الحرائق تهدّد غاباتنا بالفناء والصيف شرارة الخطر!! ..في كلِّ عام نضع الخطط ونتخذ الإجراءات الاحترازية.. ولكن!

الحرائق تهدّد غاباتنا بالفناء والصيف شرارة الخطر!! ..في كلِّ عام نضع الخطط ونتخذ الإجراءات الاحترازية.. ولكن!

أخبار سورية

السبت، ٨ يوليو ٢٠١٧

عائدة ديوب  
ما إن يبدأ فصل الصيف بالقدوم -من كلِّ عامٍ- حتى تلتهم الحرائق ما تبقى من مساحات خضراء وغطاء نباتي جمالي عُرِفت به محافظة طرطوس …حيث تسببت بخسائر كبيرة وأضرار بالغة في الأراضي الزراعية والحراجية.
فما تبقى من ثروتنا الحراجية وغاباتنا وأراضينا الزراعية في خطر…وثروتنا الحراجية معرضة للزوال بفعل التعديات والتحطيب الجائر والحرائق المفتعلة ولا يمكن أن ننسى «الحرائق التي نتسبب بها بإهمالنا أوبعدم اكتراثنا»… في الأعوام السابقة ولاسيما العام الماضي الذي ُسمِيَ عام الحرائق ففي يوم واحد شبَّ /46/ حريقاً كما حصل / 262/ حريقاً خلال فترة قليلة من العام الحالي -وموسم الحرائق لم يبدأ بعد-وهناك أكثر من /1000/ حريق في عام واحد ،ووصل عدد الحرائق الحراجية عام 2016 إلى / 145/ حريقاً التهمت مساحة /84,5/ هكتاراً، وعدد الحرائق الزراعية /725/ حريقاً، تقدر مساحتها بعشرات الهكتارات، لتصل حصيلة هذه الحرائق إلى حرق مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية والحراجية، وجميعها تسجل ضد مجهول…؟! والجميع يعلم أن أغلبيتها شبّ بفعل فاعل من أجل التحطيب والتفحيم في ظل ارتفاع أسعار وقود التدفئة مع عدم إمكانية المواطنين الحصول عليها… ففي كلّ عام تستنفر المحافظة بجميع فعالياتها الإدارية والشعبية وتضع الخطط تجنباً لنشوب الحرائق…ولكن ومع الأسف تبقى خططنا في وادٍ وما يحصل لثروتنا الوطنية الحراجية وغاباتنا في وادٍ آخر…
والأسئلة المطروحة: كيف استعدت محافظة طرطوس لمواجهة حرائق الغابات…؟! وما الإجراءات المتخذة للحد من الحرائق والتدخل السريع في حال حصولها، وهل الإجراءات المتخذة كافية لمكافحة الحرائق ودرئها في حال حدوثها.
عن هذه الاستعدادات الضرورية لدرء الخطر المتوقع حدوثه على ثروتنا الحراجية وغاباتنا يقول المهندس حسن ناصيف -مدير الحراج في زراعة طرطوس: أعدّت زراعة طرطوس خطة طموحة لمكافحة أيّ حريق قد ينشب على مستوى المحافظة، كما عُقِدَ اجتماع للجنة الحملة الوطنية الإعلامية لمكافحة الحرائق المتوقع حدوثها– خلال فصل الصيّف–برئاسة السيد صفوان أبو سعدى محافظ طرطوس، ودرست الخطة الموضوعة من قبل مديرية حراج طرطوس بشكل موسع، تضمنت الخطة –حسب مدير الحراج-وضع خمسة مراكز لحماية الغابات على نطاق المحافظة، مجهزة بكادر عمالي دائم ومؤقت وموسمي يتبع لها /17/ صهريجاً للإطفاء وعدد من السيّارات لنقل العمال إلى مواقع الحرائق، وتمّ تشكيل /24/ فرقة لإطفاء الحرائق الحراجية خلال موسم الحرائق، إضافة إلى مجموعات راجلة توزع على بعض المواقع الحراجية مع فرقتي احتياط هما فرقتا التربية والتنمية، وتمّ الإعلان عن حالة الطوارئ لمكافحة الحرائق بدءاً من الأوّل من أيار وحتى 30/11/2017مع رفع الجاهزية للدرجة القصوى والمناوبة على مدار /24/ ساعة.
أضاف المهندس ناصيف، قمنا بتجهيز الآليات والمعدات المستخدمة بالإطفاء وتأمين العدد والأدوات اللازمة وصيانتها ووضع مجموعات من عناصر الإطفاء الحراجي الحساسة للحرائق والبعيدة للدفاع عن هذه المواقع ضد الحرائق والتعديات حيث تؤمن هذه الخطة التدخل الأولي في بقعة على نطاق المحافظة خلال أقل فترة زمنية ممكنة، وإطلاق الحملات التوعوية من خلال الكادر الإرشادي الحراجي والزراعي لتعريف المواطن بالحرائق و مخاطرها وتلافي حدوثها والتعاون مع مديرية الزراعة في تحريف نواتج تنظيف أراضيهم الخاصة لتهيئتها لموسم الزراعة أو لجني محصول الزيتون لتلافي إحداث حرائق زراعية أو حراجية نتاج التحريق الفردي، كما أضاف المهندس ناصيف، تستجيب مديرية الزراعة لأيّ طلب يقدم لها بهذا الخصوص خدمة للمواطن وتلافياً لإحداث أيّ ضرر على الرقم /188/ من أيّ هاتف أرضي أو محمول للبلاغ عن حدوث أيّ حريق…
وأكد ناصيف على دور الشرطة وأهميته كدور رئيس في حماية غاباتنا من الحرائق، من خلال قيامها بتوجيه رؤساء الوحدات الشرطية في المناطق والنواحي للقيام بالتحري عن المخالفات بما فيها من مخالفات والاهتمام الكبير للوصول إلى معرفة الفاعلين والمتسببين وتقديمهم للقضاء أصولاً بالتعاون مع عناصر الضابطة الحراجية، ومساعدة عناصر الحراج في المراقبة والإبلاغ عن أيّ حريق فور مشاهدته والمساعدة في إخماده، وتأمين الطرقات المرورية وتسهيل حركة الإطفائيات وسيّارات نقل عمال الإطفاء الحراجي للوصول بأقصر زمن ممكن لموقع الحريق، وتأمين خروج فرقة الإطفاء من المحافظة إلى المحافظات المجاورة بالتنسيق مع قيادة الشرطة، وأضاف مدير الحراج، إن مديرية الخدمات الفنية تقوم بالمشاركة بآلياتها الثقيلة / تركسات دولاب –تركسات جنزير – عند الطلب فوراً للمساهمة في المحافظة على هذه الثروة المهمة، وأوضح المهندس ناصيف أهمية الدور الذي يلعبه الدفاع المدني وقائد فوج الإطفاء الحرائق وضرورة أن يكون الدفاع المدني في كامل الجهوزية لمؤازرة وحدات إطفاء الحراج عند الطلب وتحويل البلاغات عن الحرائق الحراجية الواردة إلى مديرية الدفاع المدني وفوج الإطفاء من قبل المواطنين بشكل فوري، كما تلعب مديرية البيئة دوراً مهماً وبارزاً في المحافظة على المواقع الحراجية، كما طالب المهندس منصور منصور مدير البيئة بعدم رمي النفايات المختلفة داخل الغابات ولاسيما المواد الزجاجية وأكد ضرورة أن تكون مكبات القمامة بعيدة عن المواقع الحراجية، كما يلعب اتحاد الفلاحين دوراً مهماً وكبيراً في المحافظة على الحراج والتعاون في مجال إطفاء الحرائق من خلال المجتمع المحلي، ويلعب اتحاد شبيبة الثورة دوراً توعوياً في المحافظة على الحرائق من خلال إقامة الندوات واللقاءات مع الفعاليات الفلاحية وضرورة المحافظة على الغابات وأهميتها الوطنية والطرق المتبعة لإطفاء الحرائق التي تمثل الخطر الأكبر، كما تقوم المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي بالمحافظة على جهوزية المناهل المخصصة للحراج التي تغذي صهاريج الإطفاء مع عدم المطالبة بأثمان المياه المستجرة لإطفاء الحرائق ،وتقوم التربية بحملات التوعية للطلاب على مدار العام بأهمية المحافظة على الثروة الحراجية والغابات وأخطار الحريق…
برسم الجهات المعنية؟!
من خلال متابعتنا لواقع الحرائق في المحافظة، رأينا مجموعة ملاحظات على الجهات المعنية العمل على تفاديها للحصول على الحالة المثلى لكيفية التعامل مع موسم الحرائق للموسم الحالي والتخفيف ما أمكن من أضراره منها: أن خطوط النار غير كافية للوصول إلى أماكن الحريق وهذه مسؤولية مديرية الزراعة، وتحتاج الأشجار الحراجية التقليم من أجل إمكانية الوصول إلى موقع الحريق أيضاً، ونؤكد ضرورة وضع خطة في هذا الاتجاه وخاصة أن عدد الحرائق في العام الماضي فاق كل التوقعات، والأراضي الحراجية غير مؤهلة لدخول الآليات لإطفاء الحرائق إليها، فبعضها تمّ إغلاق الطرق المؤدية إليها لأسباب ونواح فنية، ونطالب بضرورة إعادة النظر في هذه الطرق ودراستها من جديد وإعادة فتحها وتأهيلها لأيّ طارئ قد يقع.
أكثر من 1068 حريقاً
المقدم سمير شما -رئيس فوج إطفاء طرطوس قال: كان عدد الحرائق كبيراً العام 2016 حيث فاق التوقعات حتى أطلق على 2016 «عام الحرائق» وارتفع عدد الحرائق الحراجية والزراعية -بشكل كبير وملحوظ في محافظة طرطوس،أضاف المقدم شما -وصل عدد المهام المنفذة من قبل فوج إطفاء طرطوس إلى/ 1380/ مهمة،من ضمن المهام المنفذة إطفاء /1068/حريقاً–خلال عام 2016-و/ 312/ مهمة لحرائق مختلفة ،في حين وصل عدد الحرائق المنفذة إلى /1024/حريقاً معظمها حرائق «للعام نفسه» ولفت إلى وقوع /46/ حريقاً في يوم واحد، وأضاف وصل عدد الحرائق للعام الحالي إلى/ 262/ حريقاً، تركزت معظم هذه الحرائق على الغابات والأراضي الزراعية وأشار إلى أن السبب الرئيس للحرائق يعود إلى الإهمال من قبل المواطنين، والقسم الكبير من الحرائق بفعل فاعل من أجل التحطيب والتفحيم، وحمّل رئيس فوج الإطفاء أسباب الحرائق لإهمال المواطنين حيث التهمت الحرائق الحراجية مساحات كبيرة من الأراضي الخضراء ودمّرت كل ما يحيط بها من خضرة وجمال على مد النظر… وشكلّت الحرائق الخطر الأكبر الذي يتعرض له الغطاء النباتي بكامل أجزائه وتسببت الحرائق الكبيرة بفقدانه بشكل كامل وإعادته إلى المراحل الأولى المتمثلة بالأشواك والبلان… وما إن يبدأ فصل الصيف من كل عام حتى تلتهم الحرائق ما تبقى من مساحات خضراء وغطاء نباتي جمالي عُرِفت به المحافظة… حيث تتسبب بخسائر كبيرة وأضرار بالغة.
كما أكد المقدم شما رئيس فوج الإطفاء أن آليات فوج الإطفاء في جهوزية تامة سواء من الناحية الفنية أومن ناحية العاملين الذين يملكون خبرات فنية كبيرة.. وهم في حالة استعداد واستنفار على مدار /24/ ساعة، ويملك الفوج خمسة مراكز حماية و16 آلية في كل فوج إطفاء مجهزة بشكل كامل و14 برجاً مزوداً بأجهزة اتصال ومراقبة…ومع هذا تتسع رقعة الحرائق وتزداد حدتها وتتضاعف تبعاتها كلما تأخر وقت وزمن إخمادها…
صعوبات
يرى رئيس فوج الإطفاء أن أهم الصعوبات التي يعانيها فوج الإطفاء – وأثناء الإبلاغ عن الحرائق، أن المتصل لا يقدم معلومات كافية عن الطرق الواصلة إلى مكان الحريق ما يضعنا في كثير من الأحيان في إرباكات كثيرة فيجب أن نعلم إن كان هناك طريق يسمح بوصول السيّارات أم لا, وفي هذه الحالة نرسل فرقاً راجلة ونقوم بتزويدها بالماء…في كل الأحوال، فإن تضافر جهود الفوج ومديرية الزراعة والمحافظة يخفف الكثير من الأضرار الحاصلة…