المنشطات الرياضية… سموم مصحوبة بمخاطر الموت وإنهاء الرجولة ..تقاعس من الجهات المختصة... وخطر يتفاقم ويهدد جيلاً كاملاً من الشباب

المنشطات الرياضية… سموم مصحوبة بمخاطر الموت وإنهاء الرجولة ..تقاعس من الجهات المختصة... وخطر يتفاقم ويهدد جيلاً كاملاً من الشباب

أخبار سورية

الجمعة، ٩ يونيو ٢٠١٧

ديمة صابر

أصيب بنوبة من الجنون والهستيريا دفعته إلى ضرب المدرب (س, ن) ضرباً مبرحاً الذي حقن ولده ذا الـ 17 عاماً بإبر هرمونية لتكبير عضلاته في أحد البيوتات الرياضية في منطقة قدسيا في دمشق مسبباً له خراجات حادة وضعته في حالة طبية حرجة وإنذار بالوفاة.
والد المراهق- الذي فضل عدم ذكر اسمه وضح أن ابنه الوحيد رغب في أن يسجل في النادي الرياضي مع رفاقه من أجل ملء الفراغ الذي يعانيه وفي الوقت نفسه ممارسة رياضة مفيدة تنمي جسده الضعيف وإذ بأحد مدربي النادي يقوم بإعطائه عدداً من الإبر الهرمونية التي تنمي العضلات ما أدى إلى ارتفاع حرارة الشاب وهذيانه وأعراض أخرى نتيجة خراجات حادة كادت أن تقتله.
عندما يتعدى الأحلام ويتحول إلى حقيقة ذات عواقب وخيمة ومؤلمة بناء العضلات وتكبيرها كان ومازال حلم الشباب من صغار السن فهو يرمز عادة إلى القوة والرجولة.
أصحاب البيوتات الرياضية المنتشرة في دمشق وريفها يحولون الحلم إلى حقيقة «بغزة» إبرة سحرية تضخم عضلات الشاب لكنها تهدد ذكورته.
المال والشهرة هما السببان الرئيسان في انتشار هذه الظاهرة الخطيرة, فهرمونات سحر العضلات المخصصة لحقن الخيول لزيادة قدرتها وتحملها في الماراتونات الطويلة، توصف وتباع من قبل المدربين وتحقن للشباب في تلك البيوتات من دون وازع من ضمير.
وفي ظل جهل الشباب المطبق بآثارها السلبية على أجسادهم وإصرار الجهات المعنية على تجاهل الظاهرة ناشدت صحيفة تشرين مراراً وتكراراً تلك الجهات لمحاولة الحدّ منها والقيام بجولات ميدانية تضبط التجارة بتلك المواد المحظورة دولياً فما كان من وزارة الصحة إلا الجواب التالي وعلى لسان د. سوسن برو مديرة الرقابة الدوائية في وزارة الصحة- محافظة دمشق بأن الوزارة لديها برنامج للقيام بجولات مهمة في الأسواق قبل شهر رمضان لمتابعة المواد الغذائية وتم الاعتذار عن الجولة التي طال انتظارها,أما محافظة دمشق فقد أخلت مسؤوليتها عن الرقابة والمتابعة.
«تشرين» في جولتها الميدانية رصدت المنشطات والهرمونات في بعض صيدليات دمشق في ظل تنصل الجهات المعنية كوزارة الصحة ومحافظة دمشق ونقابة الصيادلة من الجولة كما رصدت انتشار الظاهرة في البيوتات الرياضية وأجرت عدداً من اللقاءات مع اللاعبين والمدربين.
تجارة و«بزنس»
أرباح طائلة لتجارة قذرة تهدد الجيل بأكمله تنشط في البيوتات الرياضية هذه الأيام حيث يموت الضمير وتحقن الهرمونات للاعبين بغض النظر عن اختلاف الأجسام أو الأعمار.
محمد (صاحب العضلات المفتولة) وهو أحد المدربين في بيت رياضي في المزة يقول: إن أسعار الكورسات التي تعطى للاعبين في معظم البيوتات تتراوح من 150 ألفاً إلى المليون ليرة _طبعاً حسب الزبون وتوصف غالباً هذه الكورسات من قبل المدربين أنفسهم.
والكورسات توصف على مدى 45 يوماً فقط وتؤخذ بشكل تدريجي وتعطى حسب المواد المعطاة، ويؤكد أن أصعب تلك المواد هو السكلين والبمبوز، فهي مواد قاتلة ولا يمكن لمتعاطيها العيش أكثر من 50 سنة فقط.
وأن الأنواع المتداولة اليوم هي بريمو بولان عيار250، وأنا فار فارما وهو ألماني عيار 10 وبولدينون والـ( ديكا) والمنشط الهندي والإيراني، والأفضل بينها هو الألماني.
ويوضح أن هذه الأنواع تلقى رواجاً هائلاً بين الشباب على مختلف أعمارهم وأنها مهربة تدخل البلاد بطرق غير شرعية، وأكد أن هرمون الخيل الذي يتم حقنه في البيوتات الرياضية هو دخيل جديد على البلاد وهو ما خرب اللعبة وأساء إليها.
ويوضح محمد ما يجري في المراكز الرياضية الخاصة حيث يأتي المراهق 16-17سنة وخلال شهر يبدو هذا المراهق وكأنه يلعب منذ سبع سنوات حيث يتم حقنه بهذه المواد وهي مواد سرطانية وتؤثر في الكلى بشكل كبير.
تؤخذ سراً
ويشير محمد إلى أن هذه المواد تؤخذ سراً وينتشر تعاطيها بصورة مكثفة في النوادي الموجودة في العشوائيات والحارات المتخلفة.. ويوضح كمدرب أنه يقوم بنصح المتدربين لديه بعدم تعاطي تلك المواد لكن الشاب الذي يدخل لبناء عضلاته وتربيتها ويتعرض للتدريبات المجهدة والمتعبة التي تحتاج الإرادة القوية والمثابرة والمتابعة ويرى أحد أصدقائه الجدد المتعاطين لتلك المواد حصل على العضلات المنشودة يصر على أخذ الإبر وتوفير شوط كبير من التدريبات المضنية.
وأشــار إلى أن منطقــة قدسيــا هي الأولى في تعاطي تلك الإبر قائلاً (هونيك العز)- على حــد تعبيره- إشارة إلى الفوضى وعدم الرقابة على البيوتات حيث تعطى هناك تلك الإبر من دون حساب أو وعي حسب الطلب والدفع.
ويوضح المدرب أن المتدرب الذي يحقن تلك المواد يجب عليه ألا يتعرض للحرارة كالمدفأة أو الحمام الساخن لأن هذه المواد تتخلخل من مكانها، وهذه المواد تحقن فقط في الأيدي والأكتاف ولا تحقن في الصدر لما لها من خطورة على القلب والكبد بسبب تحركها المفاجئ نتيجة الركض أو الحرارة كما تم ذكره.
تصريحات خلبية
يؤكد المدرب محمد أن الهرمون يباع علانية في صيدليات المزة والصناعة وقد زودنا بأسمائها وتقوم بعرض البروتينات والأحماض في الواجهة أما في الداخل فما خفي أعظم. قمنا بالتعاون مع مديرية التموين في دمشق بزيارة تلك الصيدليات ومصادرة الهرمونات التي تباع على العلن على الرغم من أنها ممنوعة من الدخول للبلاد والتداول دولياً وبالرغم من تصريح د. سوسن برو التي أفادت بأن الوزارة تقوم بجولات تفتيشية على الصيدليات فقط وهي لجان رقابية 29/ت ممثلة من نقابة الصيادلة وتقوم بإرسال المواد المخالفة والأدوية غير المسموح بها التابعة للقرار 11ت إلى مديرية الرقابة الدوائية لمتابعتها أصولاً.
مدربون غير مختصين
يشير سامر وهو بطل سابق في رياضة كمال الأجسام ويرفض استخدام الهرمونات رفضاً كلياً :بأن المدربين الموجودين في البيوتات الرياضية هم في الأغلب من غير المختصين ويقومون بوصف تلك العقاقير السحرية عن غير دراية طبية أو معرفة بطبيعة المواد وتركيباتها الكيميائية بل يكتفون بفتح الانترنت ومعرفة أسماء تلك الأدوية وتالياً وصفها للاعبين, ويضيف: يقوم المدرب أحياناً بخلط أربعة أو خمسة أنواع من الهرمونات وحقنها في جسم اللاعب الذي يستجيب لنصيحة مدربه وذلك لتفادي الشعور بألم الوخزة عدة مرات ما يؤدي لاصطناع مادة جديدة قد تكون أكثر خطورة من الهرمونات نفسها. وهنا يشير الدكتور جهاد حاج إبراهيم رئيس اتحاد الطب الرياضي في سورية إلى خطورة عدم معرفة المدرب بكيماوية تلك المواد وتركيباتها المضرة على صحة جسم اللاعب، فكل جسم لديه قابلية معينة لتلك المواد فبعض الأجسام قد تملك حساسية معينة لبعض المكونات ربما تؤدي للوفاة الفورية.
ظاهرة خطيرة
اللواء موفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام يؤكد أن موضوع المنشطات يعدّ من المظاهر الخطيرة على صحة الإنسان أولا والرياضي ثانياً وأن مكافحة المنشطات كظاهرة دولية وبإشراف اللجنة الأولمبية الدولية التي أصدرت تشريعات تخص الرياضيين أصحاب الإنجازات وأبطال المنتخبات الرياضية في كل دولة وتالياً الرياضي عندما يشارك في أي حدث رياضي سواء على مستوى قاري أو إقليمي أو عالمي أو بالدورات الأولمبية يعرف أنه قد يخضع من بين المشاركين لفحص المنشطات حتى ولو لم يحصل على المراكز الثلاثة الأولى فإن الفحص يأتي بعينات عشوائية تطول حتى المراكز الأخيرة لمعرفة مدى التزام بلد اللاعب بمكافحة المنشطات.. في سورية نحن ملتزمون بالشريعة الأولمبية من خلال اللجنة الأولمبية السورية والاتحاد الرياضي العام وشكلنا لجنة في اللجنة الأولومبية السورية خاصة لمكافحة المنشطات تقوم بدورها بأخذ العينات العشوائية من الرياضيين الذين يتحضرون للاستحقاقات القادمة.
إغلاقات وعقوبات
ويضيف اللواء: على صعيد مؤسساتنا الرياضية نحن ملتزمون بمكافحة ومحاربة هذه الظاهرة في الأندية التي تتبع الاتحاد الرياضي، ويوضح أن هذه الظاهرة منتشرة بشكل كبير في البيوتات الرياضية وفي المراكز الرياضية الخاصة وقد تمارس بعض الممارسات الخاطئة وهي موجودة وسبق أن قام الاتحاد بإغلاق بعض المراكز والصيدليات التي تبيع هذه المواد المحظورة وتعطيها للاعبي اللياقة البدنية وخاصة ما يرتبط بالقوة البدنية والألعاب القتالية منذ سنتين تقريباً في حمص، كما تمت معاقبة العديد من اللاعبين وعلى سبيل المثال تمت معاقبة اللاعبة رشا الشيخ التي شاركت في بطولة آسيوية وثبت أنها تعاطت نتيجة استخدامها بعض العقاقير الطبية وهي لا تعلم بأن مكوناتها فيها شيء محظور وتالياً تمت معاقبتها وأوقفت سنتين. ويضيف أن اللجنة تصدر وبشكل دوري قائمة بأسماء العقاقير التي تحوي مركبات محظورة ويجب على اللاعب أن يبتعد عنها إضافة للندوات التثقيفية للرياضيين.
النهاية إدمان ووفاة
يؤكد اللواء أن هناك حوادث مؤلمة للرياضيين فبعض رياضيي رفع الأثقال الذين سبق أن تعاطوا وأدمنوا تعاطي المنشطات فقدوا حياتهم وأيضاً في لعبة بناء الأجسام وهم معروفون لدى الرياضيين وأحدهم كان لاعب رفع أثقال في نادي الجيش وصل إلى مرحلة الإدمان وفقد حياته. لكن هذا الموضوع اليوم لا يرتبط فقط بالاتحاد الرياضي العام فهو مسؤولية مشتركة مع وزارة الصحة والحالات المكتشفة بين اللاعبين السوريين لا تتجاوز العشر ومع ذلك الرقم خطير على قلته. وفي منظمة الاتحاد الرياضي العام نسعى مع وزارة الصحة ومجلس الشعب لاستصدار تشريعات تجرم من يتاجر بالمنشطات أويتعامل بها أو يتعاطاها. ويؤكد أن محافظة دمشق هي المسؤولة عن متابعة شروط الترخيص والإغلاق في حال المخالفة، نسبة انتشارها كرياضة المستويات ونسبة تعاطيها لا تتجاوز 1%أما على صعيد الرياضة الترويحية التي يمارسها المواطن في البيوتات الرياضية الخاصة فقد تتجاوز15-20%وهي ظاهرة تستحق المتابعة والمكافحة نظراً لخطورتها.
جهل في التعاطي
يفيد د. جهاد حاج إبراهيم بأن اللاعب السوري لا يملك الثقافة اللازمة في موضوع تعاطي تلك المواد وتأثيراتها، وجل اهتمامهم هو تحسين الأداء وإبراز طاقة أكبر من الطاقة الفعلية عند اللاعب، وأن تأثير هذه المواد يستمر باستمرار التعاطي لكن الأثر الأكبر هو الذي تتركه هذه المنشطات في جسم اللاعب حيث تؤثر في جهازه التناسلي وتسبب العجز الجنسي.. ويوضح أن المشاكل الصحية المترتبة على تعاطي المنشطات هي التهاب المفاصل والكسور والتهاب الكبد فضلاً عن تأثيرها على الكلى، فطريقة عمل المنشط في إجهاد الغدة المسؤولة عن إفراز مادة التستسترون التي تفرز في الجسم بحدود معينة وإجبارها على الإفراز بكميات أكبر يؤدي إلى اضطراب عملها وظهور أعراض مرضية على اللاعب
الأخطر على الإطلاق
يشير د. صفوح السباعي رئيس لجنة مكافحة المنشطات في الاتحاد الرياضي إلى أن التلاعب بمستوى الأنسولين أمر خطير جداً يؤدي إلى وفاة الرياضي أو شلله.
كما يؤكد د. حاج إبراهيم أن مادة الجلاتين أو السيليكون التي يحقنها اللاعبون في العضلة بغية نفخها وإبرازها هي الأخطر على الإطلاق فقد يرفضها الجسم ما يؤدي إلى التهابات مزمنة.
ويضيف أن حالات التليّف التي تصيب العضلات تكون نتيجة حقن العضلة بتلك المواد وتجعل منها قاسية جداً وتسبب ألماً شديداً للاعب.
مواد خطيرة جداً
ويوضح حاج ابراهيم أن هناك حالات تليف للعضلات وتكتل لها من جراء حقنها بمواد جلاتينية وسيلكونية تزيد من حجم العضلة بشكل مضاعف وفي وقت قياسي لا يمكن للاعب أن يبلغه بسنوات كاملة من التدريب وتحول العضلة إلى عضلة قاسية جداً ومتحجرة الملمس وتسبب آلاماً شديدة للاعب، فضلا ًعن حالات التسمم وارتفاع الحرارة الشديد بسبب الحالات الالتهابية المترافقة ويبقى المسؤول الوحيد هو النادي الرياضي وتبقى ثقافة النادي هي المسيطرة على اللاعب وهناك بعض الأندية التي لا تسمح بهذا الموضوع إلا أن هناك أندية أخرى تعمل على الرياضي بحيث تبني له كتلة عضلية جيدة خلال فترة تأهيل وتدريب بسيطة ليحصل اللاعب على جسم مقبول. فلكل دواء تأثيراته الجانبية التي تظهر على بعض الأجسام ولا تظهر على الأخرى، إضافة إلى أن الدواء نفسه قد يناسب أشخاصاً وقد يودي بآخرين إلى الموت.. ويضيف: إن النقطة الأهم في الموضوع هي الأجسام التي تتعاطى هذه المنشطات وبعد إيقاف التعاطي يصاب بترهل شديد الأمر الذي يؤكد أن ما كان عليه الجسم هو نفخ كاذب.
عاجز جنسياً
د. قصي الزير- اختصاصي أطفال ويافعين واستشاري أمراض الدم الوراثية يوضح أن استخدام الرياضيين للهرمونات والبروتينات خطأ كبير جداً لما له من تأثير على الجسم كله وعلى جهاز الذكورة والإنجاب بشكل خاص فالبروتينات يجب أن تعطى بشكل منتظم وبنسب مدروسة في كل وجبة، وفي العموم يجب أن تكون نسبة البروتينات لا تتجاوز نسبة 30-40% من نسبة الغذاء فعندما تؤخذ البروتينات بكميات كبيرة لتنمية العضلات يكون لها تأثيرات سلبية على الكلية والدماغ وتترسب كل التأثيرات السلبية في والجهاز التناسلي وتؤدي إلى تليف كبير يصيب جهاز الذكورة مؤدياً إلى العقم.. ويؤكد أن عدداً كبيراً من الحالات لدى الرياضيين أصحاب العضلات المثيرة والضخمة هم في الواقع عاجزون جنسياً وغير قادرين على الإنجاب بسبب تناول البروتينات والهرمونات لأن عدد النطاف لديهم هو صفر والحبال المنوية والبربخ قد تليفا أو تلفا بسسب تعاطي الهرمونات فهي تليف مكان الإخصاب وإنتاج الحيوانات المنوية وتقلل عددها إلى أن تعدمه كما يضيف أن البروتينات تؤثر في الجسم إن لم تؤخذ بحكمة طبيب، وللأسف فإن الكثير من الهرمونات وفي بعض المراكز الرياضية يقوم المدربون بإعطاء الشباب المغامرين بجسدهم ويأخذون تلك الهرمونات بطريقة تنمي العضلات وتؤثر في الجهازين القلبي والتناسلي يلاحظه الشباب بعد فترة من التعاطي. حيث أكد د.الزير أنه لدى متابعته حالة أحد المقربين المراجعين له بأنه تم أخذ خزعة بينت انعدام وجود النطاف فيها بسبب وجود التليف كما قد يتأثر شكل الجهاز التناسلي لدى الشاب (بين التضخم والضمور) وحتى طريقة عمله نتيجة ضعف ضخ الدم، ويشير إلى أن هرمون التسترون الذي يعطى للفتيات يؤدي إلى ظهور بعض المظاهر الذكرية عند الفتاة وأن إعطاء الشاب هرمون البروجسترون لتكبير العضلات يؤدي إلى بعض المظاهر الأنثوية لدى الشاب فاللعب بهرمونات الجسم بطريقة خاطئة وغير مدروسة علمياً يؤدي إلى تأثيرات مخيفة جداً ويشدد بأن استخدام هذه الهرمونات للشباب الذين هم بأعمار الـ 14-18 سنة ممنوع منعاً باتاً نظراً للخطورة الشديدة ويجب عدم الاستخدام إلا بحكمة طبيب وبعد اللجوء إلى التحاليل التي تثبت حاجة الشاب لذلك الهرمون وبأعمار معينة مابعد سن البلوغ بأن هذا الشاب بحاجة إلى إعطائه الهرمون أما إعطاؤها من أصحاب المراكز الرياضية فهو طريقة إجرامية تقتل الذكورة عند الشباب وتهدد أجيال المستقبل، ويؤكد أن استخدام تلك المنشطات هو جريمة بحق الشباب وأن المراكز الرياضية يجب أن تحاسب وبشدة.. أما المتممات الغذائية التي يعتقد بأنها لا تضر فهي تضر وبشدة ذلك أن نسب السكريات والدسم والبروتين يجب أن تكون متوازنة لتعمل بآلية طبية حقيقية لنمو الإنسان فلا يجب أن تزيد نسب إحداها على الأخرى.
يحظر استخدامه للبشر
د. معروف السباعي طبيب بيطري وعضو مجلس شعب يؤكد أن: هرمون الخيل الذي يحقن به الخيل هو هرمون يأتي البلاد تهريباً من لبنان وممنوع استيراده في سورية وهو هرمون جنسي وهناك نوع من الهرمونات المسمى مصل الفرس الحامل وهو لا يصلح نهائياً للحقن للبشر وحتى للخيل ممنوع الاستخدام واستعمالاته تنحصر في حالات مرضية معينة وليس للعضلات ويوصف لحالات نقص إفراز الهرمون في الجسم أو وهن العضلات ومحرم أن يحقن في حالات النمو وله تأثيرات جانبية سلبية كبيرة ويضيف: إن الشباب الذين يعملون في مجال كمال الأجسام يأخذون فيتامينات حيوانية إضافة للأحماض الأمينية التي تسبب الجلطات وتؤدي إلى سماكة في الدم وتؤدي إلى إشباع في إفراز الغدد الصم.
إبر مجهولة الهوية
ويشير د. صفوح إلى أن هرمون سحر العضلات هو الأخطر على الإطلاق إذ إن استخدام الهرمونات الطبيعية المستخلصة من حيوانات كالحصان أو الثور بتراكيز عالية جدا هو أمر خطير جداً فهرمونات التستسترون أو الاتش جي هي إبر مجهولة الهوية تأتي من خارج البلاد.. تلك الإبر التي تحول الشاب إلى وحش كما يشاع عنها وتعمل على تثبيط عمل الغدة وإنهاكها.
ويضيف أن المخدر لا يؤثر في الناحية الجنسية كما يؤثر المنشط وهنا تكمن الخطورة.مشيراً إلى وجود جهات داخل وزارة الصحة تحاول تغييب الاهتمام بموضوع المنشطات –على حد زعمه- أما المتممات الغذائية، فيقول السباعي، إنها ليست ممنوعة لكنها تشكل خطراً كبيراً لأنها ملوثة بالهرمونات وهو أمر غير مضبوط أيضاً.
30 وفاة من اللاعبين
د. صفوح السباعي رئيس المنظمة الوطنية -الوكالة السورية لمكافحة المنشطات، يؤكد أن الدوبينغ يعني التنشيط والتخدير فكل منشط ينتهي بمخدر.. فمارادونا البطل تحول إلى مدمن مخدرات بسبب تعاطيه المنشطات وانتهى بفضيحة عالمية وأغلب الفنانين أيضاً.
ثم يتحول الجسم نتيجة استخدام هذا المنشط إلى اضطراب في آلية الاستقلاب ويفقد القدرة على النوم فيلجأ إلى الأدوية المنومة والمهدئة ثم المخدرات فمن الناحية العلمية والطبية يؤكد د. السباعي أن كل المخدرات تبدأ بآلية منشطة فالكبتاغون والهيروئين والكوكايين والمورفين كلها تشعر المتعاطي بداية بالتنشيط وتعطيه المتعة والسعادة والعظمة، ثم تنتهي به إلى المهدئات والمسكنات ويشير إلى أن الرباع الفرنسي أصيب بالشلل نتيجة استخدام مركبات مجهولة في عام 1968 م وأيضا الدراج الفرنسي توفي أيضاً بسبب تعاطي المنشطات ثم توالت الوفيات نتيجة استخدام تلك المركبات. وفي سورية حدثت وفيات لأكثر من ثلاثين شخصاً بسبب تناول المنشطات من الرياضيين ناجم عن جهل اللاعبين بمدى خطورة المواد المنشطة.
عقوبات رادعة
د. ماهر خياطة نائب رئيس الاتحاد الرياضي العام يؤكد أنه يحق للجنة الأولمبية سحب الميدالية من اللاعب الذي نالها بعد خضوعه للتحاليل الطبية وبعد ظهور نتائج الاختبارات التي تبين فيما إذا كان اللاعب متناولاً المنشطات أو أحد المواد المحظرة ما يؤدي لسحب هذه الميدالية منه حتى ولو بعد عام كامل كاللاعبة الكينية التي حازت الميدالية الذهبية بماراتون دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في الشهر الثامن من العام المنصرم 2016 في البرازيل، وقد سحبت منها الميدالية منذ مدة قريبة نتيجة إثبات تناولها بعض المواد الممنوعة.. يشير الخياط إلى أنه في دول العالم المتقدمة رياضياً أصبح هناك طرق تتيح للاعب أن يتناول نوعاً من المواد المنشطة عصية على الاختبارات والكشف.