طلاب الماجستير يراقبون زملاءهم.. عبء ومسؤولية لم تنضج بعد.. غريب: استغلال أعداد الطلاب الكبيرة في تجربة لا تحتاج خبرةً

طلاب الماجستير يراقبون زملاءهم.. عبء ومسؤولية لم تنضج بعد.. غريب: استغلال أعداد الطلاب الكبيرة في تجربة لا تحتاج خبرةً

أخبار سورية

الثلاثاء، ١٣ يونيو ٢٠١٧

لمى علي

يقف طالب الدراسات العليا الذي تخرج قبل أشهر فقط، في موقع جديد؛ يتيح له أن يكون مسؤولاً عن زميله الذي يسبقه دراسياً بعام أو أكثر، يراقبه في تقديم امتحانه، ويملي عليه تعليمات القاعة، أو ربما يتعاطف معه ويساعده، وقد «يغششه».. هذا إضافة إلى أنه كطالب أوكلت إليه مهمة المراقبة خلال فترة دراسته، يعاني ويتذمر من عبء جديد يضاف إلى أعبائه الدراسية.«تشرين» اطلعت على آراء البعض من طلاب الدراسات العليا، وحصلت على رأي الجهات المعنية في هذا الموضوع:
على الرغم من أن طلاب الدراسات العليا في كلية الحقوق (ماجستير تأهيل وتخصص) أكدوا صدور قرار إيقاف دوامهم بشكل مؤقت خلال فترة امتحانات طلاب الإجازة، ليتمكنوا من القيام بالمراقبة على الطلاب، فإنه تبين أن القرار شفهي أصدرته الكلية بالتنسيق مع الدكاترة المحاضرين، وتم إبلاغ الطلاب به شفهياً فقط، سعياً من إدارة الكلية لتحقيق أكبر نسبة التزام بموضوع المراقبات من قبل طلاب الدراسات العليا. بينما أوضح طلاب الدراسات العليا (ماجستير أكاديمي) في كلية الإعلام أن دوامهم لم يُوقف، حيث يصرّ أحد الدكاترة على الاستمرار في إعطاء المحاضرات خلال فترة الامتحانات الجامعية، وقبل الآخرون بالتأجيل إلى ما بعد انتهاء مهمة المراقبة، غير أن رئاسة جامعة دمشق أكدت أنه لا يوجد أي قرار بإيقاف الدوام الرسمي لطلاب الدراسات العليا في فترة امتحانات طلاب الإجازة، وأن التأجيل المؤقت عائد لتقدير الكلية نفسها في بعض الأيام التي تشكل ضغطاً على الطلاب، خاصةً أنه مطلوب من كل طالب المراقبة من 10-12 جلسة فقط خلال شهر الامتحان.
طالب يراقب طالباً
أجاب علاء (طالب دراسات عليا في كلية الآداب) بكل صراحة؛ بأنه خلال قيامه بمراقبة الطلاب يتساهل مع بعضهم، سواء كانوا أصدقاءه الذين مازالوا في مرحلة الإجازة أو (البنات الحلوين) حسب تعبيره، مؤكداً أنه لا يقدم لهم أي معلومات وإنما يتغاضى عنهم، وزميلته ميس أيضاً لا تخفي تعاطفها مع الطلاب أثناء المراقبة مسوّغة موقفها بالقول: كنا طلاباً مثلهم العام الفائت ونعلم المعاناة.
«تشرين» التقت الأستاذ الدكتور محمد غريب (نائب رئيس الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا) الذي رأى أن الامتحانات عندما تكون شفافة ونزيهة، تكون الجامعة في أفضل حال، وأي إشكالية في الامتحانات تعني تراجعاً في المستوى حتماً، ومن هذا المنطلق، وبقرار من مجلس التعليم العالي، تقرر أن يقوم طلاب الدراسات العليا بالمراقبات الامتحانية، وخاصةً مع النقص الموجود في أغلب كوادر الكليات، معتبراً أنه من الأفضل استغلال الأعداد الكبيرة لطلاب الدراسات العليا في عملية المراقبة، بدلاً من الاستعانة بأشخاص من خارج الجامعة للقيام بالمراقبة مقابل مبالغ زهيدة، فلا تكون غايتهم المال، وإنما غايات أخرى قد تضر بسير النظام الجامعي.
وأضاف: من ضمن الأوراق الرسمية المطلوبة للتسجيل في الدراسات العليا لجامعة دمشق، ورقة غير عامل أو موافقة الجهة التي يعمل لديها الطالب، ومعنى هذا الكلام أن طالب الدراسات العليا يجب أن يكون ملتزماً بالدوام طوال العام الدراسي ويحقق نسبة الدوام المطلوبة التي لا تقل عن 80%، وفترة المراقبات هي جزء من هذا الدوام، خاصةً أنه يكلف بمهمة لا تحتاج أي خبرة.
عقوبة وأمنية
وعن قدرة الطالب الذي تخرج منذ أقل من عام على مراقبة طالب كان معه على مقاعد الدراسة طوال سنوات المرحلة الجامعية الأولى، أو طالب أصغر منه بسنتين أو ثلاث، أوضح غريب أن الجامعة تطلب من الكليات الأخذ في الحسبان هذه النقطة، ووضع طلاب الماجستير لمراقبة طلاب السنة الأولى والثانية فقط، كما تتم مراعاة موضوع آخر، هو عدم وضع المراقبات في أوقات محاضرات طلاب الدراسات العليا، وتالياً لا يكون هناك أي تعارض بين حضور المحاضرات والقيام بالمراقبات، ولا يوقف الدوام أبداً، ولكن من الممكن أن ترتئي الكلية تأجيل المحاضرات أسبوعاً، أقل أو أكثر بما يناسب الطلاب.
وعن العقوبة التي تصدر بالفصل من الماجستير، بيّن غريب أنه لم يتم فصل أي طالب لم يلتزم بالمراقبة، ولكن يقوم بعض عمداء الكليات بإصدار إنذارات شديدة اللهجة، أما العقوبة فتكون لمن لم يحقق نسبة دوام 80%، فيحق لمجلس القسم ومجلس الكلية منعه من دخول الامتحان، وهنا يمكن عدّ الطالب الذي تخلف عن حضور المراقبات الامتحانية وكأنه تخلف عن حضور جزء من المحاضرات.