغيل ميكانيكي مبرمجة لتصنيع كافة القوالب المعدنية والبلاستيكية والقطع التبديلية اللازمة على هذه الآلات وبجودة عالية، وتضيف: إن المؤسسة ووزارة الصناعة ملتزمة بدعم شركة بردى لمكانتها بارزة في السوق السورية والخارجية، وامتلاكها علامة تجارية، شكّل ثقة كبيرة لدى المواطن السوري، وشكّلت علامة فارقة في الصناعة الوطنية الأساسية في عملية التنمية.

مصادر تمويل
لضرورة تذليل الصعوبات والتحديات التي تواجهها شركة بردى بصعوبة تأمين المواد الأولية ونقص الأيدي العاملة والخبيرة، ناشد بدوره رئيس نقابة الصناعات المعدنية والكهربائية مازن دكاك الجهات المعنية لدعم الشركة مالياً وعمالياً بإعادة عمالها التي تم ندبهم وتوزيعهم إلى قطاعات الدولة حينما توقفت الشركة عن العمل، حيث يعمل بالشركة الآن حوالي 140 عاملاً فقط، وتحتاج إلى فنيين وخبراء لتستطيع العودة إلى سابق عهدها،  وفي إطار البحث عن مصادر تمويل بيّن دكاك أن الشركة تتعاقد مع شركات القطاع العام والخاص لصناعة القوالب وإنتاجها، كما تعاقدت مع شركة الإنشاءات المعدنية كبديل للنمطي بـ200 مليون ليرة لصناعة الأسرة والأبراج الكهربائية بكمية حوالي 390 طناً، كمنتج بديل لدعم السيولة، وأضاف: إن نقابة العمال حاولت الوقوف إلى جانب الشركة بإلغاء الفوائد المتراكمة عليها من قروض قديمة حتى تستعيد عافيتها وانطلاقها إلى ميدان الإنتاج، أما صالح خباز، وهو من النقابيين القدامى، فكان له رأي في واقع الشركة التي تحتاج برأيه إلى إدارة قوية تستطيع توظيف القدرات في إبرام عقود وتأمين مواد أولية من السوق المحلية للإقلاع بشكل فعلي، وأضاف: إنه في حال تم تأمين موارد مالية وعقود عمل كبديل عن العمل النمطي، يصبح موضوع تأمين العمالة والأيدي الخبيرة أمراً ضرورياً، يسعى إليه الجميع مع الجهات المعنية.

فاتن شنان