مشروع «عـمرها» للتـدريب والتأهيل المهني ..خطوة تخفف شـبح البطالة عن الشـباب وتستهدف المهجرين

مشروع «عـمرها» للتـدريب والتأهيل المهني ..خطوة تخفف شـبح البطالة عن الشـباب وتستهدف المهجرين

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٧ سبتمبر ٢٠١٧

إلهام العطار  
لم تكن الحرب التي دارت رحاها منذ سبع سنوات على أرضنا، السبب في خلق مشكلة البطالة، لكن ومما لا ريب فيه أن تلك الحرب بآثارها وتبعاتها على كل الصعد أدت إلى زيادة انتشار تلك الظاهرة وتنوع الفئات المنضوية تحت لوائها، إذ إن البطالة لم تعد تقتصر على الخريجين الجدد أو على الباحثين عن فرصة عمل فحسب، بل اتسعت مظلتها وامتدت لتشمل كل من تسببت الحرب بتهجيره أو نزوحه أو خربت معمله أو ورشته وتركته وأسرته في مهب الريح، محولة إياه من مهني له مكانه في سوق العمل إلى باحث عن عمل، ورقم على لوائح البطالة التي باتت مشكلة وهاجساً يشتت أحلام وطموحات الشباب السوري بكل فئاته ومستوياته، وتؤرق المجتمع السوري الذي سعى للتخفيف من وطأة وثقل هذه الظاهرة عبر وزاراته وجهاته المعنية وهيئاته الرسمية والأهلية، فكان أن شهدت الساحة خلال الأزمة ولادات لمشروعات خدمية وشبابية للعديد من الجمعيات التي حاولت من خلال تلك المشروعات تحويل مسارها من خيري يقدم المساعدات والمعونات والسلل الغذائية إلى تنموي تصطاد عبره أكثر من عشرة عصافير بحجر واحد كما يقال، ومنها على سبيل المثال مشروع «عمّرها» الذي أقامته جمعية الشباب الخيرية في قدسيا لإعادة الأمل في نفوس الأشخاص المستهدفين ولاسيما المهجرين منهم بأن «بكرى أحلى»، وعليهم أن يكونوا عناصر فاعلة وفعالة في مجتمعاتهم ومساهمين في مرحلة إعادة الإعمار في سورية، وذلك حسبما ذكر ناصر الماضي المنسق الإعلامي في الجمعية خلال وقفة لـ «تشرين» معه للحديث عن تفاصيل مشروع «عمّرها» للتدريب والتأهيل المهني في قدسيا.
تدريب وتأهيل
يقول ماضي: يهدف مشروع «عمّرها» الذي انطلق الأسبوع الماضي إلى تدريب عدد من المهجرين لخلق فرص عمل لهم ولأصحاب المهن الذين فقدوا ورشاتهم وأدوات عملهم من جراء الأزمة، ولتأهيل عدد من المراكز الخدمية وإحياء ورشات كخطوة تساهم في عملية إعادة بناء وترميم الكثير من المساكن والمحال ومراكز الإيواء في منطقة قدسيا وذلك خلال مدة التدريب العملي للمنتسبين إلى المشروع الذي يقام بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ومجلس مدينة قدسيا.
فكرة مشروع «عمّرها» وفقاً لماضي فكرة متجددة، فهو يأتي استكمالاً لمشروع مكتب الشباب للخدمات الفنية الذي أقامته الجمعية خلال العامين الماضيين مع تحديثات وإضافات جديدة طبعاً للوصول بها إلى تحقيق خدمات متكاملة بين الورشات السابقة والحالية، ففي المشروع السابق يقول المنسق الإعلامي: قامت الجمعية بتدريب عدد من المهجرين ضمن خمس مهن هي (كهرباء، صحية، دهان، بلاط، ألمنيوم، تكييف وتبريد) أما ضمن المشروع الحالي فقد أضيفت مهن جديدة كالنجارة والحدادة ومهنة تصنيع المطابخ، ليصبح عدد الورشات فيه سبع ورشات تدريبية تضم كل واحدة منها مدربين أو معلمي حرفة وأربعة متدربين، أضف إلى أن المشروع الحالي سيعمل على تقديم خدمات مجانية تبلغ 50% من قيمة المواد الأولية المخصصة للتدريب والورشات للمحتاجين، حيث سيتم اختيار الأسر الأشد فقراً لتأهيل مساكنها أو محلاتها في خطوة لتشجيع المتدربين على العمل وتحقيق الاستقرار لهم ولتلك العائلات المستهدفة، وكل ذلك سيتم بإشراف مهنيين ومختصين.
هدايا تشجيعية
وبالنسبة لعدد المتدربين ومدة التدريب أوضح ماضي أن الجمعية قامت بإجراء مقابلات للمتدربين والمدربين لاختيار المستفيدين من المشروع، لافتاً إلى أن العدد وصل إلى 30 متدرباً ومدرباً، سيتم تدريبهم خلال ثلاثة أشهر متتالية، وفي نهاية الدورة ستقدم لهم كما في الدورات السابقة حقيبة عدة مهنية مختصة بكل مهنة كهدية تشجيعية للبدء والانطلاق بورشاتهم الخاصة.
ليختم حديثه بالقول: لقد استطاعت الجمعية من خلال مشروعها السابق تحقيق نقلة نوعية لمن تدربوا فيه، حيث تمكنوا من دخول سوق العمل والانخراط فيه، وهو الأمر الذي ساعدهم في الحصول على رواتب شهرية سددت البعض من حاجاتهم، وساعدتهم في تحدي الظروف المعيشية والاقتصادي القاسية، وأبعدت عنهم شبح البطالة، وهو الأمر والأمل الذي سنعمل للوصول إليه وتحقيقه للمتدربين في مشروع «عمّرها» المهني والتدريبي.
يشار إلى أن جمعية الشباب الخيرية تأسست عام 2005 كمؤسسة تنموية اجتماعية تقدم خدمات طبية وتعليمية وإغاثية متنوعة، وتعمل على دعم المشاريع التنموية وإقامة دورات تعليمية وقد سجلت على الأرض مبادرات متعددة ومختلفة ساهمت من خلالها بتأهيل عدد من المدارس وبإعادة الأطفال المتسربين إلى مقاعدهم الدراسية، كما بادرت بإقامة مبادرة دفء الشتاء لتوزيع الملابس الشتوية على الأطفال الذين فقدوا معيلهم، وغيرها من المبادرات والمشاريع التأهيلية والتدريبية.