بسبب موجة الحر الشديدة.. حالات إسعافية في المشافي.. والأطباء يطلقون التحذيرات!

بسبب موجة الحر الشديدة.. حالات إسعافية في المشافي.. والأطباء يطلقون التحذيرات!

أخبار سورية

الجمعة، ١٤ يوليو ٢٠١٧

موجات حر متتالية تضرب المنطقة، وفي بلدنا تكاد تصل في الظل إلى /50/ درجة في  بعض المناطق، ولكسر هذه الموجات يلجأ الكثير من الأطفال إلى البحيرات أو النوافير الموجودة في وسط الساحات، وبعض الأهالي ذهب إلى أبعد من ذلك عندما وضع مسابح  بلاستيكية على شرفات المنازل، وعلى أسطح البيوت، وهذا قد يخفف من شدة الحرارة في ظاهر الأمر، ولكن قوة أشعة الشمس، وبرودة المياه تشكّل خطراً على الأطفال، وخاصة مع بقاء الأطفال مدة طويلة بين الغطس بالماء، وسطوع الشمس الذي يسبب ضربات شمس قوية، وما يرافقها من إسهال، وإقياء، وإعياء، “البعث” جالت بين مشافي دمشق: المجتهد، والمواساة، والأطفال، ورصدت التالي.

موجة الحر

الدكتور مازن حداد، مدير عام مشفى الأطفال قال: كوادرنا مستنفرة في كل الأحوال من أطباء، وطلبة دراسات عليا، وكوادر فنية، وإدارية، ويعملون  فوق طاقتهم، وبرضى ومحبة، وأحياناً نظراً للحاجة ولظروف العمل نطلب بعض الجراحين والأساتذة رغم استراحاتهم من بيوتهم لإجراء عمليات جراحية سريعة ونادرة وإسعافية، ويستجيبون  بكل رضى ومحبة، واليوم لدينا آلاف المراجعين، منها أمراض صيفية، ودائمة، ولكنها مرتبطة مع بعضها، علينا واجبات لنستقطب الجميع، والتخفيف من معاناتهم، وننسق مع المنشآت الصحية والطبية، سواء التابعة للتعليم العالي، أو الصحة لإجراء بعض الاستشارات، وإجراء عمليات نوعية، لأن مشفى الأطفال هو الوحيد في سورية، وكان يستقبل كل أطفال سورية، وفي ظل الأزمة ازدادت مهامه مع كثرة العمليات والمراجعات، وأعداد المقيمين، ورغم أن الوضع فوق طاقة المشفى والأساتذة، إلا أن الجميع يتحمّل، وننصح الأهالي بتوخي الحيطة والحرص والحذر، وعدم السماح لأولادهم بتناول المثلجات، وخاصة من الشوارع، لأنها مليئة بجراثيم وملونات، والابتعاد عن السباحة في البحيرات في وسط الشوارع، لأن مياهها غير صالحة للسباحة، وهي أشبة بالمستنقعات.

ارتفاعات كبيرة

الدكتور هيثم الحسيني، مدير مشفى  “دمشق”، المجتهد قال: في الحقيقة الجميع يدرك أن هناك ارتفاعات كبيرة في درجات الحرارة، وترافقت هذه المرة مع كميات كبيرة من الغبار والرطوبة، وهذا كله يؤثر على الصحة، وليس على الأطفال وحسب، وإنما على الكبار، وخاصة ممن يعانون من التحسس والربو، وصولاً إلى أمراض العيون والأنف، وقد لاحظنا ذلك من خلال المراجعين لعيادات الإسعاف.

للضرورة

ويطلب  الحسيني من الأهالي التخفيف من الخروج إلا للضرورات، مع محاولة التخفيف منها عبر ارتداء قبعات، أو  اقتناء مظلات للتخفيف من أشعة الشمس، أو الخروج  إلى الأسواق، ولكن صباحاً أو عصراً، غير أن الكثير من شعبنا لا يجيد هذه الثقافة أو لا يعرفها، وهذا سبب ويسبب أمراضاً منها على المدى القريب، ومنها على المدى البعيد، رغم تحذيرات وزارة الصحة من موجات الحر المتتالية في هذه الفترة!.

تحذير

لا يبتعد مدير عام مشفى المواساة الدكتور عصام الأمين كثيراً عما قاله الدكتور الحسيني، بل تقاطع معه في كثير من الأمور والتحذيرات، مطالباً الأهالي بالإكثار من شرب السوائل والمياه، وعدم الخروج من جو  بارد مباشرة، أي من أمام المكيفات، وتخفيض درجات البرودة في المكاتب إلى درجات عالية أثناء الانتهاء من الدوام، أي الوقاية عبر  تحضير الجسم قليلاً قبل الخروج إلى الشارع حتى يتأقلم الجسم قليلاً مع الحرارة، فالخروج من مكاتب مبردة طوال فترة الدوام إلى درجات حرارة عالية قد يؤدي إلى ضربات شمس قوية، وأمراض سحايا.

كلمة حق

من يمر من جانب مشفى الأطفال ير بأم العين آلاف الأمهات والآباء والأطفال يفترشون الأرصفة والشوارع والحدائق المجاورة للمشفى منذ الصباح الباكر، وقبل الزيارة وحتى ساعات متأخرة من الليل، وأقسام الإسعاف والقبول والاستقبال تعج بالمراجعين، طبعاً ليس كل المراجعين من موجة الحر الشديد، لكن بعضها “أكيد”، ونسجل لمشفى الأطفال على لسان المراجعين والمقيمين هذا التفاني والحرص والمثابرة على أداء رسالتهم رغم الظروف الصعبة التي يعمل بها المشفى في ظل نقص الكادر، وقلة المواد، إلا أن إدارة المشفى استطاعت التغلب على هذا الواقع المفروض بحرفية عالية للتخفيف عن براعم الوطن.

عارف العلي